كل دماء شهداء الشرطة الأبرار وتضحياتهم يهدرها ضابط شرطة أخرق ينتهك القانون، ويعيث فى الأرض فساداً. جرافيتى «مفيش حاتم بيتحاكم» على جدران مدينة الأقصر يخزق العيون، نفر من ضباط الشرطة يتفلتون لا يرعوون لقانون، يخرجون على القواعد المرعية فى الاشتباه والاستجواب، والمحصلة صفر كبير.
الداخلية المكلومة فى شبابها، وتنزف كل يوم من دماء رجالها الأبطال، متهمة بالقتل والتعذيب والترويع والإهانة، ليس حادثا عارضا ما جرى فى الأقصر، تبعه حادث مماثل فى القسوة فى الإسماعيلية، وحوادث أخرى، وفى مقابل مظاهرات تحمل نعوش شهداء الشرطة على الأعناق، تخرج مظاهرات تتهم الشرطة بالبلطجية فى إعادة لسيناريو أسود سبق 25 يناير.. من ذا الذى يعمد إلى توتير الأجواء، وإشاعة الغضب من الشرطة وعليها؟.. سيبك من الإخوان والتابعين الآن، من يمدهم بالمادة الخام لإثارة الجماهير التى تكرههم وترفضهم؟
المظاهرات المكلومة التى تخرج تهتف ضد الشرطة، أبدا لا تهتف هتافات الإخوان أو تسير خلف دعاياتهم الرخيصة، مظاهرات واعية، تفصل بين الغضب من الشرطة والغضب على الوطن، مظاهرات الغضب فى الأقصر لم تقترف أبدا شعارات الإخوان.
بعيدا عن الإخوان يبقى الجرافيتى على الحوائط الأسمنتية متحديا، مفيش حاتم بيتحاكم، معلوم أمين الشرطة «حاتم» فى فيلم «هى فوضى» ثارت عليه الجماهير، مصر ليست فوضى، وحاتم ليس فوق القانون، ومن أخطأ حق عليه العقاب، ولابد من تحويله إلى محاكمات عاجلة، العدالة الناجزة فى سياق الغضب منجية من المهالك، ليس فى صالح الداخلية بقاء «حاتم» وإخوانه بين صفوفها، والضابط المتفلت ليس له مكان بين الشهداء.
ظاهرة «حاتم» تحتاج إلى مراجعات من وزارة الداخلية، ولا يكفى إحالة هذا أو ذاك إلى المحاكمات، حتما ولابد من مراجعة أساليب الاشتباه والضبط والاستجواب، هو يعنى لازم الضرب بالقلم، والسب بالأم؟ يعنى لازم الإهانة وكسر النفس وقهر الرجال؟ المجرم يتحاكم فى إطار القانون، الشرطى واجبه الضبط فى إطار القانون، فإذا كسر القانون يستاهل كسر رقبته.
لا يوجد فى مصر قانون يعطى رجل الشرطة الحق فى كسر الرقاب، متى استعبدتم الناس؟! «حاتم» نموذج شرير تأباه النفس البشرية، استعادة صورة «حاتم» فى جرافيتى الأقصر حدث خطير، وتداعياته مخيفة، وتراكم مثل هذه التفلتات الشرطية يراكم غضباً فوق غضب، والغضب مدمر، وقد جربت الشرطة أياما سوداء كفيلة بتعديل المسار وتطهير الصف وإعادة الانضباط، الشرطة تنزف من دماء الشهداء وتنزف من سمعتها.
لا يستويان ضابط شرطة يواجه الإرهاب، وضابط شرطة يهين أهله وناسه، نفسى أسأل ضابط الشرطة، لماذا تهين المشتبه فيه، لماذا تكسر الرقاب، لماذا لا تطبق فقط قواعد الاشتباه والاشتباك؟.. هل صعب الالتزام بالقانون؟ وهذا الضابط المتجبر على الصيدلى، لماذا لم يقبض عليه فقط بجريمته ويسلمه إلى النيابة، وهى تتصرف؟
غضبة الأقصر مضافاً إليها غضبة الإسماعيلية، وفوقها تجبر نفر من الفراعين فى أقسام الشرطة يورثون الناس كفرا بالشرطة، والشرطة فى حاجة ماسة إلى التفاف الناس من حولها، لن يحمى الشرطة سوى التفاف الناس، والعاديون الذين خرجوا يهتفون لرجال الشرطة قبل وبعد 30 يونيو وغفروا لهم ما كان منهم قبل 25 يناير، هم أنفسهم الذين يهتفون الآن ضد الشرطة.
جرس إنذار، وحذار، و«حاتم» حتما ولابد حاتم يتحاكم، وجمهورية مجدى عبدالغفار من صنع خيالات مريضة ليس لها وجود فى مصر، والرئيس يقطع لا يجوز لأى جهاز من أجهزة الدولة أن يتجاوز القانون، وهنا مربط الفرس وإذا تجاوز جهاز القانون.. حتما الرئيس مسؤول عن محاكمة حاتم.