وفجأة تحدث الأعجوبة؟!

محمد المخزنجي الأربعاء 09-12-2015 21:22

هى إطلالات من شُرفة العلم، قصص علمية إن شئت، رسائل سياسية أو اجتماعية أو نفسية إن شئت، أو هذا كله كلما تيسر، فأفراد كل الكائنات دوالٌّ وتجمعاتها دول، وخاطبهم بالتى هى أحسن، فهذا بالقطع أحسن، وإنى لأهدى ما سيفتح الله علىَّ به فى هذا السبيل، إلى الكلية التى تخرجت فيها «طب المنصورة»، التى أدين لها ــ إضافة لأساسيات المعرفة العلمية ــ بكل معانى الصبر الجميل، والاحتضان الجليل، ولولا أُبوّة معظم أساتذتها المؤسسين العظام، ومحبة زملائى من أبنائها الذين صاروا أساتذة وعمداء وعلماء مرموقين وأطباء مهرة، لذهب بى جموحى إلى نهاية مبكرة حزينة. لهذا أهدى «طب المنصورة» بعضاً منى، وأكسر قاعدة اكتفائى بعالمى الثقافى والإنسانى الصغير، لألبى دعوة عميدها الأستاذ الدكتور السعيد عبدالهادى للمشاركة فى برنامجها الثقافى، بندوة قوامها «إطلالة من شُرفة العلم على بعض شؤون الحياة» مدعمة بالفيديوهات الوثائقية العلمية، فى ظهيرة يوم الأحد 20 ديسمبر الحالى، بإذن الله، بمُدرَّج الدكتور إبراهيم أبوالنجا، مؤسس جامعة المنصورة الراحل الكريم العملاق، وأحد من شملوا جموحى طالِباً بأصفى الاصطبار وأعمق الأبوَّة.

أشكال مختلفة من كائنات «البليفاريزمات»

الزحام يحيل المدى إلى مستنقع. والمستنقع يزيد من وطأة الشعور بالزحام. يتحول نطاق الحياة إلى احتشاد للتباغض بين المزدحمين. يتفاقم التحرش والتهارش. وتزداد نُذُر النهش والالتهام. يغلى المدى ببوادر الانفجار. ينفجر الزحام فى الزحام. يأتى نهم الأقوياء على رصيد الغذاء الباقى. ويتخطف الضعفاء الكفاف من بعضهم البعض. ويَلوُح فى أفق المدى شؤم الانقراض. لكن طيف نجاة يخايل البعض. أمة تآكلت موجات بعد موجات من فرط جمودها على راكد أحوالها. ولم يتبق منها غير هؤلاء ليصيروا: بقايا أمة. فهل من نجاة؟

هى أمة لا ريب. وإن تك فى لُجَّة مستنقع أسِنَ وتكاثَف أسَنُه. أمة من أمم الحياة فى بساطتها المطلقة الأولى. كائنات وحيدة الخلية توحى بالتهافت. لكن نظرة واحدة فائقة التكبير إليها تجعلنا نرتجف دهشة من حِراكها الدائب. فما هى حقا وصدقا إلا واحدة من أمم أمثالنا. بعضها يبدو كائنا من هلام متغير الشكل. يرعدنا بمروقه وسط غيره من المتجمعين والمتحركين بأقدام تخرج من جسمه ثم تختفى. بعضها يمخر اللجة مثل أجفان عائمة تنساب بحِراك رموشها. وبعضها يتحرك بأسواط يضرب بها فى الماء فيتقدم أو يتقهقر أو يستدير. وغير هذه وهذه وتلك هوائم تحيرك أسرار حركتها بلا أهداب ولا أقدام خادعة. كأنها تنساب بمجاذيف لا مرئية فى قلب الماء. وكأن هذه اللُّجة مدينة مائية بها تجمعات وشوارع وميادين ودور تزدحم بشعب كامل. شعب مختلفة ألوانه وأشكاله من «الأوليات». عصيات ومكورات ومبرقشات ومغزليات وهلاليات كلها فى حركة. والحركة تُدخلها فى ممالك الحيوان. أميبا وبارامسيومات ودياتومات. كائنات وحيدة الخلية. يلفت النظر بينها ما يشبه طوربيدات وقوارب فائقة الدقة. وبراميل منمنمة دوارة. كلها تمخر اعتكار الماء بأهداب فائقة الرهافة فائقة سرعة الرفيف. وكأن هذه الأهداب رفَّاصات مرنة تدفع هذه القطع البحرية عجيبة الأشكال بانسياب مذهل وسريع عبر الزحام. وبرغم الزحام.

