عبد العزيز.. حكاية معاناة ناخب انتهت باختياره مرشحيه على طريقة «حادي بادي»

كتب: محمد طارق الأحد 22-11-2015 17:20

على كرسي متحرك يدور المواطن عبدالعزيز إمام إبراهيم، بين لجان دائرة الخليفة دون أن ينجح في معرفة اسم المدرسة أو رقم اللجنة الفرعية التي يفترض أن يدلي بصوته فيها بعد 3 ساعات من بدء المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية 2015.

وفور وصوله، بالتزامن مع بدء عملية الاقتراع، من دائرة مدينة السلام، محل سكنه الحالي، إلى دائرة الخليفة، المقيد بها في جداول الناخبين، والتي ينتسب لها في بطاقة هويته، لم ينجح العجوز المسن، في التحقق من أي مدرسة سيدلي فيها بصوته، أو اللجنة التي يحتوى كشف الناخبين فيها على رقمه الانتخابي، بعد أن تعثر فى الحصول على رقمه من خدمة الرسائل القصيرة.

وينتظر أمام مدرسة الحلمية الجديدة الابتدائية، ليبحث مع أمين الشرطة الذي يمسك بكشوف الناخبين المقيدين بلجانها الفرعية على اسمه، والذين حضر منهم حتى الواحدة ظهراً 179 ناخبا من أصل 6258 ناخبا مقيدين في كشوفات اللجان، بنسبة 2.8%.

لم يجد أمين الشرطة اسمه، فينصحه بالبحث عنه في المدرسة المجاورة، تراوده نفسه إلى العودة لمدينة السلام، وصرف النظر عن المشاركة في عملية الاقتراع كلها، يتردد قليلاً حين يفكر في طول المسافة التي أتى منها، يشارك حيرته مع أمين الشرطة الذي يذهب إلى المستشار رئيس اللجنة لعرض المشكلة عليه.

السبب في ذلك، وفق رئيس لجنة الحلمية الجديدة الابتدائية، هو عدم ترتيب الأسماء في كشوف الناخبين باللجان وفق الحروف الأبجدية.

ويقول رئيس اللجنة لـ «المصري اليوم»: «ذلك الأمر يصعّب علينا البحث عن أسماء الناخبين في الكشوفات التي تحوى أكثر من ألفي اسم، لكنها ليست مسألة مهمة على أي حال، ويتوقع أن ذلك الخطأ وقع نتيجة عدم تحديث كشوفات الناخبين من جانب اللجنة العليا للانتخابات بعد ضم بعض الدوائر الانتخابية».

يقول عبدالعزيز إمام: «بقالي ساعتين بلف على اللجان، أتيت من مدينة السلام للتصويت في الخليفة لأن بطاقتي مازالت تحمل محل سكني القديم هنا».

ويضيف: «على باب مدرسة الحلمية وقفت وقولت لأمين الشرطة: «يعني أبقى جاي من مدينة السلام وأروح، فوصلني برئيس اللجنة».

استخدم المستشار رئيس اللجنة خدمة الرسائل النصية للبحث عن رقمى الانتخابي، فلم ينجح، أجرى اتصالاً مع رؤساء اللجان المجاورة له وتوصل بعد دقائق إلى معرفة اللجنة المقيد بها عبدالعزيز، وأعطاه ورقه تحمل رقمه الانتخابي «1908 بمدرسة المحمدية الإعدادية بنات».

توجه عبدالعزيز إلى مدرسة «المحمدية الإعدادية بنات»، تحتوي المدرسة على 3 لجان، من بينها لجنة رقم «19» التي يحتوى كشف الناخبين فيها على رقم عبدالعزيز، بعد ذلك يسحب عبدالعزيز استمارتين واحدة للتصويت على 4 مرشحين بالنظام الفردي، وأخرى للاختيار بين قائمة واحدة من 4 قوائم انتخابية مقيدة بالاستمارة، توجه خلف الستار وواجهته مشكلة ثانية، يقول إنه جاء ليصوت إلى ناخب بعينه، اختياره له يرجع إلى معرفة وثيقة بوالده الذي كان يقابله باستمرار في مسجد السيدة نفسية أثناء صلاة العشاء، قبل سنوات من بلوغهما سن التقاعد وانتقاله إلى مدينة السلام بعدما حصل على شقة هناك من محافظة القاهرة، التي كان يعمل فيها بمكتب سكرتارية الإدارة المركزية للكهرباء بمحافظة القاهرة لمدة 40 عاماً.

اختار عبدالعزيز المرشح الشاب ابن الرجل الذي كان يقابله في مسجد السيدة نفيسة، وطلب من مندوبي اللجان اختيار 3 آخرين، تغاضوا عن طلبه أمام رئيس اللجنة، ونصحوه باختيار أي شخص يريده، زادت حيرة عبدالعزيز، أمسك بالقلم وبدأ يحركه على خانات المرشحين ويقول بصوت عالي: «حادي بادي كرمب زبادي سيدي محمد البغدادي»، ضحك رئيس اللجنة وضحك المندوبون، ووضع عبدالعزيز البطاقات في الصندوق بعدما اختار الأربعة، ومضي يهتف خارج اللجنة: «تحيا مصر... تحيا مصر».