عزائى الوحيد من صديقى

نيوتن الثلاثاء 17-11-2015 22:03

سألت صديقى صلاح دياب، فى الأيام القليلة الماضية، سؤالاً واحداً، محدداً: هل تريدنى أن أكمل معك؟ بعد كل ما أصابك؟ بعد كل ما تعرضت له من ألم؟ اليوم تلقيت إجابته. وقد ظننت كثيراً أنه يتجنب الإجابة عن سؤالى. لأنه يوم أن دعانى لكتابة هذا العمود. حاولت جاهداً أن أشرح له وجهة نظرى. لم يستمع. أظن أن المعنى الذى أردته وصل إليه الآن. قلت له وأرجو أن يتذكر إن هذا العمود سوف يكون عبئاً كبيراً عليه. هماً ثقيلاً على كاهله. قبل أن يكون على كاهل الجريدة.

قبل 25 يناير دفعت يا صديقى الثمن باهظا. لماذا؟ لأنك أردت أن تصنع منبرا للتنوير لأبناء وطنك. احتملت الكثير. هددوا بغلقه. تماسكت. كان ستر ربنا كبيراً. الآن أنت تدفع ثمناً لن تقدر عليه. لا أتحدث عن المال. بل أتحدث عن أهلك. خصوصا ابنك النابه العزيز توفيق. وما جرى له. هذه ضريبة فادحة يا صلاح. لأنها الظلم بعينه. والظلم ظلمات. فهل بعد كل ذلك تريدنى أن أكمل معك؟ كان هذا هو سؤالى.

اليوم وصلتنى إجابتك على سؤالى الملح. تقول إن ما أصابك لم يكن بسببى. لأننى لم أتجاوز يوماً فى حق أحد. أسارع بالاعتذار إذا وقعت فى أى خطأ. وتؤكد أن هذا الموقف لن يتكرر مع أى شخص مرة أخرى. أو مع أى مستثمر.

أتمنى ذلك. لأنه ما كان يجب أن يقع من الأساس. فقد كان الصفعة القوية للاستثمار والمستثمرين. الذى نسعى إليه جميعا بكل جهد. كى نحقق لبلادنا الرخاء. ونرفع عن كاهلها الفقر. إجابتك هذه أصبحت عزائى الوحيد الآن. وأصبحت دافعاً لى. وذهب عنى الفتور الذى استولى علىّ خلال الأيام الماضية. وأشعر كأننى أبدأ من جديد. وأفتح معك صفحة جديدة.

ومع ذلك مازلت أحذرك، وأحذر نفسى كما حذرتك من قبل. لأن حماسك يقودك دائما. إخلاصك وحبك لوطنك يدفعانك للوقوع فى المشاكل. لا تريد أن ترى الواقع. شعورك بالتفاؤل زائد على الحد. والمشكلة أنك تنقل إلينا تفاؤلك، ونتأثر به أحيانا. اعتقدت أن مصر ستكون أفضل. قلت لك إن مصر لن تتغير بين يوم وليلة. هكذا حال الأمم. التغيير فيها يحتاج إلى وقت كاف.