هل تعرف الوجه الحقيقى للإرهاب؟ إذا كنت لا تعرف، انظر إلى أشلاء الطفلة «حلا».. وإذا كنت لم تسمع بـ«حلا»، فهى الملاك الذى اغتالته قذيفة، أطلقتها يد الخونة فى العريش، عقب تنفيذ مذبحة بشرية راح ضحيتها ثمانية أبرياء، هل تريد دليلا آخر لتدرك أننا جميعا فى خندق واحد، وأن هذه الجماعات تستهدف مصر وشعبها.
و«حلا»، البالغة من العمر 9 أعوام، لم تكن يوما انقلابية، ولم تتزعم تظاهرة لعزل جماعات الإرهاب، هى ملاك برىء، الحياة بالنسبة لها مجرد ضحكة بريئة ولعبة صغيرة، وأب دفعت حياتها بدلا منه، «حلا» تناثرت أشلاؤها وسالت دماؤها لتكتب تفاصيل الجريمة الخسيسة، وتظل شاهدة على من قتلوها إلى يوم الدين.
ولم يكن والد الصغيرة يدرك أن نهاية زهرته ستكون فى هذا المشهد القاسى، هو وغيره ممن يعيشون على خط النار فى سيناء، يعلمون أن الإرهاب يستهدفهم جميعا، لكن لم يرد فى خياله أن الأطفال سيدفعون الثمن، لم تسعفه الصرخات، ولم تغثه الدموع، ولم يبق له إلا جمرات النيران التى تسكن بين ضلوعه لا يعلم إلا الله متى تخمد وتهدأ.
وثأر «حلا» ثأرنا جميعا، لأن الذين قتلوها يريدون أن يقتلونا جميعا، جندتهم جماعات الإرهاب، حولت رؤوسهم إلى غابات من الأشواك، خططت لهم أجهزة استخبارات ودعمتهم بكل المال والسلاح والعتاد، وأطلقت أبواق دعايتها بأن الصراع فى مصر مجرد خلاف سياسى.
وأما جريمة تصفية ثمانية أفراد من أسرة واحدة – التى سبقت اغتيال حلا – فهى واحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها سيناء منذ 30 يونيو، كان الضحايا فى بيوتهم آمنين– بعد منتصف الليل – فجأة تحطم باب مسكنهم، اقتحمه ملثمون، فتحوا نيران أسلحتهم السريعة فى اتجاه رؤوس وصدور الجميع، تحول المكان – الذى كان آمنا – إلى بركة من الدماء.
وقبل أن يفرغ القتلة من جريمتهم، أطلقوا التكبيرات وعبارات التهليل، وقبل أن يغادروا شاهدوا «حلا» ووالدها فى سيارتهما فاستهدفوهما بقذيفة، أى رب يكبرون له؟، وأى دين يعتنقون؟ إسلامنا الذى نعرفه يصون الدماء والأعراض، إسلامنا الذى نعرفه يدعو للحياة ويقدس الأمن ويلعن كل قاتل سفاح، إسلامنا الذى نعرفه برىء من أمثالكم إلى يوم الدين.
والذى لا تدركه عقولكم – التى تدار بالريموت – أن مصر لن تكون لأمثالكم، وأن مصر وشعبها باقون، وأمثالكم ستدوسه الأقدام، ستلفظه الأرض من بطنها، كما طردتكم من ظهرها، الذى لا تدركه عقولكم – التى تسكنها الشياطين – أن جرائمكم لن تخيفنا، وأننا جميعا «شعب وجيش وشرطة» مستمرون فى المعركة إلى النهاية، نهايتكم التى صارت على بعد أمتار.
■ رسالة:
لم تزل فرصة الاختيار الصحيح باقية، لم تزل عملية تأديب المال السياسى بين أيدينا، لم نزل قادرين على المشاركة الحقيقية وقول كلمتنا فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، لا تفوتوا كل ذلك.