باسم يوسف من إيمى إلى قرطاج

سمير فريد الثلاثاء 01-12-2015 21:25

جوائز إيمى للتليفزيون مثل جوائز الأوسكار للسينما الأهم فى أمريكا، والأهم فى أمريكا فى السينما والتليفزيون هو الأهم فى العالم، ومن هنا كان تقديم المذيع التليفزيونى المصرى باسم يوسف لحفل جوائز إيمى، وهو ما يحدث لأول مرة- خبراً سعيداً يؤكد نجاح المذيع الساخر الذى يعبر عن خفة الظل المصرية الأصيلة، وبه تجاوز التليفزيونى الفنان المثقف حدود بلاده إلى العالم الواسع.

ومن نفس الشهر (نوفمبر) قدم باسم يوسف يوم السبت الماضى حفل جوائز مهرجان قرطاج للسينما العربية والأفريقية، فى أولى دوراته كمهرجان سنوى بعد أن كان يقام كل عامين، وهى فكرة رائعة أقدمت عليها إدارة مهرجان قرطاج، ولو كانت خطرت على بالى أو أى من فريق إدارة مهرجان القاهرة عندما توليت رئاسته العام الماضى، لما ترددت لحظة فى دعوته.

وقد جلست أمام التليفزيون لمشاهدة الحفل، حيث حالت ظروف خاصة دون تلبية دعوة كريمة من مهرجان قرطاج لحضوره، وجهت المؤشر إلى قناة (نايل سينما)، وكنت أعلم أنها اتفقت على إذاعة الحفل على الهواء مباشرة، ولكنى فوجئت بعدم إذاعته، وعندما سألت عن السبب قيل لى إن هناك تعليمات عليا صدرت فى آخر لحظة بعدم إذاعته.

ولا يحتاج الأمر لأى قدر من الذكاء أو الجهد لإدراك أن السبب فى صدور هذه التعليمات أن باسم يوسف هو مذيع الحفل، وبذلك تأكد أن من يصدرون التعليمات العليا يعتبرونه (خطراً)، وأن إيقاف برنامجه الشهير (البرنامج) لم يكن لأى سبب سوى هذه الخطورة التى يرونها.

أتفق مع أصحاب التعليمات فى خطورة باسم يوسف، لأن برنامجه كان بالفعل من بين العوامل المؤثرة فى نشوب ثورة 30 يونيو الشعبية وإسقاط حكم الإخوان المسلمين، فالسخرية، كما هو معروف فى التاريخ، من أهم أسلحة الشعب المصرى للدفاع عن نفسه وتحمل الأذى والصبر، وعدم فقد الأمل فى التغيير، ولكنى أختلف مع أصحاب التعليمات فى أنه يمثل خطراً على النظام الذى أسفرت عنه ثورة 30 يونيو، فكيف يكون خطراً على النظام الذى ساهم برنامجه فى وجوده! إنهم بالفعل مثل الدب الذى أراد أن يقبل صاحبه، فقتله!

samirmfarid@hotmail.com