أشكال مختلفة من كائنات «البليفاريزمات»

إنها الهدبيات Ciliata. مجموعة من وحيدات الخلية لا يُرى معظمها بالعين المجردة. أبعادها بين 10 ميكرونات لأصغرها. أى واحد من المائة من الملليمتر. بينما أكبرها لا يتجاوز الثلاثة ملليمترات. تتنوع أشكالها وألوانها وطرق حياتها. يجمع بينها وجود الأهداب على جسمها. تنتشر على محيطها أو تتركز فى بقعة منها أو على جانب واحد أو فى أطواق تحيط بأعناقها وخصورها. تتفق على حب الماء عذْبُه ومالِحُه. هى من أوائل الكائنات التى اتخذت من الماء وسطا لحياتها مُنذ فجر الحياة على هذا الكوكب. أهدابها تتماوج بحركة دائبة متناسقة تدفعها وسط الماء وتدفع بالطعام إلى فمها. فم خلوى بسيط يُفضى إلى بلعوم خلوى بسيط لكائنات بالغة البساطة. لكنها على بساطتها شبه المطلقة تنطوى على كفاءة عيش مذهلة كأنها كائنات مُركَّبة بليونية الخلايا. استطاعت أن تستمر لمليارى عام على الأرض فيما أنقرض من حولها عماليق الديناصورات وغير الديناصورات. ولا تزال باقية كأمثولة مُراوَغة للحياة واقتدار على الاستمرار فيها ولو فى قطرةٍ من ماءٍ آسِن. مرت عليها أهوال تبدلات طقس كل العصور. من حرارة لافحة إلى صقيع جليدى ولم تنصهر بهذه ولا انسحقت بتلك. فى الوفرة تكاثرت وفى الندرة تراجعت لكنها عاشت ولا تزال تعيش. ولأنها كذلك اختار العلماء أفضلها تجاوبا مع حياة المختبرات ليدرسوها. يستكشفون عبرها أسراراً كُبرى للحياة وفى الحياة. إنها هُدبيات البليفاريزما blepharisma.

هُدبيات يُقارب معظمها شكل جفن العين أو قطرة دمع تنثال على الخد. فى ركن من حافتها يتماوج صف من الأهداب كمجاذيف رهيفة شفيفة. تنطلق بها سريعة سلسة كما لو كانت تعمل بمحرك صامت شديد الانتظام. أهداب أخرى أدق تحيط بفتحتها الفموية وتتماوج متصيدة للفم المفتوح دقائق الغذاء المتناثر فى الماء. كائنات يتميز بعضها باحتوائه على جزيئات من لون أرجوانى لصبغيات البليفاريزمين تنتشر فى سوائلها الخلوية. بعضها لا يحتوى على هذه الصبغيات لكنها جميعا أخذت اسمها العلمى منها فصارت بليفاريزمات. بعضها يلوح بحمرة بنفسجية خفيفة لهذه الصبغيات وبعضها خِلوٌ منها. هذه الصبغيات «الكارهة للضوء» تدفع بحامليها إلى الهبوط إلى أعماق المياه المعتمة. آلية مناسبة للعيش فى قيعان المياه المالحة وداخل قنوات وأنابيب صرف ومعالجة المياه العذبة. البعض الآخر يخلو من هذه الصبغيات فيبدو بألوان مختلفة وسلوك مختلف. يجذبه الضوء وإليه ينْشدُّ ومنه يستخلص بعض طاقة الحياة وإن خلا من كلوروفيل أوراق الشجر.

