ديربي الرور.. قصة هتلر وحجب رقم «4» و«أم الديربيات»

كتب: عمر ناصف السبت 07-11-2015 18:27

يعتبر ديربي الشمال الألماني بين كبير مدينة جيرلسكيرشن، شالكه، وكبير مدينة دورتموند، بروسيا دورتموند، اللذان يفصل بينهما نهر الرور- واحدا من أقوى الديربيات في العالم بسبب القاعدة الجماهيرية الكبيرة للناديين وقربهما من بعضهما البعض حيث يفصل بينهم فقط 15 كيلو متر فقط.

وتشير بعض المصادر أن سبب العداوة هو كرة هتلر الزعيم النازي وإعدامه لبعض من العاملين بنادي دورتموند وعزل رئيسه خلال فترة حكمه بعد اتهام بتوزيع منشورات ضده داخل أروقة النادي مقابل تشجيعه ومؤازرته للأزرق الملكي وهي معلومة خاطئة شكلا وموضوعا فسبب العداوة يرجع إلى الجيرة وقرب الفريقان من بعضهم البعض وليس لأسباب أخرى.

ونفى شالكه كل تلك الإدعاءات مؤكدا بتقارير صحفية ووثائق نشرها أن أسباب تفوقه خلال تلك الفترة كانت بسبب إتباعه لأسلوب لعب جديد على كرة القدم حينها وهو التمريرات القصيرة ومشددا على أن هتلر كان يكره كرة القدم لما تملكه من شعبيه تنافس شعبيته الكبرى وهو ما كان يثير حفيظته ضدها.

بينما في دورتموند، الرقم 4 محجوب عن الترقيم في ملعب الفريق وذلك حتى يتم تجنب الإشارة إلى اسم العدو والمنافس شالكة 04 فلا يوجد في ترقيم منافذ بيع التذاكر الرقم 4.

ولم تكن بداية الديربي تاريخيا متكافئة فمنذ انطلاق أول مباراة ديربي بين الطرفين في مايو 1925 ولمدة 17 ديربي متتالي كان الفوز لصالح شالكه وانتظر دورتموند وجماهيره حتى نوفمبر 1943 لتحقيق أول فوز لهم في تاريخهم في ديربي الغضب أو ديربي الرور في مباراة انتهت بهدف نظيف سجله أوجست لينز.

ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استفاق دورتموند وبدأ سقوط شالكه فعوض أسود الفيستفاليا، فارق المباريات بينهم فكانت البداية بإسقاط دورتموند لشالكه من على عرش ولاية شمال الراين بالفوز عليه بثلاثة أهداف لهدفين في 1947 في نهائي كأس الفستيفاليا.

ومع الوصول إلى العام 2015 ألتقى الفريقان سابقا في 140 ديربي كان التفوق للأزرق الملكي شالكة في 58 مناسبة مقابل 48 لدورتموند فيما انتهت 34 مباراة بالتعادل.

لافتات جماهيرية.. «يمكنكم رؤيته ولكن لا يمكنكم لمسه»

التقى شالكه المتصدر ببروسيا دورتموند في الجولة قبل الأخير من موسم 2006-2007 وعينه على حسم ديربي الرور لصالحه من أجل مواصلة التصدر وحسم البطولة لصالحه في ظل منافسة وتضييق خناق من شتوتجارت الوصيف بفارق نقطة وحيدة.

وكانت الأحوال كالأتي في زيارة شالكه المصيرية إلى ملعب السجنال إيدونا بارك، الأزرق الملكي متألق ومتصدر وأسود الفستيفاليا في وسط الجدول يعانون من مشاكل مادية، ولكن هيهات فهو الديربي وهو انتصار الموسم لدورتموند إن حققه.

ولم يتخاذل لاعبو الفريق الأصفر ونزلوا إلى الملعب للقتال من أجل الفوز وخلفهم الجماهير العريضة في المدرج الشمالي ترفع لافتة كبيرة مكتوب عليها «يمكنكم رؤيته ولكن لا يمكنكم لمسه» في إشارة إلى درع الدوري الألماني.

ويتقدم دورتموند في نهاية الشوط الأول بهدف أليكسندر فراي ويعزز سمولاريك في الدقائق الأخيرة من المباراة ليعلن عن فوز جديد لدورتموند في الديربي وخسارة كلفت شالكه التراجع إلى المركز الثاني بعد أن حقق منافسه شتوتجارت الفوز في تلك الجولة قبل تحقيق لقب الدوري رسميًا في الجولة الأخيرة ليستمر غياب درع الدوري عن الملكي الأزرق منذ 1958.

وتم تلقيب تلك المباراة بـ«أم الديربيات» نظرًا للتنافسية الكبيرة التي شهدتها سواء بين الجماهير أو اللاعبين على أرضية الملعب فاستحقت الثناء ودخول التاريخ.

ولم تقف جماهير دورتموند عند هذا فقط ففي الجولة الأخيرة أرسلت طائرة فوق ملعب جيلسنكرشن الخاص بشالكة برسالة أخرى هي «حياة طويلة من دون لمسه».