«هيرالد تريبيون»: اقتصاد أهالى رفح يعتمد على أنفاق التهريب

الإثنين 02-02-2009 00:00

نشرت صحيفة «هيرالد تريبيون» تقريراً موسعاً عن الحياة فى مدينة رفح، قالت فيه إن اقتصاداتها المحلية تعتمد على العمل فى الأنفاق، ورصدت آراء مجموعة من المواطنين الذين لم يجدوا سبيلاً للحصول على وظيفة توفر لهم الدخل الكافى.

ونقلت الصحيفة عن مواطن يدعى محمد الشاعر قوله: «كل ما لدينا فى رفح هو الأنفاق الممتدة إلى غزة».

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من استمرار إسرائيل فى قصف غزة لتحطيم الأنفاق، فإن مواطنى رفح مستمرون فى تهريب السلع عبر الأنفاق قبل وبعد القصف، وذكرت أن رفح أصبحت شبيهة بالعاصمة العراقية بغداد بعد سنوات من العقوبات الاقتصادية.

ويبرر عايد السياح ـ مواطن ـ وجود الأنفاق، قائلاً: «إنهم فى غزة يحتاجون للطعام، كما هو الحال بالنسبة لنا، لذلك لدينا أنفاق».

ورصدت الصحيفة التواجد المكثف لقوات الأمن فى المدينة التى لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة، لافتة إلى أن وسط رفح يوحى بأنها مدينة محتلة.

وقال أحد المواطنين ـ رفض ذكر اسمه للصحيفة ـ: «كنا نتمنى عدم القيام بهذه الأمور إذا كان لدينا وظيفة أو مشروع نحصل منه على دخل».

وأضاف: «حصلت على درجة تعليمية فى التجارة، لكننى بدأت العمل فى الأنفاق مؤخراً، لأننى لا أملك شيئاً آخر للعيش».

وتابعت الصحيفة أنها عثرت على هذا المواطن مع ابن عمه ـ 19 سنة ـ ومهرب أيضاً فى سيارة مستوردة مليئة بالفواكه ويتقاسمون تدخين سيجارة واحدة.

وذكرت الصحيفة أن النفق يرتفع مترين أو 6 أقدام، ويبلغ عرضه متراً، ويصل عمقه إلى 20 متراً تحت سطح الأرض ومزود بالإضاءة والتهوية.

وناقشت الصحيفة مع هذين المواطنين كيفية العمل فى الأنفاق، فأكدا أن حفر الأنفاق بدأت فكرته الأساسية من غزة، قبل أن يوافق مواطنو رفح على العمل فيها أو الارتباط بشخص يعمل فيها،

وأشاروا إلى أن معظم العائلات تخشى حفر الأنفاق داخل منازلهم، لأنه حال عثور قوات الأمن على أحد هذه الأنفاق، فلا مجال للإنكار، وسيتم سجن كل أفراد الأسرة، وتابعوا: تتم تغطية مدخل النفق بشرائح من البلاستيك والرمل وعندما يرغب صاحب النفق فى غزة فى الحصول على شىء، فإنه يجرى اتصالاً، ثم نقوم بحفر المدخل لتهريب الطعام والملابس أو أى شىء يطلبه.

وقال أحدهم إن الأنفاق تتم فى إطار عائلى ولكن لا يعرف كل أفراد الأسرة فتحة النفق.