يظل محفورا فى ذاكرتنا أسماء شخصيات رائعة، منها المستشار «ممتاز نصار» (1912 – 1988) البرلمانى الشهير عن دائرة البدارى بأسيوط، والذى بدأ حياته فى سلك المحاماة بمكتب الأستاذ مكرم عبيد سكرتير حزب الوفد فى ذلك الوقت، وفى عام 1962 تم انتخابه رئيساً لنادى القضاة.. حدث فى عام 1969 أن دعا السيد على صبرى - نائب رئيس الجمهورية - خلال مقالات له فى جريدة الجمهورية إلى انضمام القضاة إلى الاتحاد الاشتراكى، وقام باستدعاء ممتاز نصار ـ وكان رئيسا للنادى ـ وطلب منه الانضمام رسمياً إلى الاتحاد الاشتراكى، فرفض نصار بشدة وقال: «القضاء ملك الشعب كله، ولا يمكن أن يكون ملكاً لحزب». وهنا حدثت مذبحة القضاة الشهيرة عام 1969!.
ارتبط اسم ممتاز نصار بقضية «هضبة الأهرام»، وكان صوته هو الصوت الصارخ بالحق فى جلسات مجلس الشعب، فهو الذى دافع عن أغلى ما نملك وهو الأرض والكرامة. لقد تصدى ممتاز نصار لكارثة كادت تحل بمصر ممثلة فى بيع أرض هضبة الأهرام استمراراً لعشرات المشروعات الاستثمارية التى تمت بالطرق الملتوية وفى حماية بلطجية الانفتاح، ولم يتوقف لحظة حتى استطاع بثقته واقتداره انتزاع حكم تاريخى يمنع بيع أرض هضبة الأهرام بعدما كاد النصابون فى الخارج والمرتشون فى الداخل يبيعونها. وقد أرسلت هيئة اليونسكو خطاب تقدير للأستاذ ممتاز نصار الذى أنقذ آثار مصر القومية والعالمية من الضياع!.. ومن مواقفه المُشرّفة، أنه فى إحدى جلسات مجلس الشعب تبنى إحدى القضايا القومية بدفاع مستميت. وعجز رئيس المجلس المهندس سيد مرعى عن مناقشة المستشار نصار، وأمام هذا العجز فوجئ النواب بالمهندس سيد مرعى يقول: «أنا المجلس»!! وهنا احتد المستشار نصار أمام تلك العبارة التى بها إهانة للمجلس كله، وانحاز أعضاء المجلس كله إلى صف المستشار نصار، وقالوا للمهندس سيد مرعى: «لن نغادر القاعة إلا بعد أن تقدم اعتذاراً عما قلته!». ولم يجد رئيس المجلس مخرجا إلا أن قدم اعتذاراً عما بدر منه!.
للحقيقة والتاريخ المستشار ممتاز نصار ومعه د.محمود القاضى، د.محمد حلمى مراد، صلاح أبو إسماعيل، مصطفى مراد، علوى حافظ، عادل عيد المحامى وغيرهم كانوا نوابا مميزين لهم ضمير وطنى مخلص.. نتمنى أن نرى مثلهم فى مجلس النواب الجديد!.
د.مينا بديع عبدالملك - أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية