قال سيد حجاب، في حواره ببرنامج «بيت العيلة»، الذي تقدمه الفنانة والإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم، على شاشة «النهار»، إن اهتمامه بالطفل كان منذ زمن بعيد، وإن الكتابة للأطفال بدأت في أوائل الستينيات في مجلة ميكي، وسمير، وكان هناك مشروعات لتطوير المجلتين، موضحا أنهم قرروا حينها الاعتماد على المادة المصرية بدلا من الأجنبية، ليعمل 5 سنوات تقريبا في كتابة أشعار وقصص مصورة للأطفال، وتلخيص أعمال عالمية، مثل الأوديسة.
وتابع حجاب أن الغناء كان موجه للطفل، وكان تربوي، وأنه بدأ شاعرا بالفصحى، ثم شاعر عامية في 1961، وخلال هذه السنوات عمل في «سمير»، و«ميكي»، وأخذته السياسة بعيدا عن الأطفال، مضيفا أن :”99٫9 من أعمال شوقي حجاب أعشقها، وهو بالنسبة لي وكأنه ابني البكر، وهو بقايا التربية القديمة، ونحن تربينا في بيت العيلة، وهذه التربية لم تعد موجودة الآن«. وحول الجيل الحالي.
أوضح الشاعر أن :”الشعوب في بداية نهضتها تهتم بتربية الطفل، على أساس أنه صانع المستقبل، وسنجد مع ميلاد الأمم هناك قصص وأشعار للأطفال، حتى في مصر حدث هذا، سواء بموجة كامل الكيلاني وتقديمه لأداب الطفل العالمية للأطفال، وبناء المصانع سهل ولكن بناء البني أدمين صعب، لهذا الدول تركز على صناعة الوجدان التي تصنع المستقبل«. واستكمل أن :”في فترة الستينيات كان هناك اهتمام ببرامج الطفل، ومسرح العرائس، وهذا ساهم في تربية الأجيال، وهذا تواكب مع فكرة النهضة، والارتقاء بالمجتمع، وصلاح جاهين كتب للطفل، وعباقرة آخرين، وأحد كبار كتابنا المسرحيين ترأس في فترة مجلة كرتون، وكنا نحس بأن المجتمع مهموم ببناء البني أدم، والأمر نفسه في المدارس، حيث كان ويجد بناء للطفال على مستوى إنساني وليس حشو للمعلومات، بل عملية تربوية متكاملة».
واستطرد :”مع بداية انهيار المجتمع وتخليه عن حلم النهضة وقبولنا بمسيرة التبعية تراجع كل هذا، ومن قبض على إيمانه بالإنسان كأنه قابض على الجمر، ومن المؤكد أن فكرة العولمة كون الأرض مكان السكنى الطبيعي للجنس البشري، وهذا المفهوم المحترم الذي يحترم الاختلاف، وهو حلم بالوحدة من خلال التعدد، ولكن يوجد مفهوم أخر يحاول أن يسود عالمنا، وهو أننا في عالم واحد ولكن هذا العالم الواحد مصبوب في قالب واحد تحت الهيمنة الخارجية، وينفي الخصوصية الخاصة بكل دولة«.
وشدد حجاب على أن :”التربية والتعليم يجب أن يكونوا قرار سياسي، فالعالم كله به مدرستين تربويتين، الأول اتجاه يهدف لبناء المواطن المتوافق، وهذا مطلوب تلقيته ليسير، وآخر يهدف لبناء شخصية تكاملية، وهي الشخصية الممتلئة معرفة وتستخدم عقلها النقدي بحيث تختار ما يطرح عليها من معارف وتكون قادرة على الابتكار، والشعوب التي تريد التقديم يجب أن تعتمد المستوى الثاني، ونحن للأسف الشديد نعتمد على التلقين«.
ولفت إلى أن :”السنوات الأولى للأطفال هي سنوات المعرفة لهم، وبعد ذلك هناك مستوى أخر يبدأ من سن 13 عام وهو بناء العقلية النقدية، وهي الكتابة والأرقام والأشكال، وهي مرحلة الفرز والتصنيف، ومن 14 سنة يجب بناء كيفية استخدام المخ للفصل بين المعارف المختلفة، وهذا لا يوجد في المجتمع، ويمكن إيجاده في المدارس التي تتبع المناهج الأجنبية، وهي ليست متاحة إلا لجماهير تستطيع الدفع، أما جماهير الشعب فيكون الامر تلقين، وفي النهاية معرضين للنسيان، لان الذاكرة ليست ذكاء، بل جزء منها«.