ملاحظات عن لائحة مهرجان القاهرة

سمير فريد الإثنين 30-11-2015 21:08

أعلن هذا الأسبوع تاريخ انعقاد الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى لعام 2016، فى الفترة من 15 إلى 24 نوفمبر، برئاسة ماجدة واصف، والإدارة الفنية يوسف شريف رزق الله.

هذا أمر طبيعى، فقد تم تحديد تواريخ كل مهرجانات 2016 فى العالم، فالأفلام تنتج كل يوم فى كل مكان من دون توقف، والإعداد لأى دورة لا يقل عن سنة، حسب الأصول المهنية، و«المهنية» كلمة تلخص مشاكل مصر فى جميع المجالات. لكل إدارة جديدة لمهرجان الحق فى أن تكون لها بصمتها الخاصة، بل إن هذا واجبها. وقد توليت رئاسة الدورة الـ36 لمهرجان القاهرة، العام الماضى، وقدمت استقالتى بعد انتهائها لأسباب لا مجال للخوض فيها هنا. وتوقعت بالطبع أن تغير إدارة الزميلين ماجدة ويوسف فى لائحة المهرجان، وهى قانونه الأساسى. ولكن بعض التغيير بدا وكأنه لمجرد التغيير وليست له مبررات، ولم أشأ الكتابة عن ذلك أثناء التحضير للدورة الـ37، والآن بعد انتهائها يمكن الحديث عن هذه التغييرات من دون أن تكون تشويشاً على العمل.

دهشت كثيراً من العودة إلى لوجو المهرجان القديم، الذى لا يعرف من الذى صممه، وهو امرأفة ترفع الهرم على أصبعها، كأننا فى مباراة لرفع الأثقال.

وكان لوجو الدورة الـ36 الهرم ذاته من تصميم الفنان مصطفى عوض، وكان رمز الجوائز الهرم ذاته من تصميم الفنانة إيمان البنا، وهو هرم مشع نال إعجاب كل من حصل عليه، من الممثلة نادية لطفى إلى المخرج فولكر شوليندورف، والناقد نور الدين صايل. فلماذا يتغير اللوجو ويتغير رمز الجوائز؟ ويعلم الزميلان أن اللوجو ورمز الجوائز لا يتغيران، ويعتبر ذلك من مظاهر رسوخ أى مهرجان.

والأدهى من ذلك تغيير الهرم الذهبى التقديرى باسم نجيب محفوظ، وتحويل اسم الكاتب الكبير ليكون لجائزة السيناريو، وتغيير الهرم التقديرى باسم فاتن حمامة. نجيب محفوظ ليس مجرد كاتب سيناريو وإنما هو أعظم اسم فى الأدب والسينما فى مصر والعالم العربى والعالم قبل وبعد فوزه بجائزة نوبل، وهو اسم عالمى معروف فى كل بلاد الدنيا، ولا تقارن شهرته إلا بشهرة عمر الشريف، ولو كانت فاتن حمامة على قيد الحياة لما قبلت أن يكون اسمها بدلا من اسمه.

وتتضمن اللائحة أن هناك جائزتين باسم فاتن حمامة: التقديرية والتميز. وفضلاً عن عدم وجود فرق، فلا يوجد مهرجان فى العالم، ولا فى تاريخ كل مهرجانات العالم، به جائزتان باسم شخصية واحدة. وأخيرا لم يكن هناك مبرر لوجود هرم برونزى للفيلم الطويل الأول، فالأفلام الأولى يجب أن تتنافس على الهرم الذهبى وكل الأهرامات الفضية لفنون السينما الأخرى، ووجود هذه الجائزة يجعل أى لجنة تحكيم تعتبر الأفلام الأولى تتنافس عليها فقط. ثم هناك أسبوع النقاد المخصص للأفلام الأولى على هامش نفس المهرجان.

samirmfarid@hotmail.com