فلاديمير بوتين الرئيس الروسى، الذى يتصدر الأخبار يوميا فى المرحلة الأخيرة، هو رجل غامض بكل ما فى الكلمة من معنى.. ربما عمله فى جهاز الاستخبارات الروسية هو السبب، ولكن من المؤكد أنه حير الباحثين والناس عامة فى العالم أجمع.. وبعد قراءة مجموعة مقالات خرجت ببعض المعلومات التى قد يكون كثيرون منا لا يعرفونها اعتبروه من باب الفضول أكثر منه بحثا حقيقيا لا مجال له فى مقال ويتركز على الجانب الشخصى عنده لأن هذه النقطة هى الأكثر غموضا.
بوتين من مواليد السابع من أكتوبر أى أنه من برج الميزان، البرج الذى يضم بين مشاهيره غاندى والكثير من الممثلين العالميين، برج يجعل صاحبه دبلوماسيا محبوبا إلا أنه متردد فى اتخاذ القرارات. ولد بوتين فى مدينة سانت بطرسبرج أحلى مدن روسيا وأشهرها ومقر قياصرتها العظام.
والده كان عاملا فى إصلاح القطارات أصيب فى الحرب العالمية الثانية وأمه التى يعتقد أنها يهودية ويعرف أن اليهود ينسبون ديانة الأبناء لأمهم، نقولها دون أن ننسى أن روسيا الشيوعية بعيدة عن الأديان، ولكن نضعها فى عين الاعتبار، كانت عاملة فى أحد المصانع. شقيق بوتين الأكبر توفى وهو طفل. عانت الأسرة كثيراً بعد حصار لينينجراد وهو الاسم الذى كان يطلق قديما على سانت بطرسبرج، وتأثرت حالة والدته الصحية كثيراً فضعف العائد المادى واضطرت الأسرة للانتقال لشقة ضيقة جداً وأكثر فقرا دون ماء ساخن فى عز برد روسيا ودون حمام خاص. كان بوتين يقضى ساعات فى مطاردة الجرذان على سلالم المبنى. جده لأبيه كان طاهيا متميزا عمل لدى لينين ثم ستالين ويقال إنه كان عميلا للكى جى بى، المخابرات الروسية، ونقل الكثير من طريقته فى التفكير لحفيده وتوفى عندما كان فى الثالثة عشرة من عمره.
كان بوتين فى طفولته تلميذا أقل من المتوسط، وعوض هذا بتفوقه رياضيا، فبدأ بممارسة الملاكمة والجودو والسامبو وهى رياضة دفاعية روسية، ومع الوقت اكتشف أنه لن ينجح إلا بالدراسة فالتحق بكلية الحقوق فى جامعة لينينجراد وبعد تخرجه تم تعيينه فى جهاز المخابرات العامة الروسية متخصصا فيما أسموه بالعلاقات الإنسانية. وبسبب إتقانه اللغة الألمانية أرسل للعمل هناك متخفيا، وتمت ترقيته عدة مرات وعرف بقدرته على قراءة الناس والتحكم فيهم وبعدم تأثره بالعنف، وهى صفات ضرورية لمن يريد الوصول إلى القمة فى روسيا. وبعد سقوط حائط برلين عاد إلى الجامعة وحضر رسالة الدكتوراه ليختاره بوريس يلتسين رئيساً لوزرائه، ونعرف ما حدث بعدها من أنه أصبح رئيساً فرئيسا للوزراء فرئيسا مرة أخرى لروسيا.
بوتين طلق زوجته ليودميلا، التى تعمل فى مجال اللغويات عام ٢٠١٤ وعرف الخبر عبر شاشات التليفزيون ومنذ ذلك الوقت لم يلتقيا وأصبح لكل منهما حياته الخاصة. لديه من زوجته السابقة ابنتان ماريا وكاتارينا، قلما شاهدهما الناس فى تجمعات عامة. ذهبتا إلى مدارس ألمانية ثم التحقتا بجامعة سانت بطرسبرج، درست ماريا الأحياء، وتخصصت كاتارينا فى العلوم الإنسانية. لم ينشر للعائلة قبل الطلاق أى صورة تجمعهم كلهم ربما لأن الشعب الروسى يحترم خصوصية الأفراد بشكل كبير، وربما لرغبة بوتين شخصيا فى جعل حياته بعيدة عن الأضواء. مؤخرا ترددت أنباء عن علاقته بإلينا كاباييفا لاعبة قوى شهيرة اعتزلت البطولات وكانت نائبا تابعا لحزب بوتين. لم يؤكد أو ينف الطرفان العلاقة ولكن الصور التى جمعتهما تدل على حب بوتين لهذه المرأة، وعندما اختفى تماماً عن الأنظار مدة عشرة أيام فى شهر مارس الماضى كتبت الصحف السويسرية أنه كان قرب حبيبته فى إحدى عيادات جبال الألب حيث ولدت له ابنة. والتقطت صحيفة روسية الخبر وقامت بالبحث ونشرت أن هذه هى الطفلة الثالثة له من إلينا التى أحبها وارتبط بها سنوات قبل طلاقه من ليودميلا. يعرف بوتين بحبه للموسيقى وشارك مرة بالغناء فى برنامج ذى فويس وهو محب لفريق البيتلز البريطانى خاصة لمطربه بول ماكارتنى. جوانب شخصية أحببت إلقاء الضوء عليها حول رجل كما قلت يكتب خارطة الشرق الأوسط بشكل جديد. التاريخ سوف يذكره والأيام المقبلة سوف تحكى عنه كثيرا.