«المصري اليوم» ترصد «جرائم تعذيب الأيتام» بالمنصورة

كتب: غادة عبد الحافظ الأربعاء 18-11-2015 23:06

كشف عدد من الطالبات اليتيمات بمدرسة «خالد بن الوليد» بمدينة المنصورة، تعرضهن للاعتداء بالضرب والتعذيب من قبل المشرفات داخل دار «العز» لليتيمات.

ولفتن إلى أنهن أخبرن مسؤولى مدرسة «خالد بن الوليد» التى يدرسن فيها أكثر من مرة بما يتعرضن له، وأن المدير والمدرسين تعاطفوا معهن وأصروا على التصعيد القانونى ضد مسؤولى الدار، إلا أنهن ما زلن يعانين من التعذيب.

«مس مروة مشرفة الدار هى اللى ضربتنى بالأقلام على وشى وشدت شعرى وداست على وشى برجليها، ووشى على الأرض علشان كنت بتخانق مع أختى على البادى».. هكذا بررت التلميذة هدير السيد، إحدى نزيلات دار العز لليتيمات، بمدينة المنصورة، آثار الضرب والخدوش والكدمات التى ظهرت على وجهها، وسألتها عنها معلمتها بمدرسة خالد بن الوليد، عقب انتهاء طابور المدرسة.

منال

وسادت حالة من الاستياء والغضب بين مدرسى المدرسة، عقب اكتشافهم تعرض عدد من التلميذات اليتيمات للضرب من مشرفات دار الأيتام التابعة لجمعية النور والأمل، بالمنصورة.

وأكد عدد من مسؤولى المدرسة، أنها ليست المرة الأولى التى تظهر فيها آثار الضرب والعقاب على التلميذات اليتيمات التابعات لتلك الدار، وتم اتخاذ أكثر من إجراء ضد المشرفات ولكن استمر ضربهن للفتيات، رغم تحذير المدرسة بإبلاغ الشرطة ضدهن.

«المصرى اليوم» التقت عدداً من اليتيمات بالدار، والذين كشفوا أنواعاً متعددة من التعذيب والعقاب الوحشى الذى يتعرضن له من قبل مشرفات الدار.

وقالت الطفلة هدير السيد، التى يظهر على وجهها جروح وخدوش وكدمات متعددة: «كنت باهزر مع أختى وأخدت منها البادى لكن الهزار قلب بجد، واتخانقنا مع بعض، وفوجئت بميس مروة جت وضربتنى وعضت صباعى وضربتنى على وشى بالأقلام وشدتنى من شعرى وشدته لحد الأرض وداست على وشى وعلى إيدى برجليها لحد ماوشى اتعور كده».

وأضافت: «لما روحت المدرسة والمدرسين سألونى إيه اللى فى وشك ده قلت لهم ميس مروة ضربتنى، فالمدير استدعاها هى وميس ريهام وبعدين زعق لهم وعمل شكوى بالواقعة فضربوا أختى منال جلال بالقلم على وشها وأنا خايفة أروح الجمعية أحسن يضربونى تانى لأنى طلعت الأسرار بره».

هدير

وقالت وهى تبكى: «أصل اللى بتغلط وتطلع أسرارالدار أو تقول على أى واحدة انضربت أو اتعاقبت المشرفات بيضربوها ويحبسوها ويمنعوا عنها الأكل وكمان مابتروحش المدرسة تانى، وفى اتنين من إخواتى محبوسين دلوقتى ومش بيروحوا المدرسة، وأنا خايفة أرجع الدار علشان هتعاقب».

وأضافت: «كل ماييجى لى هدايا من أصحابى اللى بيزورونى فى الدار ياخدوها وعيد ميلادى كان 15 /11، والمشرفات رفضوا إنى أقابل أصحابى اللى بييجو يجيبوا لىّ هدايا، وضربونى علشان كنت عايزة أنزل أقابلهم وأخدوا همّ الهدايا منهم وأنا ماشفتهاش».

وتابعت الطفلة منال جلال، بالصف السادس بنفس المدرسة، نزيلة بنفس الجمعية: «ميس مروة قالت إننا مش هنروح المدرسة تانى وهنتعاقب كلنا علشان قلنا الأسرار ولما جريت وراها وقلت لها أنا مقلتش حاجة وعايزة أروح المدرسة ومش عايزة أتحبس ضربتنى بالقلم على وشى وقالت لىّ حسابكم فى الجمعية، وإحنا خايفين نروح الجمعية».

وكشفت «منال»، التى يظهر على وجهها آثار الصفعة إثر تعرضها لواقعة تعذيب وحشى من مشرفات الدار، قائلة: «أنا خايفة لأنهم كتير بيظلمونى ويضربونى بالخرطوم والشلوت ويشتمونى بألفاظ وحشة ومرة مدرسة اديتنى فلوس فى المدرسة علشان أشترى لى بها حاجات حلوة وأنا مقلتش لهم علشان بياخدوها، فعرفوا وماما عزة أخت مديرة الدار ضربتنى بالخرطوم وحطونى فى شوال وقالوا لعم إبراهيم يشيلنى ويرمينى وأنا قعدت أصرخ وأعيط فنزلونى مكتب «ماما فوفة»، مديرة الدار، وهى قعدت تتكلم معايا، وقالت لى ما أخدش حاجة من حد، لكن أنا بأكون جعانة علشان لما بأروح المدرسة المشرفة بتدينى كيكة وبسكوته بس ومش بتشبعنى وبأجوع، فالمدرسين ساعات بيدونا فلوس، لكن فى الدار قالوا اللى هيقول على الأسرار دى وياخد حاجة من حد هيتحبس ويتعاقب ومش هيروح المدرسة تانى وإحنا بنحب المدرسة علشان المدرسين بيحبونا ويجيبولنا أكل وحاجات حلوة».

