لحظة هي الأغلى في حياة كل عاشق ومنتمٍ لفريق النادي الأهلي، ففي الوقت الذي سكن اليأس بنفوس الأهلاوية وتبخرت أحلامهم في إمكانية عودة فريقهم باللقب القاري من قلب تونس واهدائه لروح النجم الراحل محمد عبدالوهاب، يرفض محمد أبوتريكة أن تكون النهاية تعيسة على القافلة الحمراء، فيسدد بيسراه على غير المعتاد هدف حفر به تاريخ من ذهب له ولفريقه، وحصد به أصحاب الرداء الأحمر لقب رابطة دوري أبطال أفريقيا نسخة 2006 على حساب الصفاقسي التونسي.
ومع مرور 9 أعوام بالتمام والكمال على التتويج التاريخي للأهلي بملعب رادس على حساب الصفاقسي، يستعرض «المصري اليوم الرياضي» سيناريو تخيلي، بفشل أبوتريكة في هز شباك بطل تونس وارتطام قذيفته اليسارية بقائم مرمى المنافس، والنتائج التي تترتب على ذلك، من خلال التقرير التالي:
1 – أول تتويج للصفاقسي..والمصريون بوابة بطولات التوانسة
وقتها كان فريق الصفاقسي التونسي سيحصل على أول لقب له برابطة دوري أبطال أفريقيا، وأولى ألقاب تونس بالمسابقة عقب تغيير نظامها الحالي وتغيير مسماها، حيث كان الصفاقسي هو ثاني فريق يحقق اللقب للمرة الأولى في تاريخه على حساب نادٍ مصري، فسبق للترجي معانقة اللقب على حساب الزمالك في عام 1994.
2 – شمس الأهلي تغيب عن التألق في اليابان
حال فشل أبوتريكة في تسجيل هدفه القاتل في شباك الصفاقسي، لميتوقف وقتها الأمر عند حرمان الأهلي من اللقب فحسب، بل كان سيُحرم أنصار النادي من مشاهدة فريقهم وهو يحصد ميدالية تاريخية ببطولة العالم باليابان نسخة 2006، هي الميدالة البرونزية، حين عزف الأهلي سيمفونية رائعة ببلاد الشمس المشرقة وقدم مستوى رفيع المستوى انحنى له العالم احترامًا، في الوقت الذي كان فيه فريق الصفاقسي غير مؤهل فنيًا لمناطحة الكبار وتقديم أداءات مميزة ببطولة العالم للأندية.
3 – حسن مصطفى وبوجلبان «حبايب»
خروج نتيجة اللقاء بالتعادل السلبي وتتويج بطل تونس، كانت ستمنع حدوث واقعة اعتداء أنيس أبوجلبان قائد ونجم فريق الصفاقسي التونسي وقتها على حسن مصطفى نجم خط وسط الأهلي، حيث اعتدى الأول على الأخير بالضرب في الوجه عقب تسجيل تريكة الهدف، قبل أن يتزاملا بالقميص الأحمر بداية من يناير 2007.
4 – الزمالك صاحب الرقم القياسي
تتويج الصفاقسي بلقب رابطة دوري أبطال أفريقيا نسخة 2006 كان سيسمح باستمرار رقم الزمالك كأكثر أندية القارة حصدًا لبطولة رابطة دوري الأبطال تحت مسميها القديم والحديث برصيد 5 تتويجات مع استمرار الأهلي بجعبته 4 بطولات فقط، إلا أن يسارية أبوتريكة عادلت الكفة وتساوت معها الرؤوس، قبل أن يغرد الأحمر منفردًا في السنوات التي أعقبت هذا التتويج.
5 – العرجون «ممتاز» في ادارة الأهلي والنجم
سيطرة نادٍ واحد بعينه على جميع الألقاب لسنوات طويلة، واحتكاره لها لعدة نسخ متتالية، هو أمر يؤكد على فشل المنظومة الرياضية التي ينمي لها الفريق، وفشل من يديروها، وهو الخطر الذي استشعره عيسى حياتو، رئيس «كاف» بتتويج الأهلي بنسختي 2005 و2006 لرابطة دوري الأبطال، فإن افترضنا فشل أبوتريكة في منح الأهلي الأفضلية أمام الصفاقسي بنسخة 2006، وتتويج بطل تونس باللقب، كانت الأمور ستتغير كثيرًا بنهائي المسابقة نسخة 2007، ولكان الحكم المغربي عبدالرحيم العرجون منصفًا للحق مانحًا كل ذي حق حقه، غير قاسيًا على الأهلي في مواجهة النجم الساحلي، كما شاهدناه.
