قواعد العشق الأربعون لمصر!

مفيد فوزي الجمعة 27-11-2015 21:08

1- أن تكون مصرياً، ليس بشهادة الميلاد أو بجواز السفر إنما بالولاء والانتماء والإيواء والذوبان والاكتواء، أن تكون مصريتك وشماً لا يمحى.

2- أن تعشق كل ذرة تراب على أرضها، عشقاً لا يتبدل مع الأيام عشقاً راسخاً فى الروح وأن ظلمتك يوماً أو كدرت صفاءك.

3- أن تدرك أنك فى أرض أنبياء جئت وعلى ضفاف نيلها ترعرعت وأنها أعطتك وعليك رد الجميل، فتلك شيم العشق الأصيل.

4- أن تفهم جيداً أن مصر - فقط - هى الأهل والولد والأرض وهى الغطاء والملاذ.. والقبر.

5- أن تعى أن علم بلادك ليس قطعة قماش مثلما ظن أغبياء القرن ذات فترة غبراء من الحكم الطائش لمصر وكان علم مصر يئن وينتحب حتى بللته الدموع حزناً على رمز.. يهان.

6- أن تدرك أن كل سفارة لمصر عبر العالم هى أرض مصرية تؤوينى إذا قصدتها، وتحمينى إذا لجأت إليها وأنها سندى.

7- أن تدرك وتفهم أن كل حاكم جلس على كرسى الحكم فى مصر، يوماً ما أصاب وأخطأ ومن هنا فلا يوجد حاكم معصوم من الخطأ. وتلك هى بشرية الحكام إحدى المسلمات فى معادلة الحكم.

8- أن ندرك ظروف بلدنا فلا نهيل التراب عليها إذا جارت علينا ذات مرة وفى نفس الوقت لا تحولنا كما المتسولين على أبوابها لحملة الماجستير والدكتوراه الذين يقفون فى طوابير البطالة بلا عمل أو.. أمل ولا يحق لحظتها لأحد أن يتساءل: لماذا غاب شباب مصر عن تأدية واجبات نحو مصر، لتعطيه مصر المعشوقة حقوقه ليؤدى واجباته، الحقوق مقابل الواجبات.

9- العشق لأرض بلادك يفرض عليك ألا تساهم فى نشر إشاعة أو ترديدها، فهذه لعبة الخونة والأعداء، ويفرض العشق عليك أن تستخدم عقلك إزاء بذاءات على مواقع التواصل، ومن الأفضل أن تقتل رأس ثعبان الإشاعة.

10- من ثوابت حياتنا كمصريين: الشيخ محمد رفعت وأم كلثوم وطبق الفول وجمال حمدان صاحب عبقرية مصر ونجيب محفوظ نوبل ومحمد عبدالوهاب والسنباطى وجمال السجينى والبابا شنودة، نحن أمة لها عقل ووجدان.

11- أرض المعشوقة سهول ونهر، ولهذا طبيعتنا بسيطة ونرفع رؤوسنا للخالق نبتهل ولا نعرف العنف إذا صح أن التضاريس الجغرافية تشكل أخلاق الشعوب وأقف حائراً ومذهولاً أمام دواعشة «مصريين».

12- ظلت الزراعة مصدر الخير فى مصرنا تنقله سيارات نقل ضخمة وعربات قطارات البضاعة، حتى دخل «الدش» حياته، حياة الريف وحياة الفلاح فقلبها رأساً على عقب وشح الخير فى الأرض، من أهم قواعد العشق لمصر أن تسد الفجوة بين الريف والحضر وتلغى الفوارق الطبقية، تلك هى «العدالة الاجتماعية» بمعناها الأشمل وغير ذلك مجرد عنوان أبكم.

13- ليكن شعار العشق لمصر «متقولش إيه إديتنا مصر، قول هندى إيه لمصر»، هكذا غنت أصالة لـ«حبايب مصر».

14- لابد من الإيضاح أن «الوطنية» ترجمة العشق الساكن فى الوجدان، معناها الفعلى والواقعى أن تعمل بسواعدك وبعقلك للمعشوقة، فليست الوطنية هى غناء الحناجر فقط.

15- العشق لمصر هو إحاطة السلطات بالخونة الذين يتحركون فى الظلام والمتعاطفين مع هوى الإرهاب، العشق سلوك وليس رفاهية شعورية.

16- أرى محبوبتى مصر حبيبة فائرة تتأرجح فى صدرها الطموحات وتلمع عيونها بالرغبة فى تحقيق آمالها الكبار وأراها حزينة من فرط جلدها وأسمعها باكية من جحود بعض أبنائها، وأعلم أن العالم يرمقنا من بعيد ومن قواعد عشق مصر أن أحنو عليها ولا أشمت، فالشماتة فى انكسارات الوطن «وضاعة ما بعدها وضاعة».

17- إن أصاب مصر أى مكروه، تفرض المصرية أن تنثر رياحين الحب ولا تزرع بذور السخط.

18- مصريتك - سيدى - تحتم ضرب الفتن الطائفية ووأدها، فالفتن هى مقتل مصر، والإرهاب الذى يحاصرنا ينتهز الفرصة لبث سمومه ولكن تماسك مصر الصلبة يدحر كل المحاولات.

19- مصريتك - إن كنت تاجراً - وقف رغبة الجشع لديك. أن تكسب القليل يباركه الله ويجعله كبيراً.

20- كنا نحب الخير لبعضنا عندما كان تعدادنا صغيراً ولما كبرت أعدادنا صرنا نحجب الخير عن بعضنا، ومن قواعد العشق أن تراعى ضميرك، فلن تصل اللقمة إلى فمك دون عناء، لأ السماء لا تمطر ذهباً وفضة.

