أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، حرص الجامعة على بناء جيل قوي يؤكد على قيم ومبادئ الأمة العربية الأصيلة قادر على بناء كيانها وتحقيق أهدافها .
وشدد «العربي»، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمهرجان الشباب العربي للثقافة والفنون وإحياء التراث بمقر الجامعة العربية، الأحد، على أهمية بناء جيل من الشباب يمتلك مهارة الحوار والتواصل مع الآخرين، واحترام الرأي والرأي الأخر، وتعزيز روح المواطنة بين الشباب وتنمية العمل الجماعي، وتمكينهم من اتخاذ القرار، وتوجيه طاقات الشباب نحو نشر ثقافة الأمن والسلام، وتنظيم برامج وحوارات هادفة بين الشباب ومساعدتهم على التصدي للتحديات التي تواجههم، ونبذ روح التعصب بكافة أشكاله، وذلك عن طريق جمع شمل الشباب العربي .
وقال: «إننا جميعا على يقين بأن هذا المهرجان ينعقد في ظل ظروف ومتغيرات إقليمية ودولية بالغة الصعوبة تعاني فيها الأمة العربية من أشرس الحملات على ثقافتها وتراثها الأثري والتاريخي، وهنا أرجو أن أكرر ما استمعت إليه من الراحل الشيخ زايد آل نهيان: من ليس له ماض ليس له حاضر أو مستقبل، فهناك أياد خارجية معادية تريد النيل من هذه الأمة وطمس معالمها الحضارية بعد نزع تراث أبناؤها وموروثهم الحضاري ومسخ هويتهم وتعويضهم بالبديل الأجنبي الذي لا يمت بصلة لا لتاريخهم ولا لفكرهم ولا لثقافتهم».
وأضاف، في الجلسة التي حضرها الدكتور خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، وحلمي النمنم، وزير الثقافة، والشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام والدولة لشؤون الإعلام الكويتي، أن حرص الأمانة العامة للجامعة العربية على الحفاظ على التراث العربي ينبع من إيمان راسخ بأن هذا التراث هو صمام الأمان تجاه تأكيد الهوية العربية، وأن هذا التراث هو حجر الأساس في تأصيل مفهوم الهوية الوطنية وتشكيل ثقافة المجتمع، وهو الأمر الذي دعا جامعة الدول العربية إلى التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون الثقافة والتراث لوضع آلية للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري العربي.
وأشار إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية ستعقد بمقرها، 8 ديسمبر، الاجتماع التنسيقي الثاني لإنشاء لجنة دولية للحفاظ على التراث تتشكل من جامعة الدول العربية، منظمة اليونسكو، والبرلمان العربي.
وطالب جميع مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية بضرورة حسن استغلال هذه القوة الفاعلة من الشباب باعتبارهم ثروة البلاد، وضرورة توفير سبل الرعاية والحماية والتأهيل لهم بما يخدم بناء الوطن بناءً قويا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
واختتم حديثه: «:يقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة للنهوض بالوطن، فكونوا قوة لأمتكم ووطنكم، فأنتم قادة هذه الأمة نحو التطور والتقدم وبناء حضارتها».