شيخ الأزهر: تفنيد الاتهامات الشيعية ضد الصحابة لا يخدم سياسة معينة

كتب: أحمد البحيري الخميس 05-11-2015 15:16

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن من يتابع تاريخ الأزهر يدرك أنه فوق السياسات جميعها، ولا يمكن أن يكون جزءا من أي سياسة، بل إن الأزهر مشاهد ومراقب خارجي ينظر إلى السياسات من أعلى، وهذا هو الذي جعل الأزهر يعيش حتى الآن، يدرس ويُدرس ويحافظ على فكر المسلمين وعقيدتهم وعلى القرآن والسنة.

وتابع: «ليس من أخلاق شيوخ الأزهر أن يخدموا سياسة معينة أو يقبضوا من أجل تنفيذ سياسة معينة، ولو كان الأمر كذلك لانتهى الأزهر واضمحل».

وقال شيخ الأزهر، في حديثه الأسبوعى على الفضائية المصرية الذي يذاع غدا الجمعة، إن سر بقاء الأزهر هو احتضانه للمسلمين جميعا يحرس وحدتهم، ويقف بقوة ضد مَن يريد تفتيتها، أو مَن يريد بعث الفتنة بينها بأي أسلوب من أساليب بعث الفتنة، ونحن لم نختر هذا التوقيت للدفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم، بل هذا التوقيت فُرِض علينا فرضا، لأننا لاحظنا أن هناك أموالا تضخ لتحويل شباب أهل السنة إلى المذهب الشيعي، وهذا الذي نعترض عليه؛ لأن هذا الأمر سوف يؤدي بالضرورة إلى فتنة وإلى إراقة دماء في بلاد أهل السنة، وهو ما يرفضه الأزهر، ليس كراهية في فريق أو لتبني فريق آخر، ولكن تحسبا وخوفا من أن تسيل الدماء وتصير بلد كمصر مثل العراق أو سوريا.

وشدد «الطيب» على ضرورة أنْ يُوجَّه سؤال المعترض على التطرق للدفاع عن الصحابة إلى هؤلاء الذين اختاروا هذا التوقيت لإشعال أو إذكاء البغضاء والكراهية بين الشيعة والسنة، فهذه القضايا أصبحت مطروحة الآن في الشوارع، مؤكدًا أن العلماء في كل المنطقة سيسألون يوم القيامة عن هذه الفتنة التي فتت المسلمين، وأسالت دماءهم، فنحن نقتل أنفسنا بالوكالة لمخططات عالمية والجميع يعلم هذا، ومنطقتنا الآن أصبحت مسرحا لهذه المخططات، والأزهر يتحدث في هذه القضايا ليتصدى للعبث بوحدة الأمة الإسلامية ولِيقول: أخرجوا المذاهب وأخرجوا الإسلام، وأخرجوا الدين من ألاعيب السياسة، وأنفقوا أموالكم الفائضة عن حاجتكم على الفقراء والبؤساء الذين أضرتهم الحروب كما قال الرسُولُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ). صحيح مسلم.

ونبه شيخ الأزهر على أنه سبق أن دعا في رمضان الماضي علماء السنة والشيعة إلى اجتماع لإعلان حرمة قتل الشيعي للسني وقتل السني للشيعي ولكن دون جدوى، مذكرًا الجميع بقول النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُه)، فأين ذهب العلماء من هذا الحديث؟ كيف يلقون ربهم؟. لافتًا إلى أن الأزهر لا يخدم سياسات بعينها، ولا يوظف المذهب الأشعري ولا علوم الأزهر في خدمة هذه السياسات، ويجب على المعترضين على دفاع الأزهر عن الصحابة وتحريمه لسبهم أن يبحثوا عمن يقف مع سياسات معينة ويسندهاويتقدم صفوفها، هذا ما ننزه الأزهر الشريف عنه في الماضي والحاضر والمستقبل.

وأكد شيخ الأزهر، أن حلقات البرنامج ليست للتعريف بالصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، وإنما هي مخصصة للدفاع عنهم وتفنيد التهم التي وجهت إلى الخلفاء الراشدين، وإلى السيدة عائشة- رضي الله عنها- فيما يتعلق بموضوع الخلافة، مؤكدًا أن حديث الأزهر في هذه الأيام عن تفنيد الاتهامات التي وجهها بعض المنتسبين إلى المذهب الشيعي ضد صحابة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وضد أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- لا يخدم سياسة معينة.