مولد مجلس النواب

لينين الرملي الأربعاء 25-11-2015 21:11

ماذا ينتظر الناس عندنا من مجلس النواب القادم؟

أنا عن نفسى لا أنتظر أى جديد إلا القليل، ولهذا صوّت مع المصوتين!

ولا أرى أن الناس تنتظر أى جديد تقريباً. ومن هنا عزوف عدد كبير من الناس لم يذهبوا للانتخابات. والقلة التى ذهبت لم يكن منهم الشباب، الذى كان من المفترض أن يكونوا أولهم، فهم لا يتوقعون منه شيئا يهمهم أو خيرا، وفى نفس الوقت لا يحاولون تغيير أى شىء اللهم إلا هجرة شرعية أو حتى غير شرعية. وهو وبخته. ولهذا ذهب كبار السن والنساء أكثر من غيرهم.

كم عدد الذين صوتوا لهذا أو ذاك، طمعاً فى الرشوة التى وصلت لهم أو ذهبوا لها أو مزايا أخرى كوجبات الأكل ولا يأبهون لغير ذلك؟

أما الزحام الذى ظهر أحيانا، (رغم خواء اللجان)، فسببه أقارب المرشحين وأصحابهم وعائلاتهم وجيرانهم من الذين رشحوا أنفسهم، علاوة على الذين قبضوا منهم، حتى يمشوا خلفهم ويهتفوا بأسمائهم ويتعاركوا مع المنافسين الآخرين، لدفعهم عنهم أو تأديبهم، ويكيدوا لبعضهم البعض ويطلقوا الشائعات عنهم، بينما المتفرجون فى الخلفية يتبادلون النكات عن الجميع. وتكتمل الزفة بالموسيقى وضرب الدفوف والرقص، فيندفع المتفرجون الذين يحبون الفرجة خلفهم على هذا المولد أو يتقربون من المرشحين ربما ينوبهم قطمة من اللحم أو حتى العظم.

أما الأحداث والأطفال فيجرون وراء الجميع وهم يتفرجون ويضحكون مثل الذين يجرون خلف السيارات، التى كانت ترش الماء فى الزمن القديم لترطب الجو من التراب، ثم ينفض الجميع.

مشاكل مصر عظيمة ولا تنتهى، والناس تدرك أنها لن تُحل إلا إذا عثرنا على المصباح السحرى، لكنه موجود فقط فى الغرب وبلاد أخرى بسيطة وفقيرة، لكنها تقدمت وسبقتنا كثيراً. وعلى سبيل المثال برعت فى التخلص من القمامة كل صباح، بل أصبحت تجنى الثروات من هذه القمامة، فسبحان الله الذى يعطى مَن يشاء ويذل مَن يشاء. ونحن تنقصنا أشياء بسيطة، منها (الاتحاد والنظام والعمل)، ومنها التعليم من الابتدائى إلى الجامعة وما بعدها، وكذلك رعاية صحة الناس أو منع غش الغذاء والمأكولات، وتوفير الدواء بثمن قليل، وأجور مجزية، والتخلص من البطالة، وعدالة ناجزة، وإرساء حقوق الإنسان. ولو اتسع الوقت يمكن النظر فى الحريات والكرامة وما شابه ذلك.

لكن عفواً، فقد نسيت أن أذكر ال... ال... آه الثقافة أظن، إلا إذا اعترض حزب النور وملحقاته. وفى هذه الحالة نرجئ هذا المشروع لبعض الوقت، فتماثيل الفراعنة الكفار والأهرامات ومعابدهم- أستغفر الله العظيم- وآلاتهم الموسيقية ونحتهم والنقش على الحجر والمسرح، كل هذا سوف يعطل مسيرتنا لزمن كبير. والأفضل أن نستغنى عن الأموال التى تأتينا من وراء السياحة الفرعونية الكافرة، أو نبيعها أو حتى نهدمها.

لكن المشكلة التى ستواجهنا عند اكتمال نواب البرلمان تكمن فى تعريف الدولة، فهل هى دولة مدنية، أم دولة دينية، أم هى تجمع بين المدنية والدينية والوهابية والمهدية والشيعية والإخوانية المعتدلة والإسلام الوسطى القديم فى الأزهر القديم أو الوسطى الجديد فى الأزهر الشريف؟

وما وضع الأكراد المسلمين، وهل نترك الجماعات المسلمة فى روسيا وباقى البلاد، التى تعتنق الإسلام مثلنا، والتى لا تعرف الكثير عن دينها؟

ولابد أن تمثل كل هذه الجماعات معنا فى هذا البرلمان، ولا ننسى الحكم التركى، الذى سوف يسبقنا لإعلان الخلافة الإسلامية قريبا، فيعيد أمجادها، فنصبح لنجد أنفسنا دولة إسلامية فقط. وأنا لا أرفض هذا بالطبع، ولكن يجب أن نبدأ نحن ونلتقى مع هذه الدولة التى عشنا سنوات تحت مظلتها ومظلة المماليك، قبل أن يقتحمها محمد على باشا، الذى قضى على المهدية فى السودان والوهابية فى صحراء نجد، وكاد يدخل تركيا فاتحاً ليستولى عليها، لولا تكالب الغرب علينا، لكن هذا الغرب هيهات أن يسبقنا مرة أخرى. والله الموفق.