برغم أنها كائنات من ذوات الخلية الواحدة ككل الأوليات إلا أنها تمتلك القدرة على النهوض بأهم مقومات الحياة. تأكُل وتُخرِج وتنمو وتتحرك وتتزايد أعدادها بالانقسام الغزير فى أزمنة الأمان والوفرة. طعامها متنوع يأتيها على مويجات تحريك أهدابها للماء. بكتريا. طحالب دقيقة. جزيئات عضوية هائمة. تهضمها فى فجوات بمثابة جهاز هضمى فى جوفها. وتُخرِج فضلاتها من فجوة متقبضة عبر فتحة بسيطة فى غشائها الخلوى. فكيف تتصرف ببساطتها هذه عندما تتعقد من حولها الظروف ويصبح وجودها فى خطر؟. إجابة تطلبت وضع هذه البليفاريزمات فى زجاجة ماء معملية تحاكى وسطا يعج بالآلاف من أفرادها مُهيأ بوفرة سريعة النفاد تنحدر إلى نُدرة. كيف تتعامل مع الشدة؟كيف تنجو منها؟ أو كيف بها تهلك؟

مفردة من «البليفاريزمات» تُظهر صفوف الأهداب الدقيقة على جسمها وتركزها فى طرف على جهة واحدة، كما حول فتحة الفم البسيط الذى تتصيد له الأهداب جزيئات الطعام الهائمة من بكتريا ودقائق عضوية

ثمة عنصر غائر وعميق فى لا وعى العلماء يحرك فيهم ما يبدو مجرد طموح معرفى فى نطاق ما يدروسونه. إنه الخوف البشرى وإنه الرجاء. إنه القلق الغائر على مسيرة الإنسان الفرد على هذه الأرض ومصير أُممه وبلدانه على ظهرها. الخوف من أن تبيد البشرية والرجاء الملازم لكل خوف فى أَلَّا تبيد. ألا يطيح بها العنف أو الجوع أو أى شدة تكون. لعل هذا هو ما حرك الفضول العلمى باتجاه هذه التجربة الكاشفة لصيرورة «أمة فى زجاجة»!

ملأوا الزجاجة بالماء وفى الماء أنزلوا هذه الكائنات، ومعها غذاؤها من فتيت أوراق الشجر نصف المتحلل المثقل بالبكتريا. وعلى الجزء الأعلى من الزجاجة سلطوا ضوءاً مُركَّزاً يكاد لا يتجاوز هذا الجزء إلى ما دونه. استقرت أمة من البليفاريزمات المتنوعة فى زجاجة واحدة أعلاها مضىء وأسفلها معتم. زجاجة مُكدَّسة بحشود هذه الأمة السابحة فى بركة غنية بالمغذيات تسطع على قمتها شمسٌ اصطناعيةٌ صغيرة. تغمر قمتها بالضوء وتغيب عن قاعها فيظلم. مجتمع من الأحياء محكوم بوسط محدد الرحاب وكمية من الغذاء تكفى حشود هذا المجتمع إلى حين. رحابة معقولة وزادٌ كافٍ يؤججان تكاثرها. تتكاثر بانقسام مباشر يسير وغزير. كل مفردة تنقسم إلى اثنين، والاثناء يصيران أربعا، والأربع يعطيان ثمانى، ويستمر التضاعف. تضج الزجاجة سريعا بانفجار سكانى فيما الرصيد الغذائى من فتيت ورق الشجر المتحلل وما يحمله من بكتريا يتناقص بتسارع. تسارع مخيف. يُنذر بمجاعة!

