الفساد الفساد.. هشام جنينة بيحارب الفساد!

حمدي رزق الإثنين 07-12-2015 21:23

بتاريخ 16 أكتوبر الماضى سألت الزميلة سوزان عاطف من «المصرى اليوم» المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، سؤالاً محدداً: الجهاز المركزى للمحاسبات يراقب كل المؤسسات والجهات الحكومية، فما الجهة المنوط بها مراقبة الجهاز؟

وكانت الإجابة نصاً: «هناك معايير دولية تحكم عمل الأجهزة الرقابية على مستوى العالم، وفى اعتقادى أن (الانتوساى)، وهى المنظمة الدولية التى تضم جميع الأجهزة الرقابية فى العالم، ومنها المركزى للمحاسبات، وضعت معايير محددة للعمل الرقابى».

وقالت «الانتوساى»: «لا يجوز للجهاز الرقابى أن يخضع للرقابة من جهة يقوم هو بالإشراف عليها أو مراقبتها، يعنى لا يجوز أن تقوم وزارة الداخلية بالتفتيش على المركزى للمحاسبات، أو أن تقوم المالية بفحص أوراقه مثلا، لأن الجهاز هو من يقوم بمراقبتها».

وأيضاً والكلام لجنينة: «هناك جهاز تفتيش داخلى يراقب أعضاء الجهاز فى ممارستهم لعملهم وصلاحيتهم، ولو وجد أى شكوى أو خلل من قبل أى عضو يتم تحويله للتحقيق ومحاسبته».

وعادت سوزان بجدية تسأل سيادة المستشار: ألا تجد أن هناك صعوبة فى أن يراقب عضو بالجهاز زملاءه أو رؤساءه بالعمل؟

بثقة لا تعوز المستشار جنينة فى مواجهة الأسئلة اللحوح، انبرى قائلًا: «بالعكس هذا النموذج مطبق بالفعل وشبهة المجاملة فى هذا الأمر غير قائمة، لأنه يتم اختيار أعضاء الإدارات الخاصة بالتفتيش الفنى بشكل دقيق جدا، ويراعى فيه سيرته الوظيفية وحياديته وموضوعيته، وإذا ثارت أى شبهة على عضو التفتيش ينقل على الفور وتتم محاسبته». (نص الحوار على موقع «المصرى اليوم»).

ممكن سعادة المستشار يراجع إجاباته فى ضوء قيام هيئة الرقابة الإدارية بالقبض على رئيس قطاع الأمانة العامة بالجهاز «محمد حافظ» متلبساً بالصوت والصورة بتقاضى رشوة قيمتها 100 ألف جنيه من إحدى جمعيات الإسكان!!.

ممكن سعادته يعيد قراءة ما تفضل به، وينظر فى النموذج الذى قدمته الرقابة الإدارية إلى النيابة متلبساً بالصوت والصورة، بصراحة، الرقابة الإدارية علّمت على الجهاز، أثبتت بالصوت والصورة أن سيادتك فى إطار مكايداتك السياسية التى ترتدى مسوح المحاسبية، غبت تماما عن الجهاز، وغيبت الرقابة الداخلية، وبحديث الاستقلالية وفرت لنفر من الفاسدين مساحة للفساد والإفساد داخل الجهاز.. للأسف ضمنت لهم مكاناً فوق الحساب، لما مسؤول بهذا الحجم يرتشى.. ونعم الأمانة العامة!.

لو التزمت الرقابة الإدارية بمعايير ونواميس «الانتوساى» إياها، كان الأخ «محمد» زمانه بياكل الشهد وأنتم عنه غافلون، هل لاتزال تقف متصلبا عند حدود معايير «الانتوساى»، هل معايير «الانتوساى» منعت «محمد» أفندى من الرشوة؟.. فى عرفك «محمد» أفندى لا يخضع للرقابة، أو الفحص، ومراقب داخلياً، وما فائدة الإدارات الخاصة بالتفتيش الفنى بالجهاز إذا ارتشى «محمد» أفندى، يعنى الرقابة الإدارية تعرف، وتحقق، وتثبت بالصوت والصورة، وأنتم آخر من يعلم.

الثعلب وقُنّ الدجاج، منذ أن اختار الخائن مرسى صديق الجماعة، هشام جنينة فى رئاسة الجهاز المركزى، والجهاز يصفى معارك الجماعة مع كل أجهزة ووزارات الدولة التى خلعت مرسى، وينعتها بالفساد عقاباً، ويحاربها بتقارير قديمة أعدها سلفه المستشار جودت الملط، يطلع من الثلاجة ويسخن، وجوقة الجماعة شغالة هتاف: «الفساد..الفساد.. هشام جنينة بيحارب الفساد»!