ثلاثة أشقاء من عائلة "بالاسيوس" يصنعون تاريخ هندوراس الكروي

كتب: عمرو عبيد الإثنين 21-06-2010 14:15

الطريف أن "جيرى" لم يكن ضمن القائمة النهائية المختارة من قبل المدير الفنى (رينالدو رويدا ) لمنتخب هندوراس بالرغم من اختياره ضمن القائمة الأولية – 30 لاعب –  ، ولم يلبث "رويدا" أن استدعاه للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم عقب إصابة "خوليو سيزار دي ليون" ، لينضم إلى شقيقيه الذين سبقاه فى الانضمام لمنتخب بلادهم ..

وكان "جيرى" قد صرح في أعقاب وصوله إلى "جنوب افريقيا" قائلا (لقد كنت واحداً من اللاعبين الثلاثين الذين ضمتهم القائمة الأولية، ولكني لم أكن ضمن المجموعة النهائية المختارة. إن اللعب في كأس العالم مع هندوراس بعد 28 عاماً من الانتظار أمر رائع لا يصدق، ولكن عيش هذه التجربة بصحبة أشقائك هو بمثابة هبة من الله، إنه شيء سيتذكره أبناؤنا وأحفادنا دائماً ).

وأكمل بشكل مرح " كنت أتفرج في الصين على صور كأس العالم عندما سمعت رنين الهاتف. رأيت رقم ويلسون وتعجبت، واستمعت إليه فقال: 'معي الآن السيد رويدا وهو يريد أن يتكلم معك'. بالطبع شعرت بالأسى من أجل رامبو (دي ليون)، لأنه صديق عزيز، ولكني في الوقت نفسه حمدت ربي على هذه الفرصة التي حققت لي حلمين، حلم اللعب في كأس العالم، وحلم أن يكون ذلك مع إخوتي.

ولعائلة "بالاسيوس" قصة طويلة مع المعاناة الإنسانية ، حيث كان لديهم شقيقا رابعاً هو ( إدوين ) وقصته مأساوية حقاً ،  إذ كان يخطو خطواته الأولى مع منتخبات شباب هندوراس عندما اختطفه بعض المجرمين في هجوم على منزل العائلة، وقتلوه رغم الفدية التي تم دفعها لإنقاذه.

ويقول جيري في حزن: "إدوين هو مرشدنا في السماء. كل ما نفعله نقوم به من أجله ، إنه قوتنا الداخلية ومنبع إيماننا".

ويعرف جيري أن هذه اللحظات هي لحظات مؤثرة للغاية بالنسبة لوالديه، ويقول: "قد تكون هذه الأيام بالنسبة لأمي أيام فرح وحزن في الوقت نفسه. ولكننا عائلة قوية للغاية، نؤمن بالله ونشعر بأن المستقبل سيأتينا بما هو أفضل".

ولا يخفى على أحد أن السيد ميلتون، اللاعب والمدرب السابق ورب العائلة ، كان له فضل كبير في نشأة الإخوة بالاسيوس كأشخاص وكلاعبي كرة قدم.

وما زال جيري يتذكر قصة طريفة منذ صغره: "كنا نلعب في المكان الذي اعتدنا اللعب فيه في بيتنا الحجري. وفي لحظة، ارتكب ميلتون، الأخ الأكبر، خطأ مع ويلسون، ولما كان هذا الأخير حاد المزاج، فقد رد على ميلتون بضربات متلاحقة. وهنا وصل أبي، ففصل بينهما وقال لنا كلنا: 'كرة القدم هي مجرد لعبة، وعندما تلعبونها يجب أن تلعبوها للتسلية'. ومنذ ذلك اليوم واظبنا على العمل باجتهاد، وكان ذلك هو سر تحقيقنا لكل ما حققناه".

ويقول أكبر أبناء عائلة بالاسيوس في جنوب أفريقيا إن ويلسون هو من "يضع القواعد" رغم صغر سنه، ويشرح قائلاً: "إنه قائدنا. لقد عرف كيف يتغلب على عقبات كثيرة، وها هو يلعب في أعلى المستويات، وقد تسنح له الفرصة للانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية الكبيرة. إنه يمثل دافعاً إضافياً بالنسبة لجوني وبالنسبة لي، وكلانا يقل عنه في الخبرة الدولية".

ويشهد تاريخ كأس العالم عدة مشاركات لشقيقين في النهائيات، لكنها المرة الأولى التي يشارك فيها ثلاثة في فريق واحد.

ومن الحالات الشهيرة سابقا لمشاركة شقيقين، أوتمار وفريتس فالتر بطلا العالم مع ألمانيا عام 1954، بوبي وجاك تشارلتون بطلا العالم مع انجلترا عام 1966، الدنماركيان ميكايل وبراين لاودروب عام 1998، المصريان حسام وابرهيم حسن عام 1990، الهولنديان فرانك ورونالد دي بور عامي 1994 و1998، العاجيان كولو ويايا توريه عامي 2006 و2010.

كما تشهد النهائيات الحالية حالة لافتة لعائلة "بواتنج" الغانية التي تضم لاعبين في منتخبي غانا وألمانيا ... ( كيفن برنس بواتنج ) لاعب وسط منتخب غانا الذى قرر حمل ألوانه بلده الأصلي وهو الأخ غير الشقيق لـ (جيروم بواتنج ) مدافع منتخب المانيا.

وأصبح كيفن برنس بواتنج الذي نشأ في برلين قبل أن ينتقل إلى انجلترا عام 2007، موضوعا لحملة مشينة في ألمانيا سواء في الصحف المحلية او هواة الكرة المستديرة بعد تسببه في اصابة قائد منتخب ألمانيا مايكل بالاك وإبعاده عن النهائيات الحالية خلال مباراة ودية بين ألمانيا وغانا تحضيرا للنهائيات.

وسيمثل كيفن بواتنغ (23 عاما) غانا في النهائيات العالمية كون والده غاني، علما بان غانا هي احد المنتخبات الثلاثة المنافسة لالمانيا في الدور الاول ضمن المجموعة الرابعة، ما دفع البعض الى القول بان بواتنغ أصاب بالاك متعمدا !!