واصلت فرق الإنقاذ المصرية الروسية عمليات فحص حطام الطائرة الروسية المنكوبة، بمنطقة «المهشم» بمدينة الحسنة، بوسط سيناء، لليوم الثانى عشر على التوالى، عقب سقوطها بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بـ22 دقيقة، بوسط سيناء، ومصرع جميع ركابها وطاقمها وعددهم 224 شخصا معظمهم من السياح الروس.
وقالت المصادر الأمنية إن 48 خبيراً روسياً غادروا موقع حطام الطائرة خلال الأيام الماضية، بينما بقى 35 خبيراً روسياً آخرون، ما زالوا يواصلون عمليات فحص الحطام بدقة عن طريق الأجهزة والتقنيات الحديثة.
وأضافت المصادر أنه من المنتظر أن يغادر باقى الخبراء الروس موقع الطائرة الروسية المنكوبة بوسط سيناء، مطلع الأسبوع المقبل، فيما يجرى تجميع حطام الطائرة لنقله إلى القاهرة، بعد الانتهاء من عمليات الفحص.
على الجانب الآخر، قالت مصادر طبية بمديرية الصحة والسكان بشمال سيناء إن عمليات البحث عن أشلاء لضحايا الطائرة الروسية المنكوبة بوسط سيناء مستمرة، حيث تم توسيع دائرة البحث، ويجرى العثور على أجزاء صغيرة من أشلاء الضحايا يتم جمعها، تمهيداً لنقلها إلى القاهرة، فيما تتمركز سيارتى إسعاف بطاقم من المسعفين، بصورة يومية بموقع الحادث، ويتم تغيرهما بالتبادل، كل 24 ساعة، حتى يتم الانتهاء من عملية البحث بصورة نهائية.
فى سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية أن تصريحات السفير سامح شكرى، وزير الخارجية لشبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، حول موافقة مصر للمرة الأولى على مشاركة الولايات المتحدة فى تحقيقات سقوط الطائرة الروسية تم تفسيرها بشكل غير دقيق.
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى تصريحات صحفية أمس: «إن قواعد عمل لجنة التحقيق الفنية وفقاً للاتفاقيات الدولية المنظمة لعمل تلك اللجان، تسمح بالمشاركة فى التحقيق للدول التى قامت بتصنيع الطائرة أو محركاتها أو التى تم تسجيل الطائرة بها، بالإضافة إلى الدولة التى وقع بها الحادث والدول التى يحمل الضحايا جنسياتها».
وأوضح أبوزيد أن الجهات المصرية المعنية بالإشراف على التحقيق قامت بالفعل بإخطار تلك الجهات، ومن ضمنها مجلس سلامة النقل الأمريكى، باعتبار أن الشركة المصنعة لمحرك الطائرة شركة أمريكية، موضحا أن قواعد وإجراءات عمل اللجنة تسمح للدول المشاركة بضم مستشارين فنيين لدعم ممثليها المعتمدين لدى اللجنة.
وكان مسؤولون أمريكيون قد كشفوا لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، أمس، أن الولايات المتحدة تلقت رداً إيجابياً من القاهرة يسمح لعناصر أمريكية بالمشاركة فى التحقيقات التى تجريها القاهرة وموسكو، لمعرفة ملابسات سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، فى تطور هو الأول من نوعه بعد أيام من طلب واشنطن المشاركة فى التحقيق.
ونقلت «سى. إن. إن» عن مسؤولين فى المجلس الوطنى الأمريكى لأمن النقل أن المجلس تلقى إجابة شفهية من الجانب المصرى، تؤكد قبوله عرض المشاركة الأمريكية فى التحقيق. وذكر مصدر مطلع أن المجلس الأمريكى ما زال بانتظار معلومات أكثر دقة من الجانب المصرى لمعرفة مكان وزمان نقل المحركات الخاصة بالطائرة من أجل إخضاعها للفحص، وإرسال فريق من المحققين الأمريكيين للمشاركة فى التحقيقات. وذكرت الشبكة أن محركات الطائرة من صناعة أمريكية، ومن إنتاج شركة «برات أند ويتنى»، وسيضمن وصول المحققين الأمريكيين إلى حطام الطائرة فرصة تأكيد أو نفى الترجيحات الأمنية السابقة التى اعتمدت عليها أجهزة الأمن الأمريكية لافتراض وجود قنبلة على متن الرحلة.
وفى غضون ذلك، أعلن مدير ديوان الرئيس الروسى، سيرجى إيفانوف، أن قرار روسيا حظر جميع الرحلات الجوية إلى مصر سيستمر عدة شهور. وقال إيفانوف خلال زيارته إلى فنلندا إن من المستحيل على مصر أن تراجع أنظمتها الأمنية جذريا خلال فترة قصيرة. وطالب مصر بمراجعة نظامها الأمنى، ليس فقط فى مطار شرم الشيخ، بل فى جميع مطاراتها.
وعبر إيفانوف عن استحسانه لالتزام المخابرات الروسية الصمت حيال حادثة الطائرة المنكوبة فى سيناء. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن سيرجى إيفانوف، مدير ديوان الرئيس الروسى، قوله إنه «يستحسن التزام المخابرات الصمت، لأنه على المخابرات ألا تعلن ما لديها من معلومات، والتزام الصمت لا يعنى أن المخابرات لا تعرف شيئا». وذكر مدير الديوان الرئاسى أنه لم يتم كشف أسباب الحادث بعد، منوها إلى أن فرضية العمل الإرهابى تبقى واحدة من الفرضيات. وعبر إيفانوف عن شكوكه فى إمكانية اختتام التحقيق خلال 2015، مشيرا إلى أن تحديد مكان وقوع الانفجار لا يمكن إلا عندما ينتهى المحققون من فحص حطام الطائرة.