الطائرات لا تسقط فى ملاعب الكرة

ياسر أيوب الإثنين 09-11-2015 21:30

فوجئت بكم التعليقات وردود الأفعال المرحبة والمؤيدة لما دعوت إليه هنا بالأمس بشأن التفكير فى مباراة دولية ودية لكرة القدم تجمع بين المنتخبين المصرى والروسى فى استاد شرم الشيخ.. ومازلت مقتنعاً بأهمية هذه المباراة فى حال إقامتها هناك فى شرم الشيخ التى انطلقت منها الطائرة الروسية التى سقطت بركابها فوق رمال سيناء.. وأن يجرى تخصيص إيرادات هذه المباراة سواء مقابل البث التليفزيونى أو تذاكر الدخول لمصلحة ضحايا الطائرة الروسية.. ولأننى أعرف أنه ليس من السهل ترتيب مثل هذه المباريات الودية وفقا لارتباطات المنتخب الروسى الذى تأهل مؤخرا لنهائيات أمم أوروبا العام المقبل فى فرنسا وأيضا المنتخب المصرى الذى لايزال يواصل مشوار تصفيات المونديال الذى سيقام بعد ثلاثة أعوام فى روسيا.. أقترح ألا يقتصر الأمر على مجرد دعوة فى خطاب رسمى يرسله اتحادنا لكرة القدم إلى الاتحاد الروسى.. بل أتمنى أن تكون هذه الدعوة ضمن خطاب يرسله الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على أن يتولى الاتحادان المصرى والروسى تنسيق الموعد المناسب لإقامة هذه المباراة فى موعد يناسب المنتخبين معا..

وأن يقوم الدكتور محمد البدرى، السفير المصرى فى موسكو، بتوجيه الدعوة الرسمية لأهالى وأسر ضحايا الطائرة للقدوم إلى شرم الشيخ وحضور هذه المباراة ضيوفا على مصر.. وأن يقوم ناصر كامل، السفير المصرى فى لندن، بالاتصال المباشر بالاتحاد الإنجليزى لكرة القدم لاختيار طاقم حكام إنجليزى لإدارة هذه المباراة الودية.. فالأنسب أن يدير هذه المباراة طاقم حكام إنجليزى بالتحديد وليس حكاماً يحملون أى جنسية أخرى.. وأنا أظن أن إقامة هذه المباراة فى شرم الشيخ سيكون لها كثير من النتائج الإيجابية الحقيقية على الأرض.. فعلى المستوى السياسى مجرد الإعلان عن مبادرة الرئيسين المصرى والروسى لإقامة مثل هذه المباراة سيتحول إلى رسالة لها قيمتها بأن الأشواك والصخور لم تتساقط على الطريق الواصل بين موسكو والقاهرة.. وأنه لا قطيعة محتملة أو جفاء بدأ يسرى بين الرئيسين والعاصمتين والبلدين.. وعلى المستوى الإعلامى أتمنى أن يقرر عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إهداء هذه المباراة لكل القنوات الروسية مجانا ولأى قناة أوروبية تريدها أو تريد حتى بضع لقطات منها.. وأيضا أن يقرر خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، دعوة عدد من الصحفيين الروس والإنجليز لمتابعة هذه المباراة فى شرم الشيخ، حيث لا يعنينى أن تمتلئ مقصورة الإعلام فى استاد شرم الشيخ بصحفيين مصريين مثلى لنكتب بعدها عن المباراة وجمالها وضرورتها ونشكر الرئيس والوزير والأمن وكل المسؤولين وكأننا لا نخاطب إلا أنفسنا كما نقوم بذلك طول الوقت.. ثم نجلس بعدها على أرصفة أيامنا نبكى بحسرة ونشكو عالما لا يسمعنا أو يفهمنا ولا يكف عن كراهيتنا والتآمر علينا وضدنا.. وستكون هذه المباراة بهذا الشكل وهذا الفكر فى شرم الشيخ أهم وأجدى وأعمق من أى مبادرات محلية أو أى صراخ داخلى.. فالطائرات التى تسقط فى أى مكان فى العالم لم نرها أبدا تسقط من قبل فى أى ملعب كرة.