يا شباب مصر.. انتبهوا

صلاح الغزالي حرب الخميس 10-12-2015 21:09

بداية.. يجب أن نحدد علمياً ما المقصود بالشباب.. فطبقاً لتقارير الأمم المتحدة فهم يمثلون مرحلة عمرية تتراوح بين 15-24 عاماً، وقد تصل إلى 29 عاماً، وهى تتميز بالوصول إلى ذروة النشاط، والقوة والحيوية ولها إيجابياتها وسلبياتها، فمن ناحية نجد الرغبة فى العطاء، والطموح والميل للاستقلال وحب المغامرة، ومن ناحية أخرى نجد سوء فهم الحرية، والتسرع، والاضطراب، وحب المظاهر، والأنانية.. ومن المهم أن نفرق بين الشباب والنضج.. فالأخير يمثل مرحلة متقدمة تأتى بعد اكتساب الكثير من المهارات والخبرات، وهو أنواع.. منها النضج العقلى، والعاطفى، والاجتماعى، والسياسى وغيرها.

وفى مصر، وطبقاً لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى أغسطس 2014، يمثل الشباب من سن 18-29 سنة 23.7٪ من السكان، ولكن الأهم والأخطر أنهم يمثلون 53٪ من قوة العمل فى مصر، وهى بكل تأكيد ميزة مهمة ينبغى لنا أن نحسن استغلالها.. من هنا فإننى أوجه نداءين:

النداء الأول إلى من يهمه أمر الشباب فى مصر:

أولاً: لابد من إيجاد هيئة مستقلة لرعاية الشباب بعيداً عن الرياضة، تكون مهمتها رسم خريطة طريق نحو إعداد شباب المدارس والجامعات ثقافياً واجتماعياً وعلمياً، مع التركيز على دراسة التاريخ المصرى من أجل زيادة الوعى بالحاضر، والعلم بالماضى، ورسم المستقبل.. مع كبح جماح التطرف، والغلو والأنانية، وبدلاً من الحديث عن تعيين نواب وزراء أو محافظين.. ينبغى أن نركز وبقوة على الإعداد الجيد لهذه المهمة، وتحضرنى هنا ذكرياتى مع منظمة الشباب الاشتراكى التى بكل تأكيد ساهمت فى زرع روح الحب والولاء والانتماء لهذا الوطن، بعيداً عن أى أشخاص أو أيديولوجيات.. ولن أنسى أبداً ما بذلناه - ونحن فى أولى خطواتنا فى الجامعة - فى محو أميّة عدد كبير من عمال قصر العينى، والمشاركة فى نظافة هذا المعهد العلمى العريق بعد انتهاء اليوم الدراسى.. ناهيك عن الاجتماعات واللقاءات الثقافية والاجتماعية.. أعلم أن الزمن قد تغير كثيراً.. ووسائل الاتصال الحديثة أحدثت ثورة هائلة.. ولكنا نستطيع أن نُطوّع ذلك كله فى الاتجاه نحو بناء شباب مصرى ناضج وواعٍ، يسهم فى بناء بلده.

ثانياً: لابد من الإسراع بحل مشكلة الشباب المحبوسين فى قضايا رأى أو تظاهر، وكذلك مشكلة ما يسمى حالات الاختفاء القسرى لقطع الطريق على المزايدين والكارهين لتقدم هذا الوطن.

والنداء الثانى إلى شباب مصر:

أولاً: أنتم الذين أشعلتم فتيل ثورتى يناير ويونيو العظيمتين ولكن الشعب كله - بكل طوائفه - هو الذى أنجح هاتين الثورتين، ومن ثَمّ لا يحق لكائن من كان أن يتحدث باسم الثورة، فهى ملك للشعب كله.

ثانياً: أنتم تعلمون ما يدبره أعداء الخارج والداخل من أجل تركيع مصر وتقسيمها.. فلا تأكلوا الطُّعم.. وافتحوا أعينكم جيداً.. فالمؤمن لا يجب أن يُلدغ من الجُحر مرتين.

ثالثاً: لا تُبنى الأمم إلا على دعائم الأخلاق الحميدة، والمُثل العليا، التى تربينا عليها جميعاً من احترام الكبير، وقبول الرأى الآخر، وحُسن الاستماع.. وليس أبداً بالصوت العالى، ونشر الإشاعات، والتطاول، والسخرية.

يا شباب مصر العظيم.. انتبهوا لما يُحاك ضد وطنكم مصر وتسلّحوا بالعلم، والإيمان، والعمل والإتقان، وكونوا يداً واحدة، لكى نبنى مصر المستقبل.