المعينون فى البرلمان!

سليمان جودة الأربعاء 25-11-2015 21:11

قبل يناير 2011، كان رئيس الدولة يعين عشرة أعضاء فى كل برلمان جديد، وكانت الصحف تطلق عليهم لقب «العشرة المبشرون بالتعيين»، وكانت وسائل الإعلام تظل، مع كل تشكيل برلمانى مختلف، تضرب وتجمع وتطرح، وتخمن، لتتوقع بالضبط أسماء هؤلاء المبشرين!

وكان الغرض من إعطاء الرئيس حق تعيين هذا العدد هو تعويض نقص من نوع ما، قد يراه رئيس الدولة فى البرلمان!

لو أنت راجعت عدد الأعضاء الأقباط - مثلاً - بين هؤلاء العشرة، فى كل مرة، فسوف تلاحظ أنه كان كلما زاد عدد الأقباط المنتخبين، كلما قل عددهم بين المعينين، والعكس صحيح!.. وقد كان الحال هكذا أيضاً مع المرأة، قبل أن تتقرر لها كوتة كبيرة فى برلمان 2010!

ورغم أن الأعضاء العشرة عدد قليل جداً فى برلمانات كان عددها الإجمالى يقترب من 600 عضو، إلا أن هذا العدد القليل جداً كان يعطى رئيس الجمهورية فرصة، ولو محدودة، فى إحداث نوع من التوازن السياسى داخل البرلمان.

الآن.. اختلف الوضع، وأصبح من حق الرئيس أن يعين 5٪ من إجمالى أعضاء مجلس النواب، وهى نسبة تعنى أن 27 عضواً سوف يأتون معينين إلى برلمان الشعب!

ولا أحد يعرف كيف سيختارهم الرئيس، ولا من بالضبط سعيد الحظ الذى سوف يكون من بينهم، ولم تبدأ الصحف، بعد، فى تخمين أسمائهم، اللهم إلا تخمين اسم رئيس البرلمان نفسه، الذى تتجه النية، فيما يبدو، إلى أن يكون واحداً منهم، وفى هذا الشأن، فإن بورصة الأسماء قد طرحت أسماء كثيرة وكبيرة، ربما يكون أهمها عمرو موسى، وعدلى منصور، وأحمد الزند، وعدلى حسين، ومصطفى الفقى!

ومع ذلك، فما يهمنى هنا هو نوع النقص الذى سوف يكون على الرئيس أن يعوضه فى البرلمان، قياساً على ما كان يحدث مراراً من قبل.

إن الرئيس لم يعد فى حاجة لتعويض نقص فى عدد الأعضاء الأقباط، لأنهم فازوا انتخاباً، وقد كان شيئاً يبعث على التفاؤل الكبير، فى هذه النقطة، أن تشهد إحدى دوائر المنيا إعادة بين قبطى وقبطى.. ولم يعد الرئيس، كذلك، فى حاجة لتعويض المرأة، لأنها جاءت انتخاباً أيضاً.. وهكذا.. وهكذا!

إذا سألنى الرئيس، فسوف أصارحه صادقاً بأنه فى حاجة إلى أن يعوض المعارضة فى البرلمان، لأن 99٪ ممن فازوا دخلوا ليؤيدوا، ويصفقوا، ويباركوا.. وإذا كان هذا شيئاً يحتاجه الرئيس، فإنه يحتاج، بالدرجة نفسها، معارضة جادة، ووطنية، وصادقة معه، على الجانب الآخر، لأن فيها نقصاً واضحاً فى مجلس النواب، وأكاد أقول إن فيها شُحاً ظاهراً، ولايزال الرئيس أحوج الناس إليها!

أقولها من باب الأمانة مع السيد الرئيس.. وأجرى على الله.