كان الخوف يملأ كل بيت. كل مَن تسول له نفسه كان يحمل سلاحا. الشوارع الرئيسية شبه مغلقة بالحوائط الخرسانية. الكهرباء كانت تنقطع بشكل كان ينغص على الناس حياتهم. ويعطل أشغالهم. البنزين لم يكن متوفرا. كانت الطوابير فى محطات التموين لا تنتهى. كل تلك الصور كانت تحيط بنا قبل 17 شهرا. الآن اختفت تماما. لم يعد لها وجود. ليس ذلك فحسب. بل كنا مهمشين كدولة. علاقاتنا الخارجية كانت فى وضع سيئ. كنا فى شبه عزلة. الرئيس بذل جهودا كبيرة لكسر هذه العزلة. انفتح على كل الدول شرقا وغربا. يسعى بكل جهد لجذب المستثمرين. اتخذ مواقف شجاعة. رد بقوة على ذبح عمال مصريين بسطاء فى ليبيا. بضربة جوية حاسمة. لم يكتف. خطا خطوات للأمام. أعاد الثقة للعامل المصرى والمهندس المصرى. بحفر قناة السويس. بدقة وإنجاز فى موعد محدد. حالفنا الحظ باكتشاف حقل الغاز فى البحر المتوسط. اكتشاف مهول يحتوى على أكثر من 30 تريليون قدم مكعب من الغاز. كل ما سبق من حصاد 17 شهرا. التى تولى فيها السيسى الحكم. لا أحد يستطيع أن ينكر عليه كل ذلك، وغيرها من الإيجابيات التى نشعر بها ونلمسها فى حياتنا كمواطنين. فضلاً عما سبق. أنجز الخطوة الثالثة فى خريطة الطريق. الانتخابات البرلمانية.
لم يتخذ إجراءات تعسفية ضد أحد. سواء الإعلاميين الذين اشتكاهم للشعب. أو المستثمرين الذين حرض البعض الرئيس ضدهم. لكن طموحنا فى بلادنا لا يقل عن طموح السيسى لها. طموحنا فى المستقبل يوازى طموح الرئيس. ويضاهيه. ولن أقول زيادة.
■ ■ ■
فى السياسة كما فى الحياة لا تجوز الأحكام القطعية. لا تصح الأحكام على طريقة الأبيض والأسود. الأخطاء البشرية واردة. بل تحدث بكل تأكيد. تصويب هذه الأخطاء ضرورة.
المثل المصرى الشهير يقول إيد لوحدها لن تصفق. والرئيس وحده يفعل الكثير. لكن لن يصفق. لن نكون مثل اليابان على سبيل المثال. لن نكون مثلها فى الصحة. فى التعليم. فى المواصلات. فى درجة الرفاهية. فى حجم الإنتاج. فى أشياء كثيرة أخرى. سنكون مثلها. إذا آمن الرئيس بأن لكل مصرى دوراً يجب أن يؤديه. لا يجب أن يقوم هو بأدوارنا جميعا. هذا عبء ثقيل عليه. وظلم لنا.