6 – غياب روح الدقائق الأخيرة عن الأهلي ومنتخبات مصر
نجاح فريق الصفاقسي وحارس مرماه في التصدي لهجمات الأهلي في الثواني الأخيرة من عمر مواجهاتهما برادس 2006، وحرمان تريكة من هز الشباك في الوقت القاتل، أمر كان سيترتب عليه غياب الثقة عن الفريق الأحمر وجماهيره في تسجيل الأهداف القاتلة في الثواني الأخيرة بشكل مستمر، فالإيمان الشديد من لاعبي الأهلي بإمكانهم غزو شباك المنافسين مع صافرة نهاية اللقاء والتمسك بالامل طالما المواجهة لم تنته بعد أمر تسبب فيه هدف أبوتريكة في شباك الصفاقسي، والدليل على ذلك شاهدنا أهداف لا حصر لها للأهلي ومنتخب مصر في الأوقات القاتلة عقب هدف تريكة.
7 – هدف متعب بالكونفيدرالية «أسطوري»
لا ينكر أحد أن هدف النجم عماد متعب بقميص الأهلي بشباك سيوي شبور الإيفواري بإياب نهائي مسابقة الكونفيدرالية نسخة 2014 هو أيضاً واحد من أغلى أهداف النادي على مر تاريخه الكروي، إلا أنه كاد أن يكون هو الأغلى على الإطلاق، حال اخفاق أبوتريكة في التسجيل بشباك الصفاقسي، وهو الهدف الذي تصدر المشهد في أذهان جماهير الكرة في مصر في السنوات الأخيرة، وحال أن يكون هدف متعب هو الهدف الأسطوري رقم «1» بتارخ النادي العريق.
8 – أبوتريكة وجوزيه بلا شعبية جارفة
يتمتع الثنائي محمد أبوتريكة ومانويل جوزيه بشعبية جارفة بين جماهير النادي الأهلي، خاصةً الأول الذي يحظى بعشق جماهيري بشتى البلدان العربية والأفريقية، حيث تتحدث انجازاتهما عنهما وتثير الصدى بكل مكان.
ولا يختلف إثنان على أن انجاز التتويج برابطة دوري أبطال أفريقيا 2006 زاد بقوة من شعبية أبوتريكة ومانويل جوزيه، حيث فتح التتويج غزو الأهلي للكرة العالمية وحصد برونزية العالم باليابان، ومن ثم زيادة صيته وكتابة تاريخ من ذهب بل من ماس.
فكان فشل أبوتريكة في هز شباك الصفاقسي في الوقت القاتل أمر يُقلل كثيراً من رصيده ورصيد مدربه لدى جماهير النادي الأهلي.
9 – تفضيل جماهير الأهلي الشوالي عن خليف
على الرغم من عشق قطاع كبير من جماهير الأهلي للمعلق التونسي عصام الشوالي، لاعترافه مرارًا وتكرارًا بمدى عراقة وعظمة الفريق الأحمر، إلا أنه يؤخذ عليه في بعض الأحيان الانحياز التام والواضح لأندية تونس عند مواجهة نظيرتها المصرية، فلا ينكر أحد أنه حق من حقوقه طالما هناك قناة صوتية خاصة لأنصار تونس تذيع هذه المواجهات، إلا أن المتعصبين في حب ناديهم يفضلون المعلق الذي يرضي جميع الأطراف ويكسب ود أنصار الفريق المنافس بذكاء، وهو التصرف الذي قام به رؤوف خليف نجم التعليق العربي والتونسي خلال مواجهة الأهلي والصفاقسي.
بكل حيادية صرخ خليف عند تسجيل أبوتريكة للهدف، ولم يبدو على صوته أي من ملامح الغضب أو الحزن المكتوم، فعشقته جماهير الأهلي منذ هذه اللحظة وبات مصدر تفاءل كبير لعشاق النادي الأحمر، فلو كان الصفاقسي حافظ على نظافة شباكه لكانت كفة عصام الشوالي هي الأرجح في قلوب عشاق الأحمر.
10 – ملعب رادس «وشه وحش»
من المرات القليلة التي تعد على أصابع اليد الواحدة أن يخسر فريق النادي الأهلي لقبًا قاريًا بمباراة نهائية، فلازال عشاق القلعة الحمراء لا يفضلون ملعب «كوماسي» بغانا على الرغم من تتويج الأهلي بأول لقب قاري في تاريخه على أرضية ميدانه، إلا أن فقدان اللقب في نسخة 1983 أمام أشانتي كوتوكو بخطأ تحكيمي فاضح، جعل أنصاره لا يفضلون سماع اسم هذا الملعب.
وقوف الحظ حائلًا دون تسجيل أبوتريكة هدفه القاتل في شباك الصفاقسي التونسي، أمر كان سيغير الكثير من مسألة التفاؤل الغير عادي الذي يدخل قلب كل أهلاوي عند معرفته بمواجهة يخوضها الأهلي على ملعب رادس، فلك أن تتخيل حصد الصفاقسي اللقب عقب هذا الأداء المميز لبطل مصر بنهائي نسخة 2006 كان سيجعل ملعب 7 نوفمبر برادس هو الملعب الأكثر كرهًا من جانب عشاق وأنصار «الشياطين الحُمر».