أكد إيهاب بدوى، سفير مصر فى فرنسا أنه لا يوجد متهمون مصريون فى الهجمات الإرهابية الأخيرة فى باريس، وقال: «مصر تعانى من الإرهاب الذى ينفذه مصريون للأسف، لكن ليس هناك مصريون متهمون فى هجمات باريس، بل يوجد ضحايا، هم شهيد مصرى وسيدة مصرية- فرنسية، ومصاب فى حالة حرجة، لكن حالته فى تحسن».
وأوضح أن الدولة الفرنسية بكافة مؤسساتها تعمل منذ فترة على توضيح صحيح الدين، وهناك إدراك فى المجتمع الفرنسى أن هذه الأفعال الإجرامية بعيدة كل البعد عن الإسلام، لكنه قال: «هناك بعض القوى المتطرفة فى المجتمع الفرنسى كغيره من المجتمعات، تتعامل بقدر من التعصب مع العرب، وبالطبع تشهد تعاملها الآن حدة إضافية». وتابع أن حجم الصدمة الفرنسية بعد التفجيرات هائل، وسنرى انعكاساتها على الساحة السياسية الفرنسية، موضحا أن فرنسا تنقسم سياسيا إلى عدة اتجاهات: يمين متشدد وشيوعيون وخضر ويمين ويمين وسط واشتراكيون، والذى اتخذ القرارات الأخيرة فى أعقاب التفجيرات هو اليسار الحاكم، رغم أنه معروف تقليديا أنه دائما مع الحريات ويدافع عنها، خاصة فى بلد أحد شعاراتها الرئيسية الحرية. وأضاف: «حينما يتعرض الأمن القومى للتهديد تتخذ مثل هذه الإجراءات، وهناك اصطفاف وطنى كامل حولها، فمن بين ٥٧٧ هناك ٦ فقط لم يصوتوا لهذه القرارات».
وأشار إلى تغير موقف فرنسا من الأزمة السورية بعد التفجيرات وقال: «شهد موقف فرنسا تغيراً، فموقفها ما قبل اجتماعات فيينا يختلف عما صدر فى بيان فيينا وعن الموقف بعد أحداث نوفمبر ٢٠١٥»، موضحا أن وزير الخارجية الفرنسى أعلن مؤخرا استعداد بلاده للتنسيق مع القوات السورية فى إطار الضربات التى تشنها فرنسا، وكان موقف فرنسا يعبر عنه بجملة شهيرة هى «نى نى»، بمعنى لا هذا ولا ذاك، أى ليست مع النظام السورى أو ضده، أما بعد تفجيرات باريس الأخيرة فأصبحت الأولوية ضد «داعش» الذى قتل الفرنسيين، مقابل من لم يقتل فرنسيا، وبالتالى حدث قدر من التبدل فى الموقف الفرنسى.