ولكن حتى فى عامه الثانى والسبعين الذى يبلغه حالياً، كان بإمكان بانكس أن يمنع مرور الكرة السهلة التى سددها الأمريكى «دامبسى» وأفلتها «جرين» لتتهادى بالحركة البطيئة وتعبر خط المرمى، اعتذر المعلق الألمانى عن "زلة اللسان" ولكن جرين لم يجد ما يمكن أن يعتذر به عن خطئه، لكن فى الحقيقة فإن الحراس الإنجليز يحتلون أربعة مراكز من أكبر (5 أخطاء) ارتكبها حراس المرمى فى تاريخ نهائيات كأس العالم.
مثل هذه الأخطاء الفادحة لا يمكن نسيانها مهما مرت السنوات، مثلا فإن الحارس البرازيلى «مواسير باربوسا» الذى توفى عن عمر (79 عاماً) ظل مطاردا بخطأ من هذا النوع حتى وفاته، حيث سمح لفريق أورجواى بتسجيل هدف الفوز ببطولة كأس العالم عام 1950 التى اقيمت بالبرازيل لأنه لم يغطى العارضة القريبة، وبعد هذه اللحظة ظل يعتبر شؤما على البرازيل إلى الدرجة التى تم فيها طرده من أحد معسكرات تدريب البرازيل عام (1993) وبعد خطأه بنحو (43 عاماً) بدعوى أنه يجلب الحظ السئ.
وقال الحارس الحزين بعدها "إن أقصى عقوبة فى القانون البرازيلى هى السجن 30 عاماً، أما أنا فأقضى عقوبة أكبر على خطأ لم أرتكبه".
أما «روبرت جرين» الحارس الإنجليزى الذى تلقى عقوبته الفورية بالاستبعاد فى المباريات التالية للفريق، فيبدو أن مشاكله لن تنتهى حيث قرر فريقه «وست هام» بالدورى الانجليزى استبداله بالحارس النيجيرى «فينسنت إينياما»، على الأقل قبل خطأ إينياما فى مباراة اليونان التى انتهت بفوز اليونانيين بهدفين مقابل هدف.
الحراس الإنجليز أصحاب مشاكل دائمة للدرجة التى جعلت المهاجم الشهير "آلان شيرر" يقول عنهم: "أعتقد أنه من المقامرة دائما أن تلعب بأى حارس مرمى إنجليزى"، وتبدو هذه المقولة صادقة بالعودة مثلا إلى بطولة 1950 التى خسر الإنجليز فيها مباراتهم أمام فريق من الهواة والطلبة الأمريكيين عندما عبرت تسديدة "جو جاتينس" الأمريكى حارس المرمى وقتها "بيرت ويليامز" لتكون واحدة من مفاجآت النهائيات على مدار التاريخ وتحتل هذه الكرة المركز الخامس فى قائمة الأخطاء التاريخية.
ورغم أن حراس المرمى الألمان لا يتميزون بأخطاء كثيرة، إلا أن اثنين منهم يظهران فى قائمة أسوأ (20 خطأ) من الحراس فى نهائيات كأس العالم رغم أن الإسمين كبيرين إلا أن أخطاء "تونى شوماخر" و"أوليفر كان" تسببا بأخطائهما فى هزيمة الألمان فى مباريات هامة بنهائيات كأس العالم، حيث انزلق "شوماخر" أمام تسديدة الارجنتينى "جوزيه براون" ليتقدم التانجو (1-0) فى المباراة النهائية عام (1986) وبعدها تنتهى المباراة بفوز الأرجنتين وحصولها على البطولة، أما "كان" فقد أفسد هجمة ريفالدو فى نهائى بطولة (2002) لكنه أعطى رونالدو فرصة التسجيل فى مرماه.
وإذا كان الخبراء قد وضعوا خطأ «جرين» كأسوأ أخطاء الحراس فى نهائيات كأس العالم، فإن المركز الثانى يحتله بجدارة الخطأ الفادح الذى ارتكبه الحارس الكولومبى "رينيه هيجيتا" الذى اشتهر بخروجه المبالغ فيه من مرماه وحركاته الأكروباتية، ولكن هوايته الغريبة تلك كلفته وفريقه غاليا فى بطولة (1990) عندما حاول مراوغة الأسد العجوز «روجيه ميلا» مهاجم الكاميرون الذى انتزع منه الكرة وسجل منها هدفاً للكاميرون.
