«يوسف ووعد الرئيس»

عمر حسانين الجمعة 27-11-2015 21:08

سيدى الرئيس، هل تذكر عهدك ووعدك باقتلاع الإرهاب من جذوره؟.. أعلم أنك تذكره طول الوقت، ويقينى أنك تبذل كل طاقتك لإنجازه، ولا أشكك فى المعركة التى تدور على الأرض، لكن دماء الشهداء فى سيناء تجرى فى كل شبر، وأنا وكثيرون غيرى لم يمتلكوا إلا الدموع أمام سؤال ابن الشهيد المستشار عمر حماد – رحمه الله – سأل «يوسف» ببراءة السنوات العشرة «هو بابا فين؟.. مش هيرجع تانى؟»... يقينى أن والده مع الشهداء فى الفردوس الأعلى، وأعلم أنه لن يعود، لكن أين حق يوسف ووالده؟.. أكيد. أكيد لابد أن يعود.

و«يوسف» يبلغ من العمر 10 سنوات، وشقيقتاه أصغر منه بـ 7 سنوات، ذهب والدهم – مثل غيره من الوطنيين- إلى أرض الكرامة، إلى سيناء ليشارك فى إنجاز آخر خطوات خارطة المستقبل، ودع الأطفال الثلاثة ووالدتهم وبدأ إنجاز مهمته الوطنية، لكن يدا خائنة أحدثت تفجيرا، هدم جدران أسرة الأطفال الثلاثة، اغتال مصدر أمنهم وأمانهم.

ترى هل قصرنا فى تأمين استراحة القضاه؟.. كيف وصل الخونة إلى هذا المكان؟.. ثمن الجريمة فادح، يدفعه أطفال فى عمر زهرة تتفتح، مصيبتهم أثقل من جبل المقطم، قد لا يدركون حجمها الآن، لكنها آتية لا محالة، بدأت بنوبة بكاء هستيرى للصغير فى مطار سوهاج الدولى، حال مشاهدته القوات تنزل جثمان والده، من الطائرة العسكرية ملفوفا فى علم مصر، ولم يجد غالبية المشاركين فى استقبال الجثمان فعلا إلا الدموع.

سيدى الرئيس أعلم أنك تتألم لـ«يوسف» وكل أبناء الشهداء، ولا أشكك فى صدق وعودك بالقضاء على الإرهاب والثأر للشهيد، لكن المعركة طالت، والثمن تدفعه مصر من أمانها ودماء أبنائها واقتصادها، الضربة الحاسمة لابد أن تحدث، الانتقام لابد أن يكون جماعياً من الذين حرضوا ومن الذين دربوا ومن الذين مولوا ومن الذين خططوا ومن الذين أخفوا وتستروا، ومن الذين نفذوا.

أنا كلى قناعة أن لكل معركة ثمنا، وسقوط الشهداء فى كل الحروب واقع، لكن الذى لا أعقله، هو كثرة الشهداء وفداحة الخسائر، لأن عدونا جميعا يريد أن يبعث لنا برسائل فى أنقاض كل تفجير، تترك آثارها فى نفوس البسطاء.

و«يوسف» يا سيدى، ومن على شاكلته من أبناء الشهداء، أول من يدفعون الثمن، لأنهم – فى كثير من الأحيان – يطويهم النسيان بعد أيام قليلة، يواجهون مرارة اليتم وآلام الحاجة، نعم كل أموال الدنيا لا تعوضهم حرمان الأب، لكن وجود آلية لرعايتهم، تخفف عنهم قسوة الحاجة والعوز، أبسط حقوقهم.

يبقى التأكيد أننا لا نشكك أو نتهم أحدا بالخيانة، لكن الوضع يشير إلى تقصير نفذت منه خفافيش الظلام إلى أهدافها وتنفيذ جرائمها، هذه الثغرات يجب إغلاقها، واتخاذ خطوات تعجل بحسم المعركة قبل أن يسيل مزيد من الدماء.

■ رسالة:

الذى حدث فى المرحلة الثانية من الانتخابات، دعارة سياسية، هناك قوادون فتحوا بورصة البيع والشراء، وهناك زعماء عصابات ضخوا الأموال المشبوهة، ثم كان الذين قبلوا أن يبيعوا كرامتهم مقابل بنكنوت ومخدرات ومنشطات جنسية، فى النهاية خرجت علينا صناديق بنتائجها البغيضة.