دير السلطان وقصة منع رعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من زيارة القدس

كتب: باهي حسن الخميس 26-11-2015 12:17

«هل أعادت إسرائيل دير السلطان للكنيسة الأرثوذكسية بمصر؟»، سؤال طرحه عدد من مستخدمي موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» عقب الإعلان عن زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية متوجهًا على رأس وفد كنسي يضم 8 من كبار القساوسة إلى القدس.

وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن البابا تواضروس الثاني سيرأس قداس الجنازة الذي سيقام في القدس، السبت، على الأنبا أبرام مطران القدس والشرق الأدنى الذي توفى، الأربعاء، عن عمر ناهز 73 عامًا.

«المصري اليوم» ترصد قصة «دير السلطان»، والذي كان سببا رئيسيًا في «تحريم السفر للقدس» حتى استرداده من الاحتلال الإسرائيلي.

«دير السلطان» أحد أهم الأماكن العربية المقدسة لمدينة القدس الشرقية، وبناه الوالي المصري منصور التلباني عام 1092 ميلادية فوق كنيسة القيامة التي تعد أقدم كنيسة في العالم بترخيص من الوالي العثماني جلال الدين شاه، وظل الدير منذ نشأته حتى الآن المدخل الوحيد لدخول الحجاج المسيحيين منه إلى كنيسة القيامة حيث يوجد قبر السيد المسيح.

ويحكي القس يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية، إن «صلاح الدين الأيوبي، بعدما فتح القدس، أعطى للأقباط أعظم مكان في بيت المقدس، وسُمى بـ(دير السلطان) نسبة لـ(صلاح الدين الأيوبي)، تقديرا لدورهم في محاربة الاستعمار الصليبي».

ويتكون دير السلطان من مجموعة من المبانى القديمة المتناثرة، وفيه أرض خالية تصل مساحتها إلى ألف متر وحوله سور بارتفاع يقرب من 4.5 متر، يفصل بين الدير وبطريركية الأقباط، وفى نهايته باب خاص بالأقباط وحدهم، ويوجد باب ثالث لهذا الدير من الناحية الشرقية على الطريق العمومى المجاور للمبانى المعروفة بالمصبن.

واستولت إسرائيل على دير السلطان في القدس الشرقية وسلمتها إلى الرهبان الأحباش بعد طرد الرهبان المصريين منه بعد حرب يونيو 1967، ورفضت تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية برد الدير إلى الكنيسة المصرية، وهو ما أثار غضب المسلمين والمسيحيين المصريين، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، عام 2003.

وقرر البابا الراحل كيرلس السادس، حظر سفر الأقباط إلى القدس تحت الإحتلال الإسرائيلي بعد الاستيلاء على الدير، فيما كان موقف الراحل البابا شنودة الثالث خلال جلسة المجمع المقدس 26/ 3/ 1980 ما جاء في القرار التالي:

«قرر المجمع المقدس عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، في موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسميا لدير السلطان بالقدس، ويسرى هذا القرار ويتجدد تلقائيا طالما أن الدير لم يتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك».

وظل القرار مستمرا حتى الآن، فيما طرح مستخدمو موقع التغريدات القصيرة «تويتر» سؤالًا: «هل أُعيد دير السلطان للكنيسة المصرية فلذلك ذهب البابا تواضروس الثاني لحضور الصلاة على الأنبا إبراهام؟».

وعلّق القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية المرقسية، إن سفر البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى القدس هدفه تشييع جنازة الأنبا ابراهام مطران القدس والشرق الأدنى الذي توفى أمس فقط ولا تعني بأي حال من الأحوال كسر قرار المجمع المقدس بمقاطعة السفر للقدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.

يذكر أن الكنيسة المصرية رفعت أكثر من 100 دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وكسبتها جميعا ضد الحكومة الإسرائيلية وأثبتت حقها في الدير، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض التنفيذ حتى الآن.