الحارس الإنجليزى المخضرم "ديفيد سيمان" هو الأخرلم يكن فى الموقع الصحيح أثناء المواجهة مع البرازيل عام (2002)، ولذا باغته «رونالدينهو» بكرة لوب سددها من ضربة حرة سقطت خلفه ولم يفعل شيئا إلا مشاهدتها تسكن الشباك.
وأكملت البرازيل المسيرة فى نهائيات 2002 وعاد الفريق الإنجليزى إلى الوطن فى ثالث أسوأ الأخطاء، أما الإنجليزى "بيتر بونتى" فقد تسبب فى خروج الانجليز من بطولة 1970 رغم تقدم فريقه على ألمانيا بهدفين للا شئ، إلا أن تعامله السئ مع كرة فرانز بيكنباور سمحت للألمان بالعودة إلى المباراة والفوز فى الوقت الإضافى.
فى قائمة الأخطاء الغريبة يأتى خطأ "فوزى شاوشى" حارس المرمى الجزائرى، الذى فشل تماما فى التعامل مع تسديدة "روبرت كورين" الضعيفة لتتلقى شباكه هدف المباراة الوحيد من سلوفانيا ويتسبب الهدف بعدها فى خروج الجزائر من الدور الأول من البطولة الحالية، كما كلف شاوشى موقعه فى حراسة مرمى الفريق الجزائرى.
ويحتل حارس زائير "موامبا كازادى" مركزه فى القائمة حيث تلقت شباكه أربعة أهداف متتالية من يوغوسلافيا خلال (22 دقيقة) فقط وذلك فى بطولة (1974)، المثير أنه بعد استبدال الحارس تلقت شباك زائير خمسة أهداف أخرى ولكن فى بقية وقت المباراة، أما حارس السلفادور "لويس مورا" فقد حقق رقما قياسيا بتلقيه عشرة أهداف كاملة من المجر فى بطولة (1982).
الحارس الانجليزى "بيتر شيلتون" أخطأ فى مواجهة الضربة المباشرة التى أرسلها الألمانى أندرياس بريمه فى الدور قبل النهائى لبطولة 1990 وانتهت المباراة بفوز الألمان بضربات الجزاء، أما حارس بيرو "ريمون كيروجا" الذى تلقت شباكه ستة أهداف من الأرجنتين فى بطولة 1978 فقد حامت حوله الكثير من الشبهات بعد المباراة خاصة وأنه أرجنتينى المولد.
الحارس الأسبانى "زوبيزاريتا" أخطأ بوضوح فى إحدى الكرات ليمنح نيجيريا التقدم فى مباراتهما ببطولة 1998 وتنتهى المباراة بفوز نيجيريا 3-2 وتودع أسبانيا البطولة، أما الحارس الفرنسى "جويل باتس" فقد أفلت الكرة التى سددها بريمه الألمانى فى مباراة الدور قبل النهائى عام 1986 لتعبر ألمانيا إلى النهائى. أما الحارس الألمانى "باكى بونر" فقد مرر الكرة بنفسه إلى الهولندى "فيم يونك" فى بطولة 1994 الذى قبل الهدية شاكرا وسجل الهدف لتخرج أيرلندا من البطولة.
حارس تشيكوسلوفاكيا "ويليام شورجف" ارتكب خطأين فى مباراة النهائى ضد البرازيل عام 1962 ليسجلا هدفين وتحصل البرازيل على البطولة بالفوز 3-1، أما الحارس الغانى "ريتشارد كينجسون" فقد ارتدت من يديه تصويبة ضعيفة أرسلها لاعب استراليا ليلحق بها "برت هولمان" ويحقق التقدم لفريقه فى مباراة البطولة الحالية، أما "جويلا جروشيتش" حارس المجر فى عصرها الذهبى فقد تلقت شباكه هدفين من أخطاء ساذجة على يد فريق ويلز ليودع الفريق العظيم بطولة 1958 بأخطاء حارسه.