«يديعوت أحرونوت» تكشف تفاصيل اغتيال مغنية بـ«يد إسرائيلية» فى ذكراه الأولى

الإثنين 09-02-2009 00:00

وسط إنذارات إسرائيلية ساخنة تحذر من عملية انتقامية محتملة، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تفاصيل عملية اغتيال عماد مغنية، القيادى اللبنانى البارز فى «حزب الله»، يوم 12 فبراير من العام الماضى، استناداً لتصريحات ضابط مخابرات لبنانى، ونقلت صحيفة «القدس العربى» عنها أن مخطط اغتيال مغنية بدأ إثر اعتقال على دقدوق، أحد مسؤولى «حزب الله» المقربين من مغنية، فى كربلاء على يد رجال أمن عراقيين وأمريكيين استجوبوه وتمكنوا من الحصول منه على أرقام هواتفه، وهى المعلومات التى وصلت بعد ذلك بطبيعة الحال إلى الموساد الإسرائيلى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموساد بعد ذلك عرف أن مغنية سيزور السفير الإيرانى الجديد فى دمشق حجة الإسلام موسوى، خلال حفل استقبال أقامه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية الـ 29 مساء 12 فبراير 2008 ، فتعقبوه من خلال التنصت على هاتفه، إلى أن تمكنوا من وضع العبوة الناسفة القاتلة فى مسند رأس مقعد السيارة الـ «باجيرو» التى استقلها لحظة اغتياله.

وطوال عام مضى منذ اغتيال مغنية فى انفجار سيارة مفخخة فى دمشق، ومنذ إعلان «حزب الله» فى بيان رسمى بثه تليفزيون «المنار» اتهامه المباشر لإسرائيل بالوقوف وراء العملية، تزين صور «الحاج رضوان»، كما تطلق عليه الجماعة، جميع أنحاء لبنان، لاسيما فى المناطق الشيعية منها، فى الضاحية الجنوبية وسهل البقاع الشرقى، على طول الطريق الممتد لمدينة بعلبك، أحد معاقل حزب الله.

وعلى مسافة ليست ببعيدة من مسجد «خولة بنت الحسين»، أقام أنصار «حزب الله» قائماً أسمنتياً عالياً، تغطيه صورة حائطية كبيرة لمغنية، وفوقها قبة رمزية مذهبة للمسجد الأقصى، وذلك قبل أمتار من صور متراصة أصغر حجماً للإمامين الخمينى والخامنئى.

ولدى إعلانها نبأ اغتيال مغنية قبل عام، متبوعا بنفى رئيس الوزراء الإسرائيلى تورط حكومته فى تلك العملية، بثت قناة المنار لقطات تلفزيونية لأعضاء «الكنيست» وهم يتبادلون التهنئة على مقتل القيادى اللبنانى، الذى كانت تصنفه باعتباره «أخطر إرهابى فى الشرق الأوسط منذ 30 عاماً»، ومنذ ذلك الحين وهاجس الانتقام يسيطر على القادة الإسرائيليين، خشية تنفيذ عملية انتقامية كبيرة.

وتتصاعد الإنذارات الإسرائيلية، وتتضاعف الإجراءات الأمنية المشددة عند الحدود الشمالية، كلما اقترب موعد الذكرى السنوية الأولى للاغتيال، محذرة مواطنيها بالداخل والخارج، خاصة مع تهديدات الأمين العام حسن نصرالله منذ ذلك الوقت على أن «الانتقام آت»، ولكن فى المكان والزمان الذى تحدده الجماعة.

كانت صحيفة «القبس» الكويتية قد نقلت عن «هيئة محاربة الإرهاب» الإسرائيلية، تحذيراتها لجميع الإسرائيليين بالخارج، وأوصتهم بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من احتمال استهداف رجال أعمال، مطالبة إياهم بعدم الالتفات لمغريات أى صفقة تجارية مجهولة المصدر، وبعدم ركوب سيارات أجرة عشوائية، بل طلبها من مكاتب تأجير سيارات معروف، كما طالبت تلك التحذيرات السياح الإسرائيليين بتبديل الفنادق التى يبيتون فيها من حين إلى آخر وتغيير المطاعم التى يرتادونها.