وأضافت: «الدار أساسا مش على طول بتدينا مصروف والمشرفة بتدينا 5 جنيه فى الأسبوع، لكن مش دايماً علشان كتير بنتعاقب ومانخدش مصروف خالص».

وأكد عدد من التلميذات التابعات للدار، ما قالته هدير ومنال، لكنهن رفضن التصوير أو ذكر أسمائهن خوفا من العقاب فى الدار.

وقالت عبير النادى، مشرفة المكتبة، بمدرسة خالد بن الوليد: «بنات الدار معروفين فى المدرسة وكتير من المدرسين بيسألوا عليهن علشان نساعدهم، لأنهم متبهدلين وهدومهم مش نظيفة وبيكونوا جعانين ومحرومين من حاجات كتير وإحنا بنحاول نساعدهم ولما طلبنا المشرفات من الدار علشان نحذرهم من ضرب البنات وهددناهم بإبلاغ الشرطة فوجئنا أنهم بيهددونا بمنع البنات من المدرسة، وقالوا لنا من الآخر مالكوش دعوة، وهددتنى إحداهن بإبلاغ الشرطة ضدى وكل ده علشان فاكرين إن البنات مالهمشى حد يسأل عليهم، لكن إحنا مش هنسكت لأن البنات قالوا لنا كتير أوى عن اللى بيتعرضوا له فى الدار».

وأكد شريف مسعد محمد، الإخصائى الاجتماعى بمدرسة خالد بن الوليد، أن تعدى مشرفات دار الأيتام، على التلميذات، تم إثباته أكثر من مرة، وتم تحرير أكتر من محضر ضدهم.

وقال: «دى مش المرة الأولى اللى تظهر علامات الضرب على وجه وجسد التلميذات اليتيمات التابعات للدار، فللأسف لاحظنا ده كتير أوى وسجلناه عندنا والنهارده فوجئنا بالتلميذة هدير وشها وارم وعليه آثار ضرب مبرح وخدوش ولما استدعينا الإخصائية النفسية علشان نعاتبها على ضرب البنت فوجئنا أنها ضربت إحدى بنات الدار بالقلم فى المدرسة، فإذا كان ده بيحصل فى المدرسة فماذا يحدث فى الدار فى الخفاء».

وأضاف: «بنات الدار لديهن خوف وقلق طول الوقت وبييجوا يقولوا لنا إحنا جعانين لأنهم بيخرجوا من الدار من غير سندوتشات وبيعاقبوهم بمنع الأكل عنهم، ده غير الإهمال فى مظهرهن وكمان البنات قالوا لنا هناك بنات محبوسة فى الدار وممنوعة من المدرسة وتم قص شعرهن كعقاب، لكن لما سألنا المشرفات نفوا وقالوا البنات هىّ اللى بتقص شعر بعضهن، فحتى لو ده حقيقى إزاى يتركوا بنات فى السن ده ومعاهم آلات حادة فى السكن».

نسمة

وأكد علاء الدين عوض، مدير المدرسة، أنه تم تحرير مذكرة بالواقعة داخل المدرسة، ومناظرة لآثار الضرب والعض على التلميذات، وتم استدعاء المشرفات من الدار، إلا أنهن أنكرن ضربهن للفتيات، وبعد أن خرجوا من مكتبى ضربوا تلميذة على وجهها عقاباً على حديثها مع المدرسين.

وأضاف أنه تم إخطار الشؤون الاجتماعية لاتخاذ الإجراءات ضد الدار وحماية التلميذات.

وحرر حاتم إبراهيم أحمد عطية، مدرس دراسات اجتماعية، بمدرسة خالد بن الوليد، محضراً عن طريق نجدة الطفل ضد الدار، يتهمهن فيه بضرب اليتيمات ضرباً مبرحاً برقم 114693.

وأكد أنه سيتابع الإجراءات التى سيتم اتخاذها فى المحضر، مطالباً بتدخل الشؤون الاجتماعية للإفراج عن التلميذات المحبوسات بالدار.

«المصرى اليوم» أخطرت هناء عبدالعزيز، سكرتيرعام المحافظة، بواقعة ضرب الفتيات خوفاً عليهن من العقاب داخل الدار فأرسلت وائل أحمد عبدالعزيز، مدير إدارة الضمان الاجتماعى والإغاثة للمدرسة، لسماع أقوال التلميذات والمدرسين، وأكد أنها ليست المرة الأولى التى يثبت فيها للشؤون الاجتماعية وجود مخالفات فى جمعية النور والأمل، بحق البنات اليتيمات، وأنه سبق أن وضع تقريرا بحل مجلس إدارة الجمعية وللأسف لم ينفذ.

وانتقل للجمعية لفحص أعمالها وقرر تشكيل لجنة من الأسرة والطفولة لفحص أعمال الجمعية واستبعاد المشرفة المتهمة بالضرب من الإشراف على الفتيات.

وقدمت الدكتورة فاطمة كشك، رئيسة الجمعية، تقارير نفسية تؤكد علاج بعض فتيات الدار نفسياً وتعهدت باستبعاد المشرفة المتهمة بضرب الفتيات من الإشراف، تنفيذا لتوصية الشؤون الاجتماعية، ونفت وجود أى تعديات مبالغ فيها على الفتيات، وأكدت أنهن يلقين الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية المناسبة.