طالب العاملون فى القطاع السياحى بالأقصر وأسوان الحكومة بإنقاذ السياحة الثقافية فى المدينتين، فى ظل ردود الأفعال الواسعة حول حادث سقوط الطائرة الروسية، وآثار ذلك على السياحة بوجه عام فى المحافظتين.
وأكدوا أن السياحة فى جنوب مصر، وبالتحديد أسوان والأقصر، دخلت غرفة الإنعاش، وتعانى منذ 5 سنوات من أزمة طاحنة دون أن تعيرهم الحكومة اهتماما، مطالبين الرئيس بزيارة الأقصر وأسوان.
وقال عبدالناصر صابر، الخبير السياحى، النقيب السابق للمرشدين السياحيين بأسوان، إن جميع الحملات ووسائل الإعلام اتجهت صوب شرم الشيخ، لإنقاذ السياحة بالمدينة الآمنة، وهو ما لم يحدث بالمثل فى جنوب مصر، الذى يعانى منذ سنوات من أزمة طاحنة.
وأشار إلى أن الأسلوب المتبع فى هذه الحملات لا يُجدى لجذب السائح الأجنبى، فمثلها مثل كل الحملات فى الداخل، لأنها تتم بأسلوب (أنا حلوة أهو وزى الفل)، كما أنها لم تغادر حدود الوطن لتخاطب الخارج، لافتاً إلى أن السياحة ستعود سريعاً إلى شواطئ البحر الأحمر، لسبب بسيط هو الحجم الكبير للاستثمارات الأجنبية، ما يؤثر فى الاقتصاد السياحى الأوروبى بشكل خاص، وسيكون لهذه الشركات العملاقة دور فى الضغط على الدول المصدرة لعودة الحركة السياحية إلى طبيعتها فى أقرب وقت.
وأضاف أن السياحة الثقافية هى الأغلى ثمنا مقارنة بالسياحة الترفيهية، ودخل الدولة منها أكبر، حيث يدفع السائح الواحد حوالى 600 جنيه فى صعيد مصر وحده كرسوم دخول للمناطق الأثرية تذهب لخزينة الدولة.
وقال أحمد جمعة، أحد العاملين فى قطاع السياحة بأسوان، إن أسوان والأقصر يعيشان نكبة أضعاف شرم الشيخ من كساد سياحى، والأكثر دهشة أننا نجد حملات للترويج لقضاء المصريين إجازة نصف العام بشرم والغردقة، وكأن أهالى أسوان والأقصر ليسوا فى كارثة وكساد ووقف حال، مطالباً أعضاء البرلمان الجدد بتولى دفة الدفاع عن حقوقنا والمطالبة بالعدالة الجغرافية.
وأضاف أن أصحاب الفنادق وشركات السياحة فى أسوان والأقصر يتحملون فواتير كهرباء المنشآت السياحية ورواتب عشرات الموظفين منذ سنوات، ولم نتخل يوماً عن أحد أو يتم وقف راتبه طوال 5 سنوات عجاف.
وتابع: «لكن للصبر حدودا، وطفح الكيل، وإهمال الدولة لنا يضاعف إحساسنا بالظلم والقهر».
وقال أشرف مختار، عضو غرفة شركات السياحة بأسوان، إن هناك حالة من الاستياء، بسبب اهتمام الدولة بشرم الشيخ، فى الوقت ذاته الذى تناست فيه السياحة الثقافية بأسوان والأقصر منذ 5 سنوات، بعد أن اتجهت بجميع أجهزتها ومثقفيها وفنانيها إلى شرم الشيخ، وتجاهلت الكارثة التى تعرضت لها السياحة الثقافية فى أسوان والأقصر، لافتاً إلى أن نسبة الإشغالات فى الفنادق السياحية والعائمة الآن لا تتجاوز 8%، وهو أمر خطير، ولا توجد حتى الآن أى حجوزات فى الكريسماس ورأس السنة، ومؤكداً استعداد جميع العاملين بقطاع السياحة بأسوان للتعاون فى إعادة السياحة وتقديم التخفيضات اللازمة.
واقترح أدهم دهب، رئيس غرفة المحال السياحية، عضو جمعية رجال الأعمال بأسوان، حلولا سريعة للخروج من الأزمة الراهنة، بمنح إجازة نصف العام لمدة شهر على مرحلتين أسوة بالانتخابات البرلمانية، بحيث تكون لنصف محافظات الجمهورية فى الأسبوعين الأخيرين من يناير وللنصف الآخر من المحافظات فى أول أسبوعين من فبراير، وإعلان تخفيض للطيران الداخلى بنسبة 50% خلال هذه الفترة، وإعطاء تعليمات صريحة للبنوك بتقسيط الرحلات على فترة 6 شهور، بالتعاون مع الشركات والمؤسسات والنقابات، وعدم السماح بالسفر لأداء العمرة إلا مرة كل 5 سنوات أسوة بالحج.
وقال محمد على، صاحب بازار سياحى، إن العاملين فى قطاع السياحة بأسوان والأقصر «مذبوحون» منذ 5 سنوات، ولا يجدون مَن يدعمهم، لافتاً إلى أن السياحة فى الصعيد فى «غرفة الإنعاش» منذ يناير 2011، ولم تفق إلى الآن، فى الوقت الذى لم تتحمل فيه شرم الشيخ التراجع السياحى لأيام، ومطالباً بتسيير مسيرات للأقصر وأسوان أسوة بشرم الشيخ.