هل تنجح مصر فى كسب تأييد أسوان وأخواتها؟

ياسر أيوب الخميس 03-12-2015 21:13

أُدرك تماما أن الحكومات مثل الأفراد.. قد تعيش لحظات ارتباك مفاجئة عند وقوع أى أزمة أو أمام كارثة غير متوقعة.. وقد تكون هناك وقتها قرارات ومواقف انفعالية واختيارات متعجلة وخاطئة.. لكن يبقى الفارق بين الحكومة والمواطن أن الحكومة مطالبة بأن تسترد بسرعة ثباتها وتوازنها وتهدأ لتبدأ بمنتهى الشجاعة والحكمة مواجهة كل ذلك، حيث لا تملك الحكومات رفاهية البقاء طويلا داخل دائرة الفوضى والارتباك والعشوائية.. وحين سقطت الطائرة فى شرم الشيخ وبدأت الأزمة والتشكيك فى أمان مصر وتم تعطيل سفر الطائرات من أكثر من مدينة فى الغرب والشرق إلى شرم الشيخ.. كان من الطبيعى أن نجرى كلنا لمواجهة اتهامات كثيرة لم تكن كلها صحيحة وعادلة، والرد على مخاوف عالمية كثيرة لم تكن كلها حقيقية وضرورية.. بل كان من الطبيعى أيضا أن نمشى قليلا فى أكثر من طريق خاطئ وليس الطريق الصحيح واللازم للوصول إلى حلول تنهى هذه الأزمة.. لكننا للأسف لانزال أسرى لحالة الصدمة والعشوائية التى استوطنتنا وبنت حولنا كل هذه الأسوار العالية.. ففى الرياضة على سبيل المثال.. لانزال نتخيل أن إقامة دورى كرة السلة فى مدينة شرم الشيخ هى الحل لإنقاذ المدينة الجميلة.. وفوجئت الأندية المشاركة فى الدورى بعدم قدرتها على توفير ثمن تذاكر الطيران وإقامة لاعبيها فى فنادق شرم الشيخ..

وبدلا من أن يفيق اتحاد السلة وينهى هذا العبث.. بدأ مفاوضاته مع الفنادق لتخفيض أسعارها قليلا حتى يُقام دورى السلة المصرى فى شرم الشيخ.. ولاتزال وزارة الرياضة ترسل عشرات أو مئات الشباب، كل أسبوع، إلى شرم الشيخ لدعم السياحة وتأكيد الأمان، وبتكلفة قيل إنها قد تصل إلى مليون جنيه فى الأسبوع.. وفوجئ الجميع، الأربعاء، بقرار مشترك لوزارة الرياضة مع اتحاد كرة اليد بتنظيم قوافل للترويج لبطولة أمم أفريقيا لكرة اليد التى تستضيفها مصر فى يناير المقبل..

وستبدأ هذه القوافل بمدينة أسوان، ثم الأقصر، وتنتقل بعد ذلك إلى قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا والسويس وبورسعيد والإسماعيلية، ثم دمنهور وطنطا والزقازيق وبنها وشبين الكوم والمنصورة والمحلة وكفرالشيخ والإسكندرية، والنهاية فى الجيزة، ثم القاهرة.. ومهمة هذه القوافل بتكلفتها الضخمة كما هو معلن رسميا هى الترويج للبطولة الأفريقية وتأكيد أن مصر آمنة.. سننفق الكثير من المال والجهد لنقنع المصريين بأن مصر آمنة.. وسنسعى جاهدين لكسب اقتناع واحترام أكثر من مدينة مصرية بحق مصر فى الحياة واستضافة البطولات الرياضية.. تماما مثلما نجحنا قبل سنين فى كسب تأييد أسوان وبقية مدن مصر لاستضافة مصر نهائيات كأس العالم 2010.. وكان الصفر الكبير هو النتيجة العادلة التى نستحقها.. لكن يبدو أننا لا نتعلم أى شىء وأبدا لا يتغير فكرنا ومنهجنا.. فلم يسأل أحد من المسؤولين نفسه عن جدوى هذه القوافل التى كان الأَوْلَى إنفاق تكلفتها فى بلدان أفريقية، أو حتى مواجهة بعض هموم تلك المدن المصرية الغارقة فى الأزمات دون أن يهتم بها أى مسؤول فى مصر.