لم تكن تتخيل الروسية إلينا أن زيارة سياحية إلى شرم الشيخ ستكون نقطة تحول في حياتها، ففى مصر كان الأساس للبيت والعائلة والعمل.
تقول إلينا: «جئت إلى شرم الشيخ سائحة، كان ذلك منذ 16 عاما، عشقت جوها وجذبتنى الطبيعة، فقررت أن أستقر هنا، وتزوجت من رجل مصرى وأنجبت ابنتى ياسمين».
بعد الزواج والإنجاب فتح القدر لإلينا بابا للعمل عندما أرادت أن تعلم ابنتها الصغيرة رياضة الجمباز ولم تجد مكانا لذلك: «عندما أردت أن أعلم ابنتى ياسمين الجمباز الرياضة التي تناسب البنات لم أجد مدرسة أو ناديا في شرم الشيخ يعلم تلك الرياضة، فأنشأت مدرسة بدأت من منزلى، ثم انتقلت لنادى شرم الشيخ الرياضى لتكوين مدرسة للجمباز الإيقاعى تتكون من 30 لاعبة تنافسن في جميع بطولات الجمهورية وبطولات روسيا، وأصبح للمدرسة مقر للتدريب في المدينة الرياضية بشرم الشيخ، بالإضافة إلى استقدام مدربات روسيات للتدريب». تضيف إلينا: «سعيدة بذلك القرار وبابنتى التي حققت مراكز أولى في بطولات عدة، وتمثل مصر في بطولات روسية».
تشعر إلينا بأنها مصرية حتى النخاع، فالجنسية بالنسبة لها لا تحتاج لأوراق: «نسيت أنى روسية أصبحت مصرية أتكلم وأمارس كل العادات المصرية، وتقدمت للحصول على الجنسية المصرية قبل الثورة، ثم أخبرونى بأن الأوراق حرقت في الثورة، لكن الأمر بالنسبة لى ليس ورقا ولا يتوقف على جواز سفر، فأنا مصرية 100%».
لم يأسر حب مصر إلينا فقط، بل أسر والدها أيضا لدرجة جعلته يوصى بأن يدفن في مصر: «والدى جاء لزيارتى في شرم الشيخ وكان مريضا وتوفى هنا وأوصى قبل وفاته بدفنه في سيناء، ودفن في مقابر المسلمين بطور سيناء، وأذهب لزيارته على الدوام». وعن الأزمة الأخيرة التي أثرت على السياحة الروسية في شرم قالت بشرى: «السياح الروس لا يستطيعون الغياب عن شرم الشيخ، إنهم يعتبرونها بلدهم الثانى لما يجدوه من حب وحفاوة من المصريين التي صارت تربطهم علاقات نسب مع الروس»، مشيرة إلى أنه يوجد في شرم الشيح نحو 6 آلاف روسى يقيمون بها إقامة دائمة ويلقون نفس معاملة المصريين.