قال الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني، خلال افتتاح الدورة 25 للجمعية العامة للمنظمة الأفريقية للطيران المدني «الأفكاك»، نحن هنا اليوم من أجل مستقبل صناعة النقل الجوي في أفريقيا، ويطيب لي أن استعرض معكم ملامح لرؤيتنا المستقبلية لقطاع الطيران في افريقيا، والتي لابد وأن تلتزم بتطبيق المعايير والمقاييس الدولية فيما يتعلق بالسلامة والأمن والبيئة والملاحة الجوية، وتتلخص في النقاط التالية.
أن أفريقيا أعلى المناطق نمواً في حركة الركاب والبضائع، ولابد لنا أن نجهز البنية التحتية اللازمة لهذا النمو، وعلى سبيل المثال نتوقع نمو الحركة الجوية بمصر إلى 55 مليون راكب في عام 2020، ولهذا فقد بدأنا من الآن مشروعات لزيادة سعة المطارات المصرية الرئيسية من 54 مليون مسافر في الوقت الحالي إلى 75،5 مليون عام 2020، ويتبع ذلك أيضا زيادة الأسطول المصري من الطائرات ومساعدة شركات القطاع الخاص على الدخول بقوة للسوق، وكذلك تنمية ومضاعفة قدرات الشحن عن طريق مشروع مدينة البضائع الجديدة على مساحة 150 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تصل إلى 350 ألف طن سنويا بحلول عام 2020، وتصل إلى 800 ألف طن بحلول عام 2025، مع تطبيق نظم الشحن الإلكتروني E-FRIEGHT.
أما فيما يتعلق بالملاحة الجوية، وبالنظر إلى النمو المتوقع في الحركة، ونظم المراقبة الجوية المعمول بها حالياً في القارة، فإننا نرى ضرورة تنفيذ سيناريو جديد على المدى المتوسط والبعيد لتحديد شبكة مسارات للحركة الجوية أكثر مرونة وكفاءة، تسمح بتخفيض المسافة والوقت لرحلات الطيران، واستخدام الملاحة بنظام R-NAV، هذا بالإضافة إلى استخدام أكثر كفاءة للمجال الجوي من خلال التنسيق المدني العسكري في ادارة الفضاء الجوي خاصة مع زيادة مناطق الصراع حول العالم، ومن خلال تحسين التخطيط في المراحل الاستراتيجية والتكتيكية، واستخدام نظم وادارة الملاحة الجوية المستقبلية (CNS/ATM )، واستخدام أكثر كثافة للمعلومات لتسهيل اتخاذ القرارات التشغيلية والإعتماد على نظام الملاحة القائم على الأداء أو ما يعرف بــالـــ PBN، والذي وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى «الإيكاو» في الخطة العالمية للملاحة الجوية على رأس أولوياتها والتوجة إلى الاعتماد على أنظمة الأقمار الصناعية سواء العالمية أو الإقليمية بدلاً من الأنظمة الارضية، لتكون اللاعب الأساسي في إنشاء منظومة تنسيقية مدنية عسكرية ناجحة يتم من خلالها إدارة مثلي للفضاء الجوى مع وجود الكثير من الطرق البديلة، وكذلك المضى قدما في تطبيق مبادرات الايكاو في هذا الشأن.
وأوضح وزير الطيران أن الارتقاء بالعنصر البشري بجميع قطاعات الطيران المدني عن طريق تنميط وتدقيق عمليات الاختيار وتكثيف التدريب ورسم مسارات الترقي وإعطاء الفرص للعناصر الواعدة للإبداع وإعداد الشباب إعداداً جيداً يؤهلهم لقيادة قطاع الطيران المدني في المستقبل والاستفادة من خبرات الدول ذات التاريخ الطويل في هذا المجال.
وأشار إلى أن استخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ومسايرة المبادرات الصادرة عن «الأيكاو» و«الأياتا» فيما يتعلق بميكنة عمليات التشغيل والإجراءات، وتسهيل إجراءات السفر لتوفير الوقت والجهد وزيادة الفاعلية.
وأعرب «كمال» عن تقديره للدور الكبير الذي تقوم به منظمة الطيران المدنى الأفريقية الـAFCAC في مجال تعزيز سلامة وأمن وكفاءة الطيران المدني في أفريقيا وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، كما أشاد بدور القائمين على تنظيم هذا الحدث من مختلف الجهات لإخراجه بالشكل الذي يليق بمكانة مصر .
وقال نتطلع إلى تحقيق المزيد من التكامل مع قارتنا الإفريقية وهو التوجه الذي تدعمه الحكومة المصرية بقوة، خاصة أن مصر استكملت مسارها الديمقراطي بإتمام الإستحقاق الثالث في خارطة الطريق وهو انتخابات مجلس النواب 2015، وقطعت شوطاً كبيرا في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي والأمني ورسم مستقبل أفضل يستحقه أبناءها المخلصون.
مختتما حديثه بقوله، «وفي هذه المناسبة يسعد وزارة الطيران المدني المصري تقديم عدد 20 منحة دراسية بالأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، تقوم منظمة الأفكاك بإعداد الترشحيات لها، على أن تبدأ الفرق التدريبية خلال عام 2016 لتوفير الفرصة للشباب الواعد في القارة الإفريقية».