لبنى القاسمى و«شيرى كارلن»

مصباح قطب الخميس 10-12-2015 21:10

لا جديد يُقال بشأن العواطف التى تتحرك فينا كمصريين وكعرب بعامة نحو الإمارات العربية المتحدة وأهلها، ومؤسس اتحادها الراحل الفذ الشيخ زايد، ونحو تجربتها الراهنة فى التقدم الاقتصادى والاجتماعى، المحسوب بمعايير دولية موثقة ومثيرة للدهشة. عواطف يتشارك فيها بهذا الشكل أو ذاك حتى أشد المنتمين إلى أقصى اليسار أو أقصى اليمين، وبطبيعة الحال فالاستثناء الوحيد من الإعجاب بها هم عشاق الخراب من جماعة الغل والتواطؤ إياها.

لكنّ ثمة جانبا جديدا لفتنى خلال زيارة أخيرة إلى الإمارات للمشاركة فى عيدها الوطنى، أود أن أنوه إليه، وهو المنهجية المختلفة لهذا البلد العربى فى تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية من الدولة مباشرة أو هى ومعها شركاء من 40 جهة محلية معنية إلى 122 بلدا وإلى منظمات دولية وإقليمية ووطنية رسمية. لا أهداف سياسية هنا، ولا بحث عن أصوات فى مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة. لا خلق لطلب على سلع أو خدمات إماراتية باستخدام برنامج إعانة ماكر. لا تسييس للمنح ولا تسليم لمساعدات لجمعيات غير مسجلة أو حتى مسجلة فى السفارة وبعيدا عن الدولة. لا تحديد لمجالات سلفا. لا استنزاف للمعونة باستخدام بعثة رهيبة أو باشتراط نقل المعونات عبر سفن المانح أو الشراء من مورديه بأسعار مبالغ فيها أو عبر شبكة وسطاء ضخمة.

الإمارات تقدم مساعدات إلى أبعد حد ممكن لوجه الله والإنسانية حقا. ارتباط مكوناتها بأهداف الألفية الإنمائية والأهداف المطورة بعد 2015 هو الأوضح فى كل التجارب الدولية. نسبة المساعدات التى تقدمها إلى ناتجها المحلى تكاد تكون غير مسبوقة.

تقدم الإمارات المساعدات بشكل مباشر وشفاف إلى الحكومة، مع الإعلان عنها للشعب. للإمارات فى احترام التعهدات بالمنح سجل مشرف. لديها تركيز جيد على الأهداف لا الوسائل، خلافا لما يفعل مانحون كثيرون. ذهاب مباشر إلى القضاء على الفقر والجوع بلا تردد، مع إيلاء عناية عالية للاستدامة البيئية والمشاريع التنموية التى تساعد على تقدم الشعوب.

لقد قلت للسيدة المهابة الدكتورة لبنى القاسمى، وزيرة التنمية والتعاون الدولى الإماراتية، فى لقاء صحفى هناك، إنى آمل أن تتشارك الإمارات ومصر فى تقديم مساعدات مشتركة إلى دول فى أفريقيا، فرحبت على الفور، بل تبين أن هناك اتجاها إلى ذلك بالفعل. مصر بلد فقير ومتلق للمعونات صحيح، لكن لديها برنامج للمساعدات الخارجية لأفريقيا ودول الكومنولث (بمال قليل، ولكن بالكثير من الخبرة الفنية). المصريون كما كان يقول الدكتور أحمد جويلى- رحمه الله- يُخرجون اللقمة من أفواههم ليقدموها للغريب أو الأكثر احتياجا.

التقاليد العربية الأصيلة فى الإمارات تدعم شيئاً شبيهاً. ما أقترحه أخيراً أن تبحث السيدة «شيرى كارلن»، مدير المعونة الأمريكية بمصر، بذمة وأمانة برنامج المساعدات الإماراتية لمصر وتأثيره وتقارن بما تقدمه بلادها لنا. كم مرة هتف المصريون وسيهتفون بالاستغناء عن المعونة الأمريكية؟ الإجابة: كتيييييير، وإلى أن تنتهى الأمراض المساعداتية القبيحة التى تجنبتها الإمارات وأشرت إليها.