وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ظهر اليوم الأربعاء، إلى لندن في مستهل زيارته للمملكة المتحدة، حيث كان في استقباله البارونة شيشلوم أوف أولين ممثلة الملكة إليزابيث الثانية، ومايكل جون هولواى ممثل وزير الخارجية البريطانى.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد بعد ظهر اليوم عدداً من اللقاءات مع مجموعة من ممثلي الصناديق الاستثمارية والشركات العاملة في مجال الطاقة والخبراء المعنيين بقطاع البنية الأساسية، حيث التقى سيادته توربيورن سيزر رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار «أكتيس» الذي استعرض حجم أنشطة الصندوق الاستثمارية الذي يتجاوز رأسماله سبعة مليارات دولار بمختلف دول العالم، معرباً عن اهتمامه بمواصلة نشاطه في مصر، والاِستفادة من الفرص المتاحة في العديد من القطاعات الاستثمارية.
وذكر السيد سيزر أن حجم استثمارات الصندوق في مصر على مدار السنوات السبع الماضية بلغ حوالى نصف مليار دولار، وذلك في مشروعات القطاعات الانتاجية المختلفة والقطاع المصرفى وقطاع الطاقة. كما ذكر أن الصندوق يعتزم ضخ استثمارات جديدة بقطاع الطاقة المتجددة، حيث تم التوقيع مؤخراً على مذكرة تفاهم لإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح في خليج السويس بقيمة 350 مليون دولار، علماً بأن للصندوق مشروعيّن بقطاع الطاقة بقيمة 120 مليون دولار إحدهما في رأس غارب لتوليد الكهرباء من الرياح، والآخر في أسوان لتوليد الطاقة من السولار.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس رحب بالاستثمارات التي يعتزم الصندوق ضخها في مصر، ولاسيما في مجال طاقة الرياح، مشيراً إلى ما ستمثله تلك الاستثمارات من إسهام جيد في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية اعتماداً على وسائل الطاقة المتجددة، خاصة أن الدولة لديها خطة طموح لتوليد 20% من احتياجاتها من الكهرباء من خلال مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، بما يؤدى إلى زيادة معدلات انتاج الكهرباء في مصر لتلبية احتياجات المواطنين والوفاء بالمتطلبات المتزايدة لمختلف القطاعات الإنتاجية، مع الحفاظ في نفس الوقت على البيئة والحد من الانبعاثات الحرارية.
واستعرض السيد الرئيس الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها وأصدرتها مصر من أجل تهيئة مناخٍ إيجابي جاذب للاستثمارات، كما أنها تعد بمثابة بوابة عبور لأسواق إضافية داخل القارة الأفريقية والمنطقة العربية. وأعرب السيد الرئيس عن تطلعه لقيام الصندوق بضخ المزيد من الاستثمارات في مختلف المجالات، سواء على صعيد المشروعات التنموية الكبرى مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، أو على مستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما تتيحه من انتشار أفقي يوفر فرصاً للتنمية العمرانية والاجتماعية، فضلاً عما توفره من فرص العمل للشباب.
وذكر السفير علاء يوسف أن السيد الرئيس التقى كذلك بالسيد/ روبرت دادلي الرئيس التنفيذي لشركة «بريتش بتروليوم»، حيث أكد الرئيس على تقدير مصر للنشاط الذي تقوم به الشركة بوصفها إحدى أهم شركات العاملة في السوق المصرية، خاصة في ضوء ما تشهده مصر حالياً من اكتشافات جديدة في مجال الغاز والأولوية المتقدمة التي توليها الدولة لقطاع الطاقة، مُرحباً باعتزام الشركة ضخ استثمارات إضافية في مجال الغاز والبترول خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، عبر الرئيس التنفيذي لبريتش بتروليوم عن سعادة الشركة بالعمل في مصر وتقديرها للتعاون والتنسيق القائم مع السلطات المصرية. واستعرض في هذا الإطار المشروعات المختلفة للشركة، وعلى رأسها مشروع تنمية اكتشاف حقل غاز أتول في البحر المتوسط الذي سيتم البدء في تنفيذه بعد أقل من ثمانية شهور فقط منذ الإعلان عن اكتشافه في مؤتمر شرم الشيخ، مشيراً إلى اعتزام «بريتش بتروليوم» ضخ استثمارات لتنمية هذا الحقل باجمالى 3 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث القادمة، بحيث يبدأ الانتاج مع بداية عام 2018. وقد أوضح السيد المهندس طارق الملا وزير البترول أن الاتفاقية الإطارية التي تم التوقيع عليها اليوم مع الرئيس التنفيذي لبريتش بتروليوم ستعجل من بدء انتاج الحقل الذي يبلغ انتاجه التقديري 1.5 تريليون قدم مكعب.
وذكر السفير/ علاء يوسف أنه عقب ذلك عقد السيد الرئيس لقاءً مع اللورد/ بول دايتون وزير الدولة السابق والخبير في مجال البنية الأساسية، حيث كان مكلفاً بوضع الخطة الوطنية للمملكة المتحدة في مجال البنية الأساسية وسبل توفير التمويل اللازم لها. وأصاف المتحدث الرسمي أن الرئيس استعرض خلال اللقاء المشروعات الوطنية الهادفة لرفع كفاءة البنية الأساسية في مصر، مشيراً إلى حرص مصر على تطوير البنية التحتية وتحديثها خلال المرحلة الحالية بهدف تقديم خدمة أفضل للمواطنين والارتقاء بمستوى المعيشة، فضلاً عن استيعاب احتياجات الاستثمارات الجديدة التي تسعى مصر لجذبها في إطار خطة الحكومة الشاملة للنهوض بالاقتصاد المصري، مؤكداً على تطلع مصر للتعاون مع المملكة في هذا المجال والاستفادة من تجارب خبرائها، ومن بينهم اللورد/ بول دايتون.
وأشار اللورد/ دايتون إلى متابعته باهتمام للخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية في إطار تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية، بالإضافة إلى المشروعات القومية الكبرى التي أطلقتها مصر خلال الفترة الأخيرة، ولاسيما مشروع قناة السويس الجديدة. وعبر بول دايتون عن ترحيبه بالتشاور مع الحكومة المصرية في مجال تطوير البنية التحتية، مؤكداً أن الاستثمار في مشروعات البنية الأساسية سيساهم بدوره في تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تلك المشروعات وسيساعد على جذب استثمارات في مجالات خدمية مكملة بما يؤدى إلى نهضة تنموية شاملة. وقد تناولت المقابلة بحث سبل تطوير نظم التخطيط والإدارة وزيادة معدلات الكفاءة بهدف تحقيق إنجازات في مدى زمنى سريع بمختلف قطاعات البنية التحتية.