بعد أيام ثلاثة من بدء التجربة وتضاعف أعداد ساكنى الزجاجة اختفى فتيت أوراق الشجر نصف المتحلل وتلاشت البكتريا. لم يتبق من كل ذلك إلا نَزرٌ يسير ترسَّب فى القاع. اشتدت وطأة التزاحم مع الجوع والقحط فاضطربت أمة الزجاجة. تشبث فريق البليفاريزمات الخالى من الصبغيات الأرجوانية بموقعه عند قمة الزجاجة. يلتمس استخلاص بعض طاقة الحياة من قبس الضوء الاصطناعى الصغير. وغاص الفريق المزود بهذه الصبغيات متكدسا فى القاع المعتم. يتكالب على رواسب الغذاء المتلاشى وبقايا أجداث الأقارب الذين أماتهم الجوع. صارت أمة البليفاريزمات منقسمة بوضوح تكشف عنه نظرة بالعين المجردة إلى زجاجة التجربة. منطقة اعتكار رمادى خفيف يُشكلها تزاحم حشود المُستغيثين بطاقة الضوء فى الأعلى. ومنطقة اعتكار أرجوانى باهت من تزاحم حشود المُتكالبين على بقايا الأجداث ونادر الرواسب فى الأسفل. وما بين اعتكار الحشدين عند طرفى زجاجة التجربة تبدَّى صفاء الماء جليا فى الوسط. ذلك الصفاء الذى يعلن خلوه من أدنى متطلبات استمرار الحياة للأمة المنقسمة.

مفردتان من البليفاريزمات تدوران حول بعضهما فيما يشبه رقصة دوَّارة، تمهد لاجتراح الأعجوبة التى تنقذ هذه الكائنات عندما تهددها المجاعة، وتؤرخ لحدث كبير فى سلوك الأحياء عند الشدة

لا طاقة الضوء ظلت قادرة على منح من فى الأعلى كفايتهم لاستمرار الحياة. ولا ثمالة الثمالة من بقايا المغذيات سريعة التلاشى باتت كافية لإبقاء من فى الأسفل على قيد الحياة. تفاقم سوء الحال بشِقَّى الأمة المشطورة فكفت عن التكاثر بالانقسام. أعدادها لا تتزايد بينما منجل الموت جوعا يحصد منها جحافل إثر جحافل. ويلوح فى المدى الهامد نذير الانقراض. فجأة تنفجر موجة هياج فى الأعالى تُناظرها موجة شبيهة عند السفول. لعله هياج الجوع أو هياج ما قبل الاحتضار. بعض الهائجين يدور حول نفسه ضائعا والبعض الآخر يهاجم جيرانه. لكن الأفواه البسيطة لهذه البليفاريزمات من النوع الشائع لا تصلح للافتراس. هناك هدبيات برميلية الشكل تُسمى الديادينيوم تمتلك مقومات الافتراس وتتغذى على هدبيات أخرى هى البراميسيومات. وهناك تجارب معملية تمت فيها تغذية نوع من البليفاريزمات قسرا ببليفاريزمات أخرى. البلافيرزمات فى زجاجة التجربة لم يكن لديها هذا الخيار ولا ذاك القسر. تتلاطم جائعة ضائعة فيما بينها وسرعان ما يشلها الإنهاك. تجمُد فى قرصٍ رمادىٍّ خفيف ساكن فى الطرف الأعلى. وقرصٍ أرجوانىٍّ باهتٍ فى الأسفل. يبدو الموت وكأنه ران على طرفى الاعتكار فى الزجاجة صافية وقاحلة الوسط. لكن فجأة وفى لحظة واحدة يبدأ اندفاع جماعى غامض من الطرفين نحو المنتصف. فماذا هناك؟

