قال مصدر أمني، السبت، إن السلطات الجزائرية فرضت حالة استنفار قصوى بين أكثر من 200 ألف عسكري ورجل أمن، في محافظات الجنوب الجزائري، وذلك إثر عملية اقتحام فندق في باماكو، عاصمة دولة مالي، الجمعة، أسفرت عن قتلى وجرحى من المدنيين.
وأضاف المصدر، (رفض الكشف عن هويته)، أن «قيادة الجيش، وقوات الشرطة، والدرك، وجهاز حرس الحدود، فرضت إجراءات أمن بالغة التعقيد في 10 محافظات بالجنوب الجزائري، لمنع تسلل مسلحين من دولتي مالي وليبيا، المجاورتين للجزائر، وذلك بعد العملية التي استهدفت، الجمعة، فندقًا في باماكو».
ووفق المصدر ذاته، «فإن قيادة الجيش الجزائري، وأجهزة الأمن في محافظات الجنوب، أعلنت حالة الاستنفار القصوى، بسبب وجود مخاوف من وقوع عمليات إرهابية، يشنها تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب)، ومنظمة (المرابطون في الجنوب الجزائري)، وهما منظمتان تبنتا هجوم باماكو».
وأوضح المصدر أن «إجراءت الأمن تم تكثيفها في محيط حقول النفط والغاز في الجنوب، وفي محيط المطارات، والمناطق السياحية في المحافظات الجنوبية».
ويمتد طول الحدود الجنوبية للجزائر مع دولة مالي 1370 كلم، والشرقية مع ليبيا 1000 كلم، وتعاني الدولتان (مالي وليبيا) من وضع أمني مضطرب.
وقال الصحفي الجزائري المتخصص في الشؤون الأمنية، فوزي بوعلام، «تشعر الجزائر بقلق شديد، خوفًا من تكرار سيناريو عملية احتجاز الرهائن في مصنع الغاز في منطقة عين أمناس، بداية عام 2013».
وشهدت الحدود الجزائرية الليبية في يناير 2013 تسلل مسلحين تابعين لجماعة «الموقعون بالدماء»، المحسوبة على تنظيم القاعدة، التي هاجمت مصنع الغاز في منطقة عين أمناس، ما أسفر عن مقتل 38 رهينة غربي، بعد احتجازهم، ومقتل منفذي الهجوم.
وتخوض قوات الأمن الجزائرية، منذ تسعينيات القرن الماضي، مواجهات مع جماعات مسلحة، يتقدمها حاليًا تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، لكن نطاق نشاط تلك الجماعات قد انحصر بعيدًا عن المدن، في المناطق الجبلية شمالي البلاد، خلال السنوات الأخيرة كما تخوض حربًا على الحدود مع تنظيمات تنشط في ليبيا شرقًا ومالي والنيجر جنوبًا.