نحن المصريين لا ننسى الإساءة أو بالأحرى الغدر، وذاكرتنا والحمد لله حديدية ليست ذاكرة سمكية، وكلام جون كاسن، سفير بريطانيا، فى أربعين ضحايا الطائرة الروسية فى شرم الشيخ كلام مخاتل، كلام ساكت، لا يخيل على عيل صغير، ما بالك بشعب يعرف جيداً عدوه من صديقه.
السفير المراوغ تطوع بتصريح كذوب: «بريطانيا لن تترك مصر تواجه التحديات وحدها»، بذمتك كبريطانى محترم يحترم ما يقول، ويدقق فى اللفظ قبل أن يطلقه هكذا مبرأ من أى ذنب، أشك أن هذا لسان حال حكومة جلالة الملكة، وبالسوابق ليست البعيدة، بل فى ذات الحادثة التى ذهبت تتباكى على ضحاياها.
موقف الحكومة البريطانية كان عدائياً بلا مبرر سوى كسر ظهر مصر، والإساءة إلى رئيس مصر وهو فى ضيافة رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، ولا ننسى مساهماتكم تحديداً فى تشكيل هذا الموقف بسلسلة من التصريحات نجحت فى تنييم الخارجية المصرية عما تضمره، للأسف، الحكومة البريطانية ونحن عنه غافلون.
سفير جهنم يواسى شرم الشيخ الجريحة، مواساة من يقتل القتيل ويمشى فى جنازته، ويذرف الدمع الهتون: «كانت عواقب سقوط الطائرة قاسية على شرم الشيخ والمصريين العاملين بمجال السياحة»، ومن ذا الذى اتهم شرم مبكراً قبل تجميع الحطام، وتفريغ الصندوق الأسود؟ من أعلن على العالم أن مطار شرم متهم أول؟.. من منع رحلاته من أن تحط فى المطارات المصرية، من الذى أوعز للسلطات الروسية من طرف استخباراتى، فخشيت تكرار الحادثة، فمنعت رحلاتها وسياحها، وتبعتها دول أخرى اتساقاً مع الموقف البريطانى الشرير؟.. شرم أنتم من خربتموها، فلا تنعوها.
السفير يهتبلنا باعتبارنا هطل وداقين عصافير خضر بتطير فى مطار شرم: «كنا الأسبوع الماضى أول من يتفق على خطة عمل مشتركة مع مصر لإعادة الرحلات الجوية، واليوم أرى فرص التعاون الممتازة بين الخبراء المصريين والبريطانيين هنا فى شرم الشيخ، وأتوجه بالشكر لكل من المحافظ وسلطات المطار على هذا المجهود، وأشعر بالتفاؤل الشديد بأن التنفيذ الناجع للخطة سيسمح بعودة الرحلات الجوية بأسرع وقت ممكن».
فرص تعاون، وتفاؤل شديد، وأتوجه بالشكر، عودة الرحلات الجوية بأسرع ما يمكن.. أتتخيل أنه بأسرع ما يمكن ننسى الإساءة المتعمدة، تعود الرحلات أو لا تعود، هذه قضية تخص سلطات الطيران المدنى، فقط أنا مواطن مصرى يرفض كلامك، ويمقت تزلفك، ودبلوماسية بطن الضفدع الملساء تأنفها أيدينا الخشنة. تعاون إيه بعد خراب شرم، تفاؤل فى مأتم، لقد ذهبت إلى أربعين الضحايا الروس، وأيضاً أربعين شرم!.
طوبى للمصريين البسطاء الذين أناروا شرم بجنيهاتهم القليلة، جنيهات مصرية، ليست إسترلينية، السفير يقول كلاماً لا يصدقه عكل، على رأى شويكار: «وستبذل كل ما بوسعها لمحاربة الإرهاب، الذى يسعى جاهدًا لتدمير الاقتصاد المصرى، تحقيق اقتصاد قومى قوى وسياحة مزدهرة بهذه المنطقة الحيوية يعد من المصالح الوطنية لبريطانيا». متى كان الاقتصاد القومى المصرى يهم بريطانيا التى عمدت إلى إسقاطه بالضربة القاضية، وعن أى سياحة تتحدث وقد منعتم «الحلبية والرايبة»، هذا كلام لا تفهمه، لكنه لسان حال المصريين الذى يصور لك خيالك المصنوع فى الاستخبارات البريطانية أنك تستعبطهم!. سيادة السفير إذا أحببت أن تقلوظ العمة وتلبسها للمصريين، فلتتعلم أولاً لبس العمة، وعندما تاقت نفسك أن تفطر فول استدعيت عربة الفول إلى السفارة، لماذا؟ لأنك لا تستطيع أكل الفول فى السيدة زينب، هناك ناس مرفوع عنهم الغطاء، يعرفون العدو من الحبيب!!.
hamdy_rizk36@yahoo.com