جميع الملابسات والأحداث يا حمادة تشير إلى أنك غالبا محسود ونجمك خفيف!.. كنت طالع نازل نازل طالع تمتدح فى ملف السياسة الخارجية وبراعتنا فى التعامل معه والذى توّج نجاحنا فيه بالتصويت لمصر على المقعد غير الدائم فى مجلس الأمن.. لكنك وسط كل هذا الزهو بالنجاح نسيت تلبس خرزة زرقاء وتطبع كف على الحائط، لذلك يبدو أن هناك من حسدك وعينه تفلق الحجر، وإلا لما كنا تدهورنا وإتكعورنا هكذا فصوتنا لإسرائيل فى عضوية لجنة الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى.. طيب بذمتك يا حمادة أنت تثق أن إسرائيل ستلتزم بأن يكون استخدامها سلمى للفضاء الخارجى؟.. هو انت شباكم ستايره حرير؟.. وكله كوم وحجتك الخايبة بأنك فعلت هذا من أجل دول عربية أخرى كوم تانى.. تماما مثل الذى يتزوج على زوجته ويجيب ضرتها لها فى البيت بحجة إنه جايب لها واحدة تساعدها فى شغل البيت!.. تعجبت جدا من هؤلاء الذين استنكروا استنكارنا لموقف مصر واستندوا فى هذا لمعاهدة السلام التى بيننا وبين إسرائيل!.. طب بذمتك يا شيخ وهات عينى فى عينك كده، هل فى كل ما تفعله إسرائيل ضدنا من تحت الترابيزة أى التزام بأى معاهدة لأى سلام؟.. هى حتة ورقة اتكتبت لتضحكوا بها علينا ولّا إيه؟!.. هل فى لعب إسرائيل فى إثيوبيا ودعمها لسد النهضة أى التزام بالنوايا التى كتبت معاهدة السلام؟.. هل فى كل ما يجرى حولنا من مخططات تفتيت تنفذ على قدم وساق لتحقيق دولة إسرائيل الكبرى أى التزام بالنوايا التى كتبت معاهدة السلام؟.. لست أدرى كيف حسبت وزارة الخارجية حساباتها ولا أجد تفسيرا سوى أن هناك من سقاها حاجة أصفرة!.. لكن كل هذا لا يزعجنى قدر ما يزعجنى هذا الانسلاخ للموقف المصرى عن الموقف الجمعى للدول العربية فى واقعة لا نتوقعها أبدا بعد التضامن العربى الذى بدأ منذ 30 يونيو.. لا أتخيل السيناريو الذى تم به هذا الانسلاخ المشين!.. هل مثلا ضحكنا عليهم وأوهمناهم بشىء ثم فعلنا عكسه؟.. هل مثلا بررنا وجهة نظرنا ولم نخجل من الدفاع عنها؟.. هل استنصحنا عليهم فلما انسحبوا من التصويت سهيناهم ودخلنا نصوت؟.. هذا الموقف الشائن يستفحل أيضا عندما نتوقف أمام امتناع قطر عن التصويت رغم أنها إحدى الدول الست المرشحة، ورغم أننا نعلم أنها لديها تعاملات «أخوية» مع إسرائيل من تحت الترابيزة.. أضِف إلى هذا أن هناك عددا من الباحثين فى التاريخ من أكدوا أن العائلة الحاكمة القطرية لها جذور يهودية!.. لكن رغم التعامل التجارى والاشتراك فى التآمر السياسى وربما الوراثى، إلا أن قطر لم تجرؤ على أن تجاهر بمساندتها لإسرائيل وانصهرت فى الموقف الجمعى للدول العربية.. إلا أنت يا حمادة!.. خيبتك خيبة أمل راكبة جمل!.. هل يمكن إذن أن نتوقع أن هذا الموقف المشين قد يؤثر على علاقاتنا بالدول العربية؟.. قبل أن نجيب دعنى أسألك عن واقعة حدثت منذ يومين بعد التصويت مباشرة، حيث قامت الحكومة الكويتية بترحيل عدد من المصريين شاركوا فى خناقة!.. إنت عايز تقولى إن هذه هى أول مرة يتخانق مصريين فى الكويت؟.. لا أعتقد، فقبلها بيومين حدثت واقعة دهس المواطن المصرى بسيارة أحد الكويتيين بالكويت وكانت نتيجة خناقة أيضا، لكن لم تقُم الحكومة الكويتية بترحيل أى من بقية المصريين الذين شاركوا فى الخناقة.. مرة أخرى نتساءل هل هذا الانسلاخ للموقف المصرى يمكن أن ينعكس سلبا على العلاقات بيننا وبين بقية الدول العربية؟.. ربما هذا يذكرنا بمقاطعة الدول العربية لمصر عقب زيارة السادات لتل أبيب.. لكنى لا أعتقد أن الموقف سيصل لهذا الحد، فجميعهم أصبحت الآن لديهم علاقات خفية مع إسرائيل من تحت الترابيزة، وهناك من كانت لديه تلك العلاقات منذ الستينيات مثل الأردن، وهذا هو المضحك فى الموضوع، فنحن الدولة العربية الوحيدة التى ليس لها علاقات خفية مع إسرائيل من تحت الترابيزة، ولكننا بمنتهى السذاجة وعدم الحنكة اتخذنا موقفا مشينا علنيا ربما ينتج عنه اتهامنا زورا بأننا لدينا علاقات مع إسرائيل من تحت الترابيزة!.. لست أدرى كيف خان التوفيق وزيرنا سامح شكرى إلى هذه الدرجة!.. بعد كده والنبى يا بتوع الخارجية قبل ما تروحوا تصوتوا فى أى مكان صحرا إن كان أو بستان ابقوا استعينوا بصديق أو شوفوا الفنجان أو الكوتشينة، ويستحسن تصلوا استخارة علشان العكوسات!