تعتبر المحطة الفضائية الدولية واحدة من أهم المنصات العلمية التي تمكن الباحثين من جميع أنحاء العالم من إجراء تجارب إبداعية لا يمكن القيام بها في أي مكان آخر، تستخدم المحطة –التى أطلقت في مثل هذا اليوم عام 1998- كوكالة أبحاث هدفها خدمة البشرية من ارتفاع يبلغ نحو 400 كيلومتر عن سطح الأرض. عبر تاريخها الممتد لسبعة عشر عاماً، ساهمت المحطة الفضائية الدولية في فهم أعمق في عدة مجالات، من ضمنها الصحة البشرية والتكنولوجيات المبتكرة والتعليم ورصد الأرض من الفضاء، والإغاثة من الكوارث وصناعة مواد جديدة وإجراء تجارب على المنتجات الزراعية وتعزيز الاقتصاديات وتحسين جودة الحياة وتطوير كفاءة محركات السفن الفضائية وغيرها.
تمكن العلماء على الأرض، بمساعدة من رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة، بفهم العديد من جوانب صحة الإنسان التي لطالما كانت مجهولة، من ضمنها تأثير الشيخوخة على الخلايا؛ والتأثيرات البيئة على الصحة العامة، والصدمات النفسية، وساهمت الأبحاث التي أجراها سُكان المحطة في إيجاد علاجات تُساهم في الحد من خسارة العظام، ومحاربة البكتيريا، والتحسين في أداء العمليات الجراحية باستخدام الروبوتات، والتشخيص والعلاج المبكر لسرطان الثدى، وتطوير تقنيات متقدمة في مجال جراحات الأطفال، وتصحيح الإبصار واستخدام الموجات الصوتية والرنين المغناطيسى في تشخيص أمراض المخ والأعصاب، حسبما ذكرت وكالة ناسا في كتابها عن المحطة الفضائية الدولية.
منذ إطلاقها وحتى الآن، زار المحطة الفضائية الدولية 211 رائدا من 15 دولة مختلفة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واليابان، مُحطمين عددًا من الأرقام القياسية، كان آخرها الرقم القياسى للبقاء في الفضاء خلال رحلة واحدة، والذى سُجل باسم رائد الفضاء الأمريكى «سكوت كيلى»، والذى قضى نحو 236 يومًا متصلة على متن المحطة حتى الآن.
على متن المحطة، يقوم رواد الفضاء بعمل تجارب على علوم الأحياء الدقيقة، في محاولة لفهم البكتيريا والفطريات والطحالب بصورة أفضل، تلك الأبحاث؛ لها آثار بعيدة المدى تصب في العديد من المجالات المختلفة في التكنولوجيا الحيوية، من ضمنها كيفية تلف المواد الغذائية، تدوير النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحى، ومكافحة التلوث والغازات المسببة للاحتباس الحرارى. حالة انعدام الوزن التي تؤثر على الموجودات داخل المحطة الفضائية الدولية ساهمت في فهم تأثيرات الجاذبية على النباتات، طيلة عقد من الزمان، ساهمت المحطة في استنبات محاصيل زراعية يُمكنها تحمل المناخات القاسية ومقاومة الأوبئة، وتستطيع النمو أسرع، الأمر الذي قد يوفر الغذاء لملايين البشر حول العالم. وجود رواد الفضاء على متن المحطة بمثابة إلهام للطلاب والمعلمين في جميع أنحاء العالم، ولطالما تواصل أفراد الطاقم مع الأطفال والراشدين حول العالم عبر تقنيات الفيديو المختلفة، وهو الأمر الذي يشعل مخيلة الطلاب حول الاستكشاف.
محطة الفضاء الدولية: اليوم بـ١٦ من أيامنا..والملح «سائل» والرياضة «ساعتين إجبارى»
صورة للأهرامات من الفضاء استغرقت 6 أشهر لالتقاطها