قدم الدكتور أحمد يوسف، عضو المجمع العلمى، 15 كتابا عن العلاقات المصرية- الفرنسية، عبّر خلالها عن 30 عاما عاشها في فرنسا. وقال يوسف، في حواره لـ«المصرى اليوم»: «إن العلاقات المصرية- الفرنسية شهدت مؤخرا تطورا تاريخيا، إلا أن علاقة المسلمين مع الفرنسيين داخل فرنسا سيئة جدا،، وإلى نص الحوار:
■ بماذا تصف العلاقة بين مصر وفرنسا؟
- ممتازة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لكن أهم ما بها أنها تحمل في طياتها أحلاما مصرية وفرنسية كبيرة، لأنها علاقة قديمة.
■ هل تقتصر العلاقات بين الشعبين على السياسة والتاريخ؟
- لا، هناك علاقات علمية قوية، وبالنسبة للجانب السياسى بين الجانبين فشهد فتورا خلال حكم جماعة الإخوان وبداية رئاسة عبدالفتاح السيسى، لكن هذا الفتور لم يدم طويلا، لأنهم اكتشفوا أهمية أن تكون مصر قوية ومستقرة وأن تعود للعب دور محورى في القضية الفلسطينية، ومشروع الشرق الأوسط، وفى التوازن بين شرق وغرب العالم العربى.
■ هل تؤثر علاقة القاهرة مع موسكو وواشنطن على العلاقات المصرية- الفرنسية؟
- تعدد التحالفات من أهم الخيارات الجيدة التي اتبعها السيسى في السياسات الخارجية، فنحن حلفاء مع فرنسا في ملف، ومختلفون معها في آخر.
■ ماذا عن أوضاع المصريين في فرنسا؟
- سيئة جدا جدا، وفرنسا بها تيار عنصرى متزايد ضد تواجد المهاجرين، والعمليات الإرهابية الأخيرة التي تمت ضد مجلة «شارلى إبدو» أصابت مصالح المسلمين والعرب هناك في مقتل، ولايزال المهاجرون يعانون من آثارها حتى الآن، إضافة لحالة التربص التي يعانى منها المسلمون، ويكفى أنه بمجرد دخول رجل عربى مكانا يحدث قلق حوله، ولو كان في يده حقيبة يتصاعد الارتباك، وقد يبلغ صاحب المكان الشرطة عنه.
■ إذا كانت العلاقات المجتمعية وصلت لهذا السوء فكيف يمكن لنظيرتها الاقتصادية والسياسية أن تكون جيدة؟
- لأن هناك رؤية مزدوجة للتعامل، فالعلاقة مع العالم العربى شىء، ومع العرب داخل فرنسا شىء آخر، فعرب الخارج مرحب بهم جدا، يأتون لقضاء إجازاتهم أو عمل استثمارات، بعكس نظرائهم بالداخل، وهو تناقض فرضته الظروف على الشعب الفرنسى، وهو غير عنصرى، ومحب للحضارة العربية.
■ كيف ترى اهتمام الغرب بالكتب مقارنة بالمصريين، وما توصيفك للحالة الثقافية التي نعيشها في مصر؟
- سأقدم مثالا يلخص ما أريد قوله، أنا أقوم حاليا بتأليف كتاب «الأوامر العسكرية لبونابرت»، ويضم كل الأوامر العسكرية التي وقعها بونابرت في مصر، وعددها 4 آلاف أمر، خلال عام ونصف العام قضاها في مصر، وذلك بتكليف من المجمع العلمى، وسيصدر الكتاب في جزءين، ولايزال في دائرة النشر المصرية، في الوقت الذي انتهى فيه الناشر الفرنسى من طباعة «هوامش الكتاب» ليتم إصداره في موسم الصيف المقبل، لأن في فرنسا هناك مواسم للقراءة، مقترن بإجازة الصيف ورأس السنة وأعياد الربيع.
■ ماذا عن مشروع متحف قناة السويس؟
- منذ عامين قام الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بتعيينى منسقا عاما لمشروع المتحف الدولى لقناة السويس، وجاءت لجنة فرنسية لكتابة تقرير وإجراء بحث هندسى على مدار عام، إلا أن مشروع المتحف توقف بسبب الانشغال بقناة السويس الجديدة، ومؤخرا طالبنى «مميش»، عبر اتصال تليفونى، ببدء العمل في المشروع بالتعاون بين مصر وفرنسا، ومن المقرر أن يضم كل مقتنيات حفر القناة وتاريخها الذي لا يعرفه أحد، من خلال اليوميات الخاصة بالحفر الموجودة بفرنسا.