رأيت أبو تريكة

فادي أشرف السبت 07-11-2015 13:49

(1)

كان شتاء 2004 ساخنًا في النادي الأهلي، الفريق في الطريق لخسارة الدوري الذي لم يحققه منذ مطلع الألفية، والمدرب البرتغالي العبقري الذي عاد بعد حصوله على دوري أبطال أفريقيا 2001 يبدو غير قادرًا وحده على الفوز بالدوري.

إلى أن أتى لاعب، كان نواة لبناء فريق جديد للأهلي، عمره 25 عامًا، شكل ثنائيًا خطيرًا مع مهاجم سوري اسمه مهند البوشي في الترسانة.

القنوات الرياضية القليلة في ذلك التوقيت، قالت إن هذا اللاعب «بطيء».

(2)

أعلم إنني بكيت حينها، حين قدمت تحيتك المسرحية بعد هدفك في أورلاندو بايرتس نهائي دوري أبطال أفريقيا 2013، علمت إنها آخر فصول أعظم قصة شهدتها الملاعب المصرية.

وأعلم أيضًا إني لم أبكي وحدي في تلك الليلة.

وأدرك إنني ذرفت دموع الفرح عندما سكنت تسديدة يسراك مرمى أحمد الجواشي على استاد 7 نوفمبر، يوم ميلادك، في رادس، 100 مرة حاولت تكرار تلك التسديدة على الملاعب الخماسية مع أصدقائي، دائمًا ما فشلت، وأشك إنك قد تنجح فيها مرة أخرى، لكن مرة واحدة كانت تكفي لأن تحفر اسمك في القلب، دائمًا.

(3)

اللاعب الذي وصفوه بالبطيء، سجل 11 هدفًا في 13 لقاء في الدور الثاني من الدوري المصري موسم 2003/2004، منهم هدف رائع في شباك الزمالك، في لقاء خسره الأهلي 2-1.

كرة القدم لعبة جماعية، لكن بعض اللاعبين لهم تعطيهم كرة القدم شعبية قد تفوق شعبية اللعبة ذاتها، وليس بسبب الأهداف فقط.

(4)

ذهبوا جميعًا للعب مباراة السوبر قبل الحكم في قضية المذبحة، سيقولون إنك «بعتهم» و«أخدت بنط على حسابهم» ولعبت على مشاعر الجماهير، لكنك رفضت اللعب، سيقولون أيضًا إنك كنت تستغل ذلك الموقف لخدمة انتمائك السياسي.

صدقني، كل هذا لا يهم، فقط ما يهم إنك «صديق الشهداء».

(5)

لن تكفي تلك المساحة لأشرح لك مدى فرحتي بـ109 هدف في الدوري الممتاز، ولا 31 هدف أفريقي، ولا 4 أهداف رائعين في كؤوس العالم للأندية، ولا 38 هدف بقميص المنتخب، لكنك بالتأكيد تعلم تلك الفرحة، تلك المدرجات التي هتفت بإسمك، تلك اللافتات والقلوب وتقليد «طائرتك» الشهيرة.

لن تصدق إني مع كل تعثر كنت أثق إنك ستظهر من مكان ما خارج مجال رؤيتي، ستضع الكرة في الشباك، مثلما اقتحمت كادر تلفزيوني، ومحمد زيدان يشتبك مع مدافع الكاميرون ريجوبير سونج.

(6)

حكى لي والدي وأنا طفل عن محمود الخطيب، ويومًا ما سأحكي أنا لأبنائي إني رأيت أبوتريكة.