«صواريخ تهانى»!

محمد أمين الأربعاء 25-11-2015 21:25

خرجت تهانى الجبالى فى عهد الإخوان بمادة فى الدستور، اسمها «مادة تهانى».. وخرجت فى انتخابات 2015 باتهامات، اضطرتها لأن تطلق صواريخ باسمها ماركة «تهانى».. وما كنت أحب أن تخرج فى الأولى من «الدستورية»، وما كنت أحب أن تخرج فى الثانية من «البرلمان».. فمن الخطأ ألا يكون لها مكان فى البرلمان بعد 30 يونيو، وكنت أحب أن تكون هى نفسها «رئيسة البرلمان»!

مصر كانت تحتاج الاثنين معاً.. سيف اليزل وبعض الذين معه فى القائمة، وتهانى الجبالى وبعض الذين معها فى قائمتها.. كلاهما قدم لمصر الكثير، وكلاهما مازال عليه أن يلعب دوراً مهماً.. وبالتالى أتصور أن تبقى كل المناوشات من قبيل المناوشات الانتخابية، باعتبارها من الهزار الثقيل أو الخفيف، ونغلق الملف من أجل مصر.. لا أحد يشكك فى وطنية اليزل والجبالى، ولا أحد يجرؤ على النيل منهما أبداً!

لا عيب أن تكون هناك طموحات لدى السيدة العظيمة تهانى الجبالى.. كان من حقها أن تتطلع للفوز بالانتخابات، ومن حقها أن تتطلع لرئاسة البرلمان.. لسنا أقل من دولة الإمارات الشقيقة، فقد فازت الدكتورة أمل القبيسى برئاسة المجلس الوطنى الاتحادى بالتزكية.. فهل كان كثيراً على مصر؟.. لا أرى أنه كثير بالمرة.. ولا أظن أن أحداً فى قائمة «حب مصر» ينكره على «الجبالى»، رغم تبادل الاتهامات!

لا أخفى أننى كنت أنتظر ردوداً سياسية من الجانبين، تشعرنى على الأقل أن الدنيا تغيرت، وأننا أرحب صدراً عما قبل.. كما أننا نمارس الديمقراطية باحترام، ونقدم نموذجاً للناس بشكل حضارى.. صحيح كان الموضوع فى إطار المنافسات الانتخابية، لكنه تطور بعد أن عقدت «الجبالى» مؤتمراً صحفياً.. وهنا دخلنا فى «سكة سدّ».. الصواريخ أصبحت أرض جو، واستطاع «سيف اليزل» إطفاءها بحنكة، وهدوء شديد!

أرجو أن يقف الأمر عند هذا الحد، فلا يتطور إلى بلاغات أو نيابة.. مصر تحتاج جهود كل الأطراف.. وأقترح أن تكون هناك حمامة سلام من هنا أو هناك، بحيث يتدخل حكماء بين الجانبين.. لا تنسوا أنها أول معركة.. ولا تنسوا أنها أول اختبار.. عندنا بعدها المحليات، وقد أعلنت المستشارة تهانى أنها ستخوضها.. وفّرى مجهودك لإحياء المحليات.. وأعلم أنك تتمتعين بطاقة جبارة، ومقدرة قانونية، وسياسية عالية!

الرأى العام يعرف من هو سيف اليزل، كما يعرف من هى تهانى الجبالى.. ويعرف أيضاً أنها خسارة كبيرة ألا يكون أحدهما فى المشهد السياسى.. فكيف نحافظ على «الجبالى» بعد خسارة الانتخابات؟.. هذا هو السؤال.. لا نريد أن يكون هناك انشقاق فى «حلف 30 يونيو».. لا نريد أن تكون هناك مرارة فى الحلق من أى نوع.. لا أحد على الحجر، ولا أحد مرفوض.. مصر تحتاج لكل من يريد أن يعمل، الآن وليس غداً!

ليكن ما جرى من قبيل المنافسة الانتخابية، أو «الهزار الثقيل» فقط.. وليكن ما حدث مجرد سياسة، لا تنال من الأشخاص.. فلا تذهبوا إلى النيابة.. كل شىء انتهى.. ينبغى أن تكون هناك مباحثات مباشرة بين «اليزل» و«الجبالى».. وينبغى وقف التصعيد.. الحكاية ليست حرباً، ولا معركة، كل واحد جاهز فيها بشد الأجزاء!