في العام 64 ميلاديا اشتعلت العاصمة الإيطالية روما على يد إمبراطورها نيرون واحترقت عديد من أحياء المدينة العريقة، أما في عصرنا هذا، فكل عام تشتعل العاصمة مرتين ولكن كرويا.
أما جمهور الجيالوروسي الذين يمثلون الطبقة العاملة، أو جمهور البيانكوسيليستي، المثير للجدل بتوجهاته اليمينية، والمحسوب على علية القوم في إيطاليا، إنه «ديربي العاصمة» يا سادة، فهل يكون محمد صلاح ورفقاؤه هم من يشعلون العاصمة هذه المرة، أما لكاندريفا ورفقاؤه رأي آخر؟
ذئاب روما يدخلون اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد الفوز على ليفركوزن في دوري الأبطال وإحياء الآمال في العبور للدور الثاني، وإن كان الفريق قدم أداء متباين ما بين شوط أول ناري اكستح فيه ضيفه وكاد يسجل ثلاثية أو أكثر، وشوط ثان استقبل فيه هدفين في أول خمس دقائق، وكاد يضيع فوز كان في المتناول بسبب أخطاء دفاعية ساذجة ومتكررة.
الخبر السار لرو دي جارسيا هو استفاقة دجيكو، الدولي البوسني سجل أخيرا بعد غياب طويل منذ لقاء اليوفينتوس في سبتمبر، ما يكمل تألق ثلاثي الهجوم، الإيفواري جيرفينيو لا يزال مؤثرا وفعال بشكل كبير، والأبرز هو محمد صلاح الذي توج نفسه بطلا بأدائه امام ليفيركوزن بهدف «أسيست» وحصوله على ضربة جزاء، ما جعل الصحف الإيطالية وكبار الأسماء في إيطاليا مثل ليبي تنصب المصري نجما أول للجيالوروسي، وإن كان جمهور روما لن يكون رحيما بالمصري إذا أضاع العديد من الفرص كما فعل أمام الإنتر أو ليفيركوزن.
روما يعاني من نقص كبير على صعيد الظهير الأيمن، فما يكون وفلوريزنزي كلاهما أصيبا في ليلة الأبطال وتدربا بعيدا عن المجموعة طوال الأسبوع، ما يعني مشاركة اليوناني توروسيديس، أما على صعيد الوسط، فالعقل المفكر بيانيتش غائب بعد طرده أمام إنتر، السبت، أيضا دي روسي مشاركته محل شك بعد إصابته هو الآخر أمام ليفيركوزن، ولكن سيدو كايتا عاد من الإصابة وقد يبدأ في مكانه، وإن كان في الأمر مغامرة لعدم اكتمال لياقة المالي، ولكن نقص الحلول يضع جارسيا في ورطة كبيرة.
التشكيل المتوقع: تشيزني- توروسيديس- مانولاس- روديجر- ديني-ناينجولان- كايتا-فلورينزي- جيرفينيو- صلاح- دجيكو.
ماذا عن لاتسيو؟ فريق المدرب بيولي يمر بموسم متقلب، الفريق يؤدي بشكل مقبول في «اليوروبا ليج»، ولكن على الصعيد المحلي يعاني، فهو خسر آخر لقاءان أمام الميلان وأتالانتا، ودفاعه يعاني بشكل كبير في غياب الدولي الهولندي دي فريي، الذي تأكد غيابه لستة أشهر بعد إجراءه عملية جراحية في ركبته، أيضا عديد من الأسماء البارزة بالفريق لم تقدم المستوي المبهر الذي قدموه الموسم الفائت، والذي أهلهم لمقعد في تصفيات دوري الأبطال، فكاندريفا بعيد عن مستواه، كذلك البرازيلي فيليبي أنديرسون لم يظهر الوجه الذي جعل قيمته تقترب من الخمسين مليون يورو حتى الآن، كلها أمور قد تدفع بيولي لإجراء تغييرات جذرية قبيل اللقاء لأنه يعلم أن خسارة ثالثة على التوالي، وفي الديربي بالذات قد تطيح به.
آخر الأنباء تشير بأن الصربي ديوردوفيتش الذي سجل أوروبيا قد يبدأ على حساب كلا من كلوزة وماتري، أما على صعيد خط الوسط، فالدولي الإيطالي بارولو متاح مرة أخرى بعد تعافيه من الإصابة وستكون هناك مفاضلة ما بينه وبين النيجيري أونازي أو البوسني لوليتش، كما أن بيولي يفكر في الدفع برادو في الدفاع على اليسار مع تقديم لوليتش إلى أمام في ثلاثي وسط بدلا من ثنائي، ما يعني عدم بدأ الصربي ميلينكوفيتش- سافيتش.
التشكيل المتوقع: ماركيتي- باستا- ماوريسيو- جينتيليتي- رادو-بيجليا- لوليتش- أونازي- كاندريفا- ديورديفيتش- فيليبي انديرسون.
آخر ديربي جمع الفريقين كان في مايو الماضي عندما فاز روما بهدفان لهدف بهدف الفرنسي مبيوا في الدقائق الأخيرة ليحسم موقعة المركز الثاني، أمام آخر فوز للنسور فيعود إلى نهائي الكوبا 2013 بهدف لوليتش.
اللقاء سيلعب ظهرا كما جرت العادة في السنوات الأخيرة للدواعي الأمنية، لتجنب الاشتباكات ما بين الجماهير وإن كان حضور الكورفا الخاصة بكلا الفريقين محط شك حتى الآن بعد غيابهما في اللقاءات الأخيرة كلا لأسبابه الخاصة، كورفا روما احتجاجا على سياسات الأمن الإيطالي في تأمين الأليمبيكو، أما كورفا لاتسيو فهي احتجاجا على سياسات رئيسه لوتيتو في إدارة الفريق.