- لعل أصحاب الفنادق فى شرم الشيخ يكونون أكثر ليونة بعد الأحداث الأخيرة التى لحقت بالسياحة عندهم، على الأقل يستجيبون للمصريين الراغبين فى غرف تطل على خليج نعمة ولا داعى فى أن تتحجج بأنها محجوزة مسبقا.. الذى أعرفه أن المصرى يستسلم لأسعار فنادق شرم الشيخ، بدليل أنه يدفع فى ليلة المبيت ضعف ما يدفعه الأجنبى، هذا إلى جانب أن معظم الفنادق تقدم للأجنبى إقامة كاملة تشمل وجبتين فى اليوم مع المشروبات بالمجان، وللأسف لا يحصل المصرى على هذه المعاملة، الوجبة الوحيدة التى يحصل عليها المصرى بجانب الإقامة هى وجبة الإفطار.
أذكر أننى كنت أقيم فى أحد فنادق الدرجة الأولى فى شرم الشيخ ودخلت صالة الطعام بالغلط فوجدت نفسى مضطرا لتناول الغداء، وفى النهاية قمت بالتوقيع على فاتورة قيمتها ٥٠٠ جنيه عن وجبة واحدة لشخص واحد، وقد كانت المرة الأولى والأخيرة لأننى فى السفر لا أفضل تناول الطعام بالفنادق بسبب الأسعار المبالغ فيها.. بينما الأجنبى الذى كان يجاورنى على نفس الطاولة لم يدفع شيئا، بل كانت أسرته تقوم إلى البوفيه من وقت لآخر وهى تقوم بتعبئة حقيبة بالأطعمة.. فهمت أنهم يحصلون على طعام العشاء مجانا ولم يجرؤ أحد السفرجية أن يرد أحدا عن البوفيه.. يعنى كانوا عايشين ببلاش.. والمصرى وحده هو الذى يحاسب حساب الملكين.. من هنا يفضّل عدد كبير من المصريين قضاء عطلاتهم خارج مصر لأن التكلفة أوفر من تكلفة الإقامة فى شرم الشيخ.
- أقول هذا الكلام بمناسبة المبادرة التى أطلقتها زميلتى وفاء الغزالى، مديرة تحرير أخبار اليوم، على صفحات التواصل الاجتماعى «تعالوا نحب مصر»، وطالبت فيها المصريين بأن يديروا ظهورهم للعروض المغرية التى تعرضها عليهم شركات السياحة المصرية بغرض تنشيط السياحة الخارجية وكانت قد أطلقت هذه المبادرة فى أعقاب الأحداث التى لحقت بشرم الشيخ جراء حادث الطائرة الروسية.. وإذا كنا فعلا نحب مصر علينا أن نقاطع هذه العروض المغرية ونقضى إجازة أعياد الميلاد ورأس السنة فى شرم الشيخ.. من بين العروض المغرية التى طرحتها شركات السياحة عندنا إقامة خمس ليالى فى بيروت بثلاثة آلاف جنيه تشمل تذكرة الطائرة والإقامة فى أحد الفنادق، هذا بخلاف عروض أخرى تشمل الرحلات إلى برشلونة وباريس ولندن، أنا شخصيا لا أعرف لماذا تمنحهم مصر للطيران خصما كبيرا فى حين أننا لم نشهد هذا الخصم على الرحلات الداخلية لتشجيع السفر إلى شرم الشيخ أو الغردقة أو الأقصر وأسوان حتى ولو من باب التشجيع.. المهم أن يعى أصحاب الفنادق فى شرم الشيخ هذا الموقف ويقوموا بتقديم عروض مغرية تشمل الإقامة الكاملة، المهم أن تمتد هذه العروض إلى منح الأسعار التى كانت تمنح للسائح الأجنبى.. من المؤكد أن شيئاً من هذا لن يحدث.. لأنهم فى شرم الشيخ يبيعون الغرف لشركات السياحة الأجنبية طوال الموسم، وتظل هذه الغرف شاغرة أو مشغولة والقيمة مدفوعة مقدما.. لكن الذى يؤسف له أنهم فى الخارج يدفعون لنا ملاليم مقابل هذه الغرف، ولا يستطيع الفندق أن يبيع الغرف الشاغرة طبقا للعقود المجحفة.
- السؤال هنا: ماذا يريد أصحاب الفنادق فى شرم الشيخ من المصريين الذين عدلوا عن قضاء إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة فى الخارج وقرروا قضاءها عندهم فى شرم الشيخ على اعتبار أنها الأحق بالسياحة فى هذه الفترة، لتكون رسالة إلى العالم أن فنادق شرم الشيخ لم تتأثر بل ستبقى مفتوحة بأبنائها المصريين، لكن الخوف من أن تتفق هذه الفنادق على ذبح المصريين فى الأسعار.. مع أنها فرصة للتصالح معهم فى محاولة لاجتذابهم إليها.
- أقسم لكم ليس هناك أجمل من فنادقنا فى شرم الشيخ، فهى تتمتع بالأبهة والفخامة والحياة عن الفنادق فى الخارج التى تصيب الواحد منا بالاكتئاب، لذلك أقول: اقضوا إجازاتكم فى شرم الشيخ، كونوا سندا لها، انشروا الحب فى شوارعها والحياة على شواطئها حتى يعرف العالم عظمة المصريين، نحن ننتصر فى الظروف الصعبة ولا نعرف شيئاً اسمه المستحيل.. عمار يا مصر.