يستعد نادي مانشستر يونايتد الذي يعيش أوقاتا صعبة لاستضافة خصمه الروسي سيسكا موسكو ضمن منافسات الجولة الرابعة لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
ومنذ التعادل بنتيجة 1-1 في المباراة الماضية لم يفز اليونايتد في أية مواجهة خاضها سواء في الدوري أو الكأس عكس سسكا الذي تعادل سلبيا مع تيريك جرونزي ثم تفوق بنتيجة 2-0 على فريق إف سي يوفا.
وقبل الحديث عن المواجهة التكتيكية لنتحدث أولا عن الغيابات، الضيوف يغيب عنهم فاسيلي بيريزوتسكي للإصابة كما تحوم الشكوك حول مشاركة بيبراس ناتخو، في حين أن المضيف لديه كلا من لوك شاو وجيمس ويلسون مصابين،والشكوك تحوم حول كلا من فيل جونز، بادي ماكنير، فالنسيا وديباي المستبعد وكذلك شنايدرلين.
والآن إلى المواجهة التكتيكية، ولماذا يرضى التعادل طموحات سيسكا بينما يقتل أحلام اليونايتد؟
أولا.. لويس فان جال
المدرب يعيش أياما صعبة، الفريق أهدر أكثر من فرصة لإعتلاء الدوري والاداء ليس مقنعا للجماهير التي بدأت بدورها تنقلب على فان جال وترفض فلسفته في نقل الكرة بدلا من تسديدها وانتقد سكولز اداء مانشستر يونايتد كما وصف أكثر من محلل كروي أداء الفريق بـ«الممل» نظرا لتناقل الكرة كثيرا وعدم معرفة الخطوة التالية كما عاد الفريق لمشكلة بداية الموسم وهي العقم التهديفي.
والآن ومع هذا الكم من الغيابات سيلعب فان جال بالتشكيل التالي: دي خيا، بليند سمولينج روخو يونج، هيريرا، كاريك، لينجارد روني، ماتا، مارسيال، المشكلة ليست في روني أو في المهاجم المشكلة أصبحت في الفريق ككل، تمرير وتمرير واستحواذ، لكن في تصريح هام لبليند قال بأن التعادل مهم مثل الفوز أيضا، ما يعنيه لا يقلل من شأن فريقه أو يدافع عن مواطنه بل يدافع عن فلسفة معينة وهي تحسن الخط الدفاعي فمثلا في آخر 6 مواجهات تلقى الفريق 4 أهداف فقط منها 3 في مباراة ارسنال وهدف وحيد في مباراة سيسكا موسكو.
الدفاع لازال هو ذاته الارتباك المساحات، لكن مع بعض الإضافات لا نرى الكرات الخطيرة سوى على فترات وليس طوال المباراة، كما أنه ليست أي فرصة تسكن الشباك بل كرات معينة، فان جال إلى الآن لم يتحدث إلى مدافعيه حول الإلتحامات الهوائية، ولم يتحدث مع شفايني حول طريقته في نقل الكرة، نعم هو نجم كبير لكن عليه ألا يتعالى على الكرة.
المدرب الهولندي سيكرر اسلوبه، تمريرات قصيرة بين خطوط المنافس، لكن عليه أن يضيف التسديد إلى فلسفته، لاعبو اليونايتد تسنح لهم فرصا عديدة للتسديد منهم روني لكنهم بدلا من هذا يمررون ويمررون لكن هناك دائما تمريرة مفقودة وهي الدخول بالكرة إلى المرمى، في بعض الأحيان عليك التسديد لكي تسكن الكرة في شباك الخصم أنت لن تدخل بالكرة إلى الشباك، بالتأكيد هذا نادر الحدوث.
دفاعيا تبدل الحال في اليونايتد ومن ينكر هذا فهو ناكر لجميل فان جال في تلك النقطة الهامة، لكن هجوميا اليونايتد ليس الفريق الذي تشاهده حاليا على الأقل، منذ قدوم مارسيال تغير الكثير، ورأينا هدفا هو تحفة فنية في شباك سيسكا بلقاء الذهاب وقد تتكرر الجملة، مشكلة الفريق الروسي تكمن في ضعفهم دفاعيا ضد الكرات البينية الطويلة فقط بعض الإبداع مطلوب بجانب الفلسفة التكتيكية.
ربما يجب ان يعي المدرب الهولندي ايضا قوة الخصم الروسي، هم لا يستسلمون، ولديهم قدرة ممتازة على انهاء الفرص التهديفية وكذلك دفاعهم قوي ضد الكرات الثابتة، وقدرة ممتازة على افتكاك الكرة من الخصم ومن هنا يجب أن يلعب اليونايتد ان استحوذ لفترة طويلة سيرتبك سيسكا بكل تأكيد.
ثانيا ليونيد سلوتسكي
مدرب منتخب روسيا وفريق سيسكا موسكو بكل تأكيد يعرف أنها مواجهة صعبة هو اعترف بذلك الأمر وأكد انه رغم ما يعيشه اليونايتد حاليا إلا انه يظل خصما قويا للغاية، وبكل تأكيد تفوقك سيأتي من احترامك التام للخصم حتى وإن لم يكن في افضل حالاته وهذا ما يفعله سلوتسكي بالتأكيد.
تشكيلة المدرب قد تكون كالتالي: ماريو فيرنانديز، بيريزوتسكي، إيجناشيفيتش، جيورجي شينيكوف، وفي خط الوسط الثنائي ناتخو وويرنبلوم وأمامهم صانع الألعاب إيريمنكو، ثم توشيتش وموسى ودومبيا، الطريقة ستكون 4-2-3-1 في حالة فقدان الكرة و4-3-3 في حالة امتلاكها، نظرا لتكتيك الهجمات المرتدة الذي يعتمده المدرب بالإضافة إلى التسديدات من خارج منطقة الجزاء والتمريرات السريعة واستغلال المساحات خلف دفاع الخصم.
سيسكا ليس الفريق المثالي بل هناك مشاكل كبيرة مثل بطء خط الدفاع وخاصة مناطق العمق، وكذلك ارتباك ناتخو لكن نقطة القوة في الوسط تتمثل في ويرنبلوم وهو ان تمكن فان جال من امتلاكه ووضعه تحت الضغط وتشتيته فسيكون الفريق الروسي في مشكلة، نقطة قوة أخرى لسيسكا هي في طرفيه زوران توشيتش لاعب اليونايتد السابق وأحمد موسى، لكن الأخير لديه بعض الفردية إن تخلى ولو لبعض الوقت عن تلك المشكلة سيكون اليونايتد في مشكلة.
دائما هجمات سيسكا تأتي من الجانب الأيمن مع عمق الملعب والجانب الأيسر ضعيف بعض الشئ، الجانب الأيمن الذي يتواجد فيه كلا من فيرنانديز وتوشيتش، لماذا الجانب الأيمن؟ لأن زوران يقدم واجبