د. عبد المنعم عمارة يكتب: ارحمونا من شعار «الأهلى فوق الجميع».. و«الفن والهندسة» انتهت فى الزمالك

الأحد 08-02-2009 00:00

بتحب الدلع، بتحب تدلع نفسك، هل كان لك اسم دلع وانت صغير، بتدلع أولادك والسيدة حرمك، طيب بتحب الأماكن اللى أسماءها لذيذة وفيها دلع؟ مثلاً أنا بحب مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، وتعجبنى غنوة أهلها المشهورة I left my heart in san francisco، أى «تركت قلبى فيها أو فقدت قطعة من قلبى».

بتحب الشعارات زيى؟ أنا أعجبنى شعار أوباما فى معركته الانتخابية I have a dream أى «لدى حلم»، وكذلك شعاره الذى كان يقول change we can make، أى «نريد التغيير»، خاصة عندما ترد الجماهير عليه أثناء خطبته yes we can «نعم نستطيع».

كنت وربما مازلت أعتبر نفسى زعيم الحالمين، وأنا فى الثانوى، كنت أقطع شوارع الإسماعيلية الجميلة طولاً وعرضاً وأنا تسيطر علىّ أحلام اليقظة.

مرة أحلم أننى أريد أن أكون ضابطاً بالجيش ومرة أخرى بالشرطة، لأ عايز أكون «مذيع» فى الإذاعة، مثل العظماء جلال معوض وفهمى عمر، وتانى يوم أغير، لماذا لا أكون دبلوماسياً فى وزارة الخارجية وأصبح سفيراً فى يوم من الأيام، وأسأل نفسى، طب والرياضة فين،

كنت فى الإسماعيلية من لاعبى الكرة المميزين، وكانت الأحياء الشعبية تستعيرنى للعب معها، فلماذا لا أكون لاعباً فى المنتخب الوطنى، وهكذا دوخينى يا لمونة.. ماشى فى الشوارع أحلم، أقعد على القهوة باحلم، أجلس مع أصدقائى أسرح، وبصراحة يا جماعة ما أحلى الأحلام! هيه الأحلام بفلوس؟

فأنت فى لحظة ممكن أن تكون نجماً سينمائياً أو نجماً رياضياً أو وزيراً أو محافظاً، كله موجود ومفتوح بس حضرتك احلم، أنا أرى الأحلام كنافورة المياه الجميلة، كثير من المياه يسقط خارجها وبعضها يسقط فى السوادة، أى فى منتصفها، تماماً كما كنا ننشن فى الجيش ونضرب فى السوادة، وطبعاً البعض كان يسأل هوه فيه سوادة أصلاً؟ ولكثرة حبى للشعارات والإسماعيلية سميتها باريس الصغرى،

وأعتقد أن الفرنسيين الذين أداروا قناة السويس كانوا يسمونها كذلك، وجعلت شعار الإسماعيلية - ولم يسبقنى أحد فى ذلك - «ابتسم أنت فى الإسماعيلية»، وظل الشعار صامداً ومعلقاً فى أهم شوارع الإسماعيلية، حتى تفضل أحد أحفاد الفراعنة بنسفه من الوجود، ولم تخطئ جماهير الإسماعيلية عندما قالت إن الشعار الآن «كشر أنت فى الإسماعيلية».

عزيزى القارئ   

من فضلك اترك ما فاتك وأعطنى يدك لأذهب بك إلى إنجلترا.. حيث كرة القدم، أليست هى حبيبتك وحبيبتنا كلنا؟

عزيزى القارئ

دعنى أسألك وأسأل نفسى: هل الأهلى له ملعبه الخاص؟ طيب هل الزمالك له ملعب؟ يعنى أكبر ناديين بالبلد ليس لهما الملعب الخاص بهما.. عندما فكر النادى الأهلى فى إنشاء الصالة المغطاة وحمام السباحة الخرافى الحالى، كان رأيى أنه من الأفضل بناء ملعب للكرة أولاً.

تصور نادى القرن وكل القرون، ليس له ملعب، الأهلى الذى شعاره أنه فوق الجميع ليس له ملعب يقيم عليه مبارياته.