21- لكل زمان رجاله، الثابتون على مبادئهم والمتحولون الذين يرقصون على كل المنصات ومصر «الفوازة»، على حد تعبير د. يحيى الجمل، تحتضن المؤمنين بها وتلقى بالمتحولين إلى زبالة التاريخ، ومن قواعد عشق مصر أن يظل إخلاصك وولاؤك لها.. فريضة.

22- يتحتم عليك - باسم العشق - أن تقف خلف رئيسك الوطنى الذى انتشلنا فى 3/7 من أكبر طوفان زيف وبيع للوطن وأن تقف خلفه ليس معناها أن تكون طبالاً أو عازفاً بربابة إنما تصارحه كمخلص له ضمير بكل ما تفرضه عليك وطنيتك.

23- لا تفتعل معارك هزيلة باسم التنافس الانتخابى، صحيح أن ضربات التنافس تكون أحياناً تحت الحزام، ولكن من الوطنية وقواعد العشق أن تفهم التوقيت السليم، فالمعارك الوهمية تعصف بالوطن وتشغل الناس عن المحتوى والمضمون، ذلك أن بعض المشتغلين بالسياسة يجب حمايتهم من أنفسهم.

24- من قواعد عشق مصر ألا تنقسم على نفسها وتصبح شرائح مثلما فعلها زمن الإخوان، تحتم مصريتك أن تلم الشمل.

25- الكلمة، مكتوبة أو مذاعة أو مرئية يمكن أن تبنى أو تدمر، ومن قواعد العشق أن تكون الكلمة رصينة لا طائشة، عاقلة واعية لا هازلة أو هدامة.

26- الالتفاف حول جيش مصر أو رجال أمنها، من أهم الرسائل لمصر الأم، وسقوط شهداء «عربون حب» للمعشوقة وتضحية بكل غال.

27- اعتبر مصر هى أمك، فهل تغشها بدواء تحت السلم يقتلها أو بإطار سيارة يفرقع، أو تضع أمامها لحم حمار أو دجاج نافق، من قواعد العشق أن تحميها وتقدم لها كل نافع وتحجب الأضرار عنها، إنها أمك.

28- المصرية ألا يستبد بك الطمع ويرتفع سقف أحلامك عنوة فتخرج فى مظاهرات تطالب بفلوس أكثر بهدف «لى ذراع الدولة» للإذعان لمطالبك، إنه ليس وقتاً مهدراً فى حياتك بل هو هدر لوقت مصر وهناك أشياء تسرق وقتنا، أثمن ما لدينا يا سادة.

29- من مفردات العشق لمصر، الصلاة أن يحميها من «الكلمنجى والحلنجى»، فكلاهما ظاهرتان سيئتان، ظهرا فى حياة مصر مؤخراً وتدنت الحياة حيث تراجعت الكفاءة وانسحبت الموضوعية حيث صارت الفهلوة هى العلم الحاكم للحياة السياسية والاجتماعية.

30- ابلع لوطنك «الظلط»، هذا إن كنت عاشقاً حقيقياً، لا كاذباً أو مدعياً، وإذا كنت عدواً للوطن تاجرت بجراحه وجروحه.

31- يتحتم على العاشق الصادق التنبه إلى «أساسيات» البلد لأن هناك من يريد شد الاهتمام للفرعيات والهدف تمييع الجاد من قضايانا.

32- تأجيل المطالب المادية عندما يضرب الإرهاب إحدى ضرباته الخسيسة مثلما جرى فى فندق القضاة بالعريش، على الأقل شارك الحزن والأمل.

33- فى كل أنحاء العالم بعد أى انتخابات تستقبلها الشعوب بروح رياضية إلا نحن، حيث نتفنن فى الانتقام، وآن الأوان لنغير أنفسنا وإلا هلكتنا شهوة الانتقام.

34- مأساة الإعلام فى مصر جذباً للإعلان، الحاكم الحقيقى الآن أن هناك بين الإعلاميين من يتبنى شعار وفلسفة «ولعها، ولعها» فيُحبط الناس.

35- المال السياسى فى الانتخابات، إهانة بالغة للمصريين، معناها أن لصوتك ثمناً نقدياً، معناه شراء ذمتك بحفنة جنيهات وتلك مصيبة.

36- من أهم قواعد العشق لمصر، أن تبدأ بنفسك ولا تتحول إلى واعظ أو ناقد تحث الغير وأنت فى واد آخر، هذا عشق فاقد البكارة.

37- لا تنافق رئيساً أو وزيراً أو محافظاً أو مأمور قسم أو حضرة الصول، فالعشق للوطن يتطلب شفافية مشاعر، والنفاق وقود ثورة ضد الحاكم.

38- ليس بالنيات الطيبة والأمانى والأغانى، تعبر عن عشقك لمصر إنما بعمل متواصل بلا كلل أو ملل دون انتظار المقابل، الوطن تبنيه السواعد والعقول لا النيات الطيبة والأمانى أو كلام الأغانى، خذوا «ألمانيا» مثلاً.

39- العشق يفترض أن نسمع بعضنا، إنه الحوار الصحى، ولكن وفاة الحوار، جعلت كل الناس تتكلم فى وقت واحد، ففقدنا البوصلة بما أدى إلى حالة توهان فى صحراء مترامية الأطراف نسمع صدى الغوغائية.

القاعدة الأربعون: لست ممن يتباهى بحضارة وأمجاد الماضى، إن مصر الصامدة بين خيارين إما أن تركع أو تنهض كنسر، وإذا كنا نعشقها من عظامنا وليس حناجرنا فقط سنبلغ الشاطئ بإيماننا الراسخ وليس الاضطرارى، سنقول لأعدائنا مثلما قال عبدالناصر «موتوا بغيظكم».