«إنها الأعجوبة» يعلق أحد العلماء على ما يراه مُكبَّرا عبر مجاهر خاصة ترصد وقائع التجربة. كأن كلا النصفين تلقيا إشارة واحدة استجابا لها فى وقت واحد! انطلقت كل مجموعة تاركة موقعها الذى سبق تشبثها به لمُلاقاة المجموعة الأخرى. يصفو طرفا الزجاجة عند القمة والقاع ويدل اعتكار وسطها على احتشاد الجميع عند المنتصف. ما الذى سيفعلانه؟ سؤال يسبقه سؤال آخر: ما الذى جعلهما يندفعان إلى هذا التلاقى وفى هذه اللحظة؟ وتجيب تحليلات العلماء على السؤال: إنها فيرمونات الجامونيز gamones. رائحة جاذِبة تصدر عن كل مجموعة من هذه الكائنات ولا تستطيع المجموعة المقابلة مقاومتها. رائحة يقوم كل معسكر من الشتيتين بالسباحة فى اتجاه مصدرها فيلتقى الطرفان عند المنتصف. وهى رائحة لا تصدر إلا فى حالة تسليم هذه الكائنات بفشلها فى استمرار الحياة واقتراب النهاية.

تقترن مفردتان مختلفتان من البليفاريزمات بطرفيهما بعد الرقصة الدوارة، وفى اقترانهما تشكلان ما يشبه أصبعين ترسمان علامة النصر، وكأنهما تُعلنان انتصار الحياة على الموت والانقراض

أمرٌ عجيب. ثمة رقصة تشبه رقصة التانجو ينخرط فيها الجَمع اثنين اثنين. مفردة بلافيرزما أرجوانية مع مفردة بلافيرزما رمادية معا ترقصان. وتستمر الرقصة الدوارة. يدوران متلامسين ومتباعدين مرات ومرات. كأن هناك مراودة ما فى أمر عظيم الشأن يصعُب اقتحامه. ثم يتصادم كل فردين مختلفى النوع من هذه الكائنات اصطدامة ترجهما معا لكنهما لا ينفصلان. بل يلتصقان أشد الالتصاق. يُكوِّنان زاوية تشبه الزاوية بين أصبعين يرفعان علامة النصر. وتدور علامة النصر هذه على نفسها حينا ثم يرين السكون. بل تحل السكينة بتلك الثنائيات الملتحمة. وفى قلب السكينة يجرى أمر جلل لاترصده إلا أقوى المجاهر الإلكترونية. فى مكان الاصطدام والالتحام تنشأ فى الغشائين الخلويين لكل من المتعانقين فتحة تُفضى إلى ما يقابلها. برزخ تحدث خلاله مبادلة أسطورية لأجزاء من قدس أقداس كل كائن حى يمنحها كل قرين لقرينه. قطعة من البرنامج الوراثى التى تصنع الاختلاف بين نوعى البليفاريزم يهبها كل فرد للآخر. تبادل رائع وعجيب لسجل التجارب التى حدثت والمعلومات التى جمعهما النوعان فى عالميهما اللذين كانا مختلفين بين الضوء والعتمة. يتحولان بهذا التبادل للمعلومات الوراثية إلى نوع جديد يجمع ما بين القدرة على العيش فى أى من الطرفين المتطرفين أو فى خليط منهما. إمكانية استخلاص بعض طاقة الحياة من الضوء كما من شحيح الغذاء. وينتهى العناق فيمضى كل فرد فى طريقه. لا يعود هو نفسه الذى كان، بل كائنا جديدا. مزودا بنفحة الاقتراب والاقتران التى منحت حياته فرصة جديدة بعد أن كان على حافة الموت. فرصة صغيرة وعابرة لكنها تكفى لانبثاق جيل جديد مختلف. أبناء لآباء ذاقوا حلاوة العطاء المتبادَل. التنازُل الطوعى المتبادَل. وسيلةً للنجاة من الموت والانقراض مُجرَّبة. وسيكررونها عند الشِدة.