والآن تعال معى لإنجلترا.. شركة طيران الإمارات أقامت ملعباً رائعاً لنادى الأرسنال، وبالمناسبة أنا من مشجعى هذا النادى، فالكرة التى يلعبها ككرة الإسماعيلى، تصور لو أن شركة الإمارات قررت إقامة ملعب للأهلى، كيف كانت الدنيا ستقوم ولا تقعد، أصوات الشجب كنا سنسمعها وغيرها من الذين سيقولون إنه عيب كبير أن يقام للنادى الأهلى استاد حتى ولو كان من دولة عربية، وما دمنا هنا نتحدث عن شركة طيران،

فأين شركة مصر للطيران أحد رعاة النادى الأهلى، لماذا لا تفكر فى إقامة وتمويل هذا المشروع، خاصة أنها نجحت نجاحاً مبهراً فى السنين الأخيرة؟

طيب نحن نقول ونعيد ونزيد أن جماهير الأهلى بملايين الملايين، طيب برضه لماذا لا يعلن النادى الأهلى عن اكتتاب عام لبناء الاستاد تساهم فيه هذه الملايين؟

وعن الإسماعيلى، حدث ولا حرج، فالإسماعيلى كان حتى منتصف الثمانينيات ملعبه هو الملعب القديم الغلبان الذى كان كأى ملعب مركز شباب، وأحمد الله أننى قد استطعت أن أعطيه الاستاد الحالى عندما كنت محافظاً للإسماعيلية ويعلم كثيرون قدر المعاناة من الأجهزة الرقابية حتى تم ذلك.

أيضاً النادى المصرى، قامت معركة حامية الوطيس بسبب ملعبه الحالى، شارك فيها عبدالوهاب قوطة والمرحوم سيد متولى حتى نجحا فى الحصول على الاستاد الحالى.

عزيزى القارئ

والسؤال الآن، إذا لم تكن للأندية الكبرى استاداتها الخاصة بها، فكيف تطلق أسماء دلع على ملاعب لا وجود لها؟

فى إنجلترا ملعب الأرسنال اسمه ملعب الإمارات، وملعب تشيلسى ستانفورد بريدج، وملعب ليفربول اسمه انفلدرود، وملعب مانشستر يونايتد اسمه ملعب الأحلام أولد ترافولد، وملعب ويجان اسمه ج.ج.بى، وهكذا جميع أندية إنجلترا كل ملعب له اسمه الذى تفتخر به جماهيره.

طيب الأهلى والزمالك ليس لهما ملعب، طيب تعرف اسم دلع لنادى الترسانة أو لملعب المقاولون العرب أو لملعب نادى المحلة، طبعاً لأ.. أرجوك لا تقل لى اسم دلع على إيه هو فيه كرة قدم أصلاً فى هذه الأندية؟!

هذا عن أسماء الملاعب، وحدث أيضاً ولا تتوقف عن أغنيات التشجيع لكل ناد منها مثل أغنية ليفربول الشهيرة «لست وحدك» You will not walk alone، فبالإضافة إلى أنها فى قلب ولسان كل ليفربولاوى، فهى مكتوبة فى مكان بارز فى صدر الاستاد، وتحفظها الأجيال جيلاً بعد جيل.

شوف حضرتك شعار الناس إيه وإحنا شعارنا بالروح بالدم نفديك يا.. مرة أهلى، مرة إسماعيلى، مرة زمالك، مرة شبين.. كله واحد.

أخيراً

سايق عليكم النبى محمد عليه الصلاة والسلام، الأهلاوية - يقولولنا شعار غير حكاية «الأهلى فوق الجميع»، فهو جميل لكنه يغضب الأندية الأخرى، والزملكاوية يفننوا شعار جديد غير حكاية «الفن والهندسة» التى لا نراها الآن، والإسماعيلاوية ينسوا حكاية «الدراويش»،

فالعصر لم يصبح عصر دراويش ولكنه عصر كمبيوتر وبلاى استيشن، والترسانوية ينسوا حكاية «الشواكيش»، لأنهم صواميلهم مفكوكة ومحتاجين شاكوش يضرب على رؤوسهم ليعودوا كما كانوا، والاتحاد كفاية حكاية «الاتحاد الصيفى»، فهو إذا كان سابقاً يفوز فى الصيف فهو الآن لا عنده صيف ولا شتاء ولا ربيع، فقط كله خريف.

عزيزى القارئ

يارب يكون كلامى خفيف، بصراحة ما هى حاجة تغيظ، لا عندنا جماهير تذهب للمباريات، ولا حكام مريّحين الناس، ولا اتحاد كرة حافظ ومذاكر لوائحه، ولا إدارة عارفة ماذا تعنى الإدارة.

وبعدين الأصوات تقولك الدورى المصرى هو أحسن دورى فى أفريقيا، وإن بثه الفضائى ممكن أن يباع بالدولار واليورو والإسترلينى وليس بالجنيه المصرى.

طيب ابقوا قابلونى فى المشمش بإذن الله.

