صور صلاح دياب ..هل أعجبتكم؟

مي عزام الأحد 08-11-2015 23:43

الصور التي تم نشرها وتداولها على المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي للمهندس صلاح دياب وابنه المهندس توفيق وكلاهما مكبل اليد بالأصفاد وصور أخرى لهما داخل سيارة الترحيلات استحوذت على اهتمام الشارع المصرى اليوم ،شغلتنا الصورعن موضوع الساعة، نسينا الطائرة الروسية ومايحدث في شرم الشيخ وتحليلات الصحف الغربية والتحقيقات، وتحولنا لمتابعين للصور والتعليقات وكانت الموضوع المطروح في برامج التوك شو المسائية .

بصراحة الصور صدمتنى، كما صدمت غيرى، الصورتم التقاطها بمعرفة الشرطة فلقد تم القبض على صلاح دياب ونجله في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد)، وبالتأكيد لم يكن هناك صحفى متخفى أو ولد من أولاد الجيران بيصور من فوق السطح بالموبايل، الداخلية صاحبة الفكرة والمنفذة، تعبت نفسها في البحث عن مصور محترف في هذه الساعة المبكرة ولكن كله يهون علشان الصورة تتطلع كده.

الداخلية لا تخطر الصحافة بلحظات القبض على المتهمين إلا في حالات قادة الإخوان المسلمين الذين يتم تصويرهم مقبوض عليهم، فلماذا فعلت الشرطة ذلك مع أشخاص ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بأى تيار دينى وليس إخوانى فقط؟ هل وزراة الداخلية تقدم دليل على اجتهادها، فبعد ان نجحت في المواد المقررة فكرت في تحسين المجموع بمواد المستوى الرفيع، تحضر مصور وُتكلف نفسها لتثبت للشعب أنها قادرة على القبض على المتهمين ولوكانوا في قصور مشيدة مثل آل دياب ؟؟؟.

آخر صورة من هذه النوعية المنتجة خصيصا للإعلام، كانت لوزير الزراعة المستقيل صلاح هلال الذي ثبتت عليه تهمة الرشوة والفساد، وتم تصويره ونشر لحظة القبض عليه في ميدان التحريروحوله ضباط الرقابة الإدارية، وكانت الصورة رسالة موجهة لكل وزير قد يلعب بذيله مستقبلا....الجرسة والفضيحة العلنية ستكون من نصيبك وليس بعيد أن تسير في شوارع المحروسة راكبا حمارا بالمقلوب، لكن على ما اتذكر أن الإعلامى المزيف «محمد فوده» وسيط الصفقة ورجل الأعمال الراشى «أيمن جميل» ومدير مكتب الوزير ومهندس العملية «محى الدين محمد» لم تنشر لأى منهم صور للحظة القبض عليهم ولكن تم القبض عليهم «ُ سُكيتى»، ماحدث مع وزير الزراعة السابق يتكرر مع صلاح دياب ولكن بصورة أكثر تطرفا، والسؤال :لماذا إهانة صلاح دياب بهذه الصورة دون باقى الأشخاص الذين تم التحفظ على اموالهم معه عن نفس القضية، أم أن هناك جرم خفى ارتكبه صلاح دياب ولا نعرفه ولم يتم الكشف عنه للرأى العام؟ وإن كان الأمر كذلك فلماذا لا يعلن عنه.

صلاح دياب متهم، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، هكذا يجب أن يعامل.

ربما يسأل قارئ :«لماذا كل هذه الضجة حول صلاح دياب وصوره، هو على راسه ريشة أم لأنه صاحب المصرى اليوم التي اكتب فيها؟»، وربما يذكرنى القارىء الكريم ان ما يحدث ليس بالجديد على الداخلية، الضباط معتادون على ضرب المتهمين على قفاهم في أقسام الشرطة، وحوادث موت المتهمين والمعتقلين في الأقسام تكررت وتشهد على أسلوب الداخلية الغشيم وعصاها الغليظة، إجابتى بسيطة وصريحة وهي أن: صلاح دياب شخصية عامة، مثله مثل نجوم الثقافة والفن والإعلام والسياسة.. وغيرهم وهؤلاء أفعالهم وأخبارهم لها تأثير على المجتمع، ولا علاقة لذلك بأن صلاح دياب شخص فوق القانون .

أنا لا أفهم كثيرا في القانون ولا طرق التقاضى ولم ادخل يوما محكمة إلا للمعارضة في مخالفات المرورو كان يوم أقسمت بعده ان ادفع المخالفات صاغرة، لكنى أتابع ما يحدث حولى، وان كان الأمر هو محاربة الفساد كما قال إعلامى الزغاريد أحمد موسى، فما علاقة حق الدولة وقضية الفساد بالصور المنشورة، أفهم أن تلتقط الشرطة صور للمتهمين في اوضاع تثبت عليهم التهمة، مثلا تصوير صلاح دياب وهو يمسك بيده السلاح الغير مرخص المتهم بحيازته أوفى حاله تلبس وهو يقدم رشوة، لكن الصور المتداولة لم تقدم دليل اتهام ولكنها قدمت دليل جديد على سوء تصرف وتقديرالداخلية، وان الأمر ليس مجرد ضبط واحضار ولكنها رسالة sms يقرأها كل منا بطريقته الخاصة.

وللأسف الخاسر الأول والأخير هو النظام الذي أصبحنا لا نفهم رسائله الغامضة.

ektebly@hotmail.com