قال الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب إنما يضطلع بدور عميل سريّ لتنظيم «داعش» إذْ يعادي العالم الإسلامي بدعوته إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وأكد «فريدمان»، في مقال نشرته «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن التزام واشنطن بالتعددية هو التزام يجري منها في الأعماق، منبهًا أن تنظيم داعش إنما يريد أن يشعر كل مسلم في الولايات المتحدة وأوروبا بالاغتراب وعندئذ لن يحتاج التنظيم إلى تجنيد أحد إذ لن يكون الناس بحاجة إلى مَن يحرضهم.
وشدد على أن داعش وأخواتها من الجماعات المتطرفة إنما هي مشاكل المسلمين ولا يستطيع غير المسلمين أن يحلها أما وصْف المسلمين جميعًا بأنهم أعداء أمريكا فلن يزيد الأمر إلا سوءًا.
وتابع: «لكن لو أن ترامب مخطئٌ، فهل الرئيس أوباما مُحّق؟ جزئيًا هو على صواب ذلك أن الطريق الأوحد الموّصل إلى هزيمة داعش بشكل مستديم هو طريق التحالف إننا بحاجة إلى قوات مُسْلمة سُنيّة معتدلة تجوس خلال الديار بحثًا عن الدواعش في العراق نحن بحاجة إلى قادة سُنة ملهمين يشعلون الحماسة بين القلوب وينسفون أوهام الشرعية التي يُضمّنها الدواعش رسالتهم الناشرين لها في كل مكان نريد من إيران أن تعلن بوضوح دعمها لاتفاق يقضي بتقاسم عادل للسلطة في العراق بين السُنة والشيعة حتى يتحفز العرب السُنة المعتدلين لقتال الدواعش بدلاً من رؤيتهم بمثابة دروع لهم في مواجهة إيران».
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن حلفاء واشنطن في الائتلاف ضد داعش يريدون ما تريده أمريكا ولكن كـ«خيار ثان» إن أحدًا من أعضاء الائتلاف لا يضع على قمة أولوياته هزيمة تنظيم داعش واستبداله بنظام ديمقراطي تعددي في العراق وسوريا كما تفعل أمريكا.
وحذر الكاتب من أن هؤلاء الدواعش خبثاء وقد يحصلون مع طول إقامتهم وسيطرتهم على الأرض على شيء يكون مرعبًا بحق كأن يحصلوا مثلاً على «قنبلة قذرة».
وقال: «إن عددًا كافيًا من القوات الأمريكية البرية ليستطيع بسهولة أن يسحق داعش لكن صبيحة هذا النصر عندما سنحاول استخلاف حكومة محلية مكان قواتنا عندئذ سنواجه تلك الدوافع المختلطة التي تحرك كافة شركاء الائتلاف إذن ما العمل؟».
ورأى «فريدمان» أن الأمر تحتاج إلى مزيد من الضغط على الحلفاء السُنة للانضمام إلى الصفوف المكافحة لداعش بقوات برية ودعوة هؤلاء السُنة إلى تفنيد ما يدّعيه تنظيم داعش من أسانيد لشرعيته ونشر المزيد من القوات الخاصة الأمريكية وقوات حلف الناتو والقول بوضوح لإيران أنه من الممكن تعطيل الاتفاق النووي ما لم تضطلع بدور أكثر إيجابية في العراق وسوريا والتأكيد على ضرورة تحرك المسلمين ضد من يعيثون في الأرض فسادًا ويشيعون الفوضى باسم الإسلام حتى لا ينتهي بهم الأمر إلى الاغتراب في مجتمعاتهم.
ورصد «فريدمان» ما اعتبره بمثابة إشارات جيدة في هذا الصدد مثل انتشار هاشتاج (#أنت لست مسلمًا، يا أخي) ردًا على قيام أحدهم وبيده سكين بطعن ثلاثة أشخاص في محطة مترو شرقي لندن، مساء السبت الماضي، مرددًا هذا من أجل سوريا ليرد عليه لحظتها أحد المتفرجين الذي لم تتحدد هويته، قائلاً: «أنت لست مسلمًا يا أخي» ولابد أن الهاشتاج ينتشر بأيدي المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما نحتاج إلى الكثير منه.
وأضاف «فريدمان» أن «ترامب فضلاً عن عمالته جهلاً لصالح داعش عبر الإساءة إلى منصب الرئاسة الأمريكية والمُثُل الديمقراطية الأمريكية فإنه يوقع ضررًا حقيقيًا بقدرة أمريكا على قيادة ائتلاف هو الطريق الوحيد الموّصل إلى حل فعال لهذه المشكلة»، مختتمًا مقاله بهاشتاج (#أنت لست أمريكيًا يا أخي).