أسئلة غير بريئة

* اثنتا عشرة دولة تقدمت للحصول على تنظيم كأس العالم لكرة القدم لأعوام 2018، 2022، أى بعد ثلاثة عشر عاماً وليس من بينها مصر، وعندما أُعلن أن مصر تقدمت، انتفض اتحاد الكرة وأعلن كذب هذه الأخبار، إذا كنا لا نستطيع بعد ثلاثة عشر عاماً، إذن متى سنتقدم؟

* فى السياسة لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث فى العالم، فى الرياضة ممكن آه، وممكن لأ، السؤال ماذا عن الأغنياء الجدد «أندية الحكومة والشركات»، هل ستستمر، وإلى متى؟ وماذا عن الفقراء الجدد أى الأندية الشعبية، هل ستكمل دورة الحياة أم سيكون مصيرها هو نفس مصير نادى السكة الحديد ونادى الترام الذى كان بعبع النادى الأهلى؟

* هل يمكن القول إن جماهير الكرة المصرية جماهير تليفزيونية، متى يمكن أن نرى المدرجات ممتلئة أم أن الجمهور تحول إلى جمهور فضائيات فقط؟

* هل يمكن اختصار الدورى المصرى فى:

- جماهير غير مهتمة ولا تشاهد المباريات.

- حكام فقدوا الثقة فى أنفسهم.

- أنصاف لاعبين اعتقدوا أنهم أنصاف آلهة.

- إداريون ينتمون إلى أيام زمان.

* هل كان يستجرى اتحاد الكرة أن يقيم نهائى كأس مصر لو كانت المباراة النهائية بين الأهلى والزمالك؟

* هل هناك حملة منظمة فعلاً ضد جوزيه المدير الفنى للأهلى؟ وهل بدأ الرجل فى العد التنازلى للعودة إلى بلاده؟ وهل هو فعلاً يكره النجوم بالنادى ويرى أنه النجم الأوحد؟ وهل لديه عقدة جوزيه مورينهو مدرب بوردو ثم تشيلسى فالإنترميلان؟ وهل هو سبب هروب محمد شوقى وعماد متعب ووائل جمعة وحسن مصطفى وفى الطريق هانى العجيزى وأحمد حسن دروجـــــبا؟

مشاعر

 * لو أقمنا مسابقة عن أسوأ خمسة لاعبين فى الدورى المصرى، ماذا ستكون النتيجة؟ استطلاع رأى ضيق قمت به، قال: جمال حمزة، شيكابالا، إبراهيم سعيد، من فضلك أرسل الأسماء المتبقية.

* د. يوسف بطرس غالى، وزير المالية، قال الخبثاء إن إصابة عينه اليسرى سببها دعوة أصحاب المعاشات عليه، أنا على المعاش ولم أدع عليه، فقط أدعو على حظنا الهباب، سلامتك يا دكتور يوسف.

* م. هانى ضاحى، رئيس نادى بتروجيت، لم أسترح لرأيه فى مشكلة زيكاجورى، المسألة لا تخص عائلة البترول ولكن تخص مبادئ أساسية فى كرة القدم، اتحاد الكرة يلزمه وضع code ofethics، أى ميثاق شرف.

* م. محمود الشامى، أخيراً بعد خلاف بين أسرة كرة القدم على توزيع الغنائم، أقصد الحوافز، أقصد المناصب، كان نصيبه من الكعكة، الإشراف على منتخب الشباب، يعجبنى الرجل كإدارى ومتحدث لبق وفاهم وصريح ولكن هل نستطيع أن نقول إنه نجح فى نادى البلدية حتى يتسلم الإشراف على منتخب الشباب الذى سيمثل مصر فى كأس العالم؟

* اللاعب سيد معوض، قلبى معه، كلما أقرأ أحاديثه ومعاناته مع جوزيه فى الملعب، أحزن، أكيد أنه لم ينضم للأهلى من أجل الفلوس، ولكن لأمور أخرى، أهمها الانضمام لمنتخب مصر، للأسف هو لا يلعب بانتظام فى الأهلى ولم ينضم للمنتخب الوطنى، ولا تعليق.

* سمير زاهر، أطلب صديقاً مشتركاً يتوسط لى حتى يرد على مكالماتى.. قال إنه غضبان منى.. للأسف زمان كنت أتلقى منه مكالمات عديدة فى اليوم الواحد، أرجو أن يوافق سمير على وساطة أحمد شوبير.. لعل وعسى.

* مهندس نجيب ساويرس، لم أقابله سوى مرة واحدة، وليست لى مصالح عنده، لذلك أقول إنه يعجبنى عندما يعلق على المواقف السياسية أكثر من المواقف الاقتصادية، كان من الممكن أن يكون سياسياً ناجحاً قدر نجاحه فى الاقتصاد، لماذا لا يكتب مقالات سياسية؟