ماذا يحدث فى مصر ولماذا؟ هل يتحمل الوطن استمرار وضع الاقتصاد على سطح صفيح ساخن كما هو اليوم؟ لو حاولنا حصر الأزمات التى تتحملها الحكومة لصعب.. أزمة فى سوق الصرف الأجنبى، ولغز مقصود فى حادث الطائرة لإحاطة عنق السياحة المصرية بعدم قدرة مصر أمنياً فى مطاراتها.. وغرق أكثر من مدينة بسبب سقوط الأمطار.. قلق من المستثمرين ورجال الصناعة على مستقبل أعمالهم .. وكنت أفكر فى صديقى صلاح دياب وتفسير أزمته، ثم اكتشفت أن الموضوع ليس شخصا بعينه وإنما الأزمة الأكبر هى أن معظم الناس يلقون على الحكومة كل المشاكل بمنهج اذهبوا وقاتلوا أنتم ونحن علينا الشكوى.. يا ناس.. يا عالم.. ما ينفعش الكلام ده.
أزمات الوطن وحلها ليست مسؤولية رئيس أو حكومة أو أجهزة سيادية.. هى مسؤولية وطن.. والوطن ليس أرضه وسماه وآثاره ونيله وإنما أيضا شعبه.. وإذا لم يقم كل فرد بدور يقتضيه وجوده فلن يهبط من السماء من يحل له أزماته.. لو قام كل مواطن بدوره فى احترام قواعد المرور لخفت إلى حد كبير اختناقات المرور.. لو قام كل بدوره.. الطالب ومدرسته وجامعته، والمزارع وأرضه، والعامل ومصنعه، والإعلامى وواجب الأمانة والقيم سواء بالقلم أو أمام الميكروفون صوت وصورة.. والموظف وواجبه تجاه المواطنين، والفنان ورسالة الفن لبعث الأمل وتحفيز الشعب على زيادة العمل والإنتاج.. فين أغانى عبدالحليم وصلاح جاهين؟ هل اختفى الإبداع أم الإحساس؟
كلنا شركاء فى هذا الوطن، يجمعنا قيام كل منا بواجبه بدوره بمسؤولياته.. وبعد ذلك ستخف الأزمات، وتصبح الحياة بمبى بمبى بمبى.. الأمل صحة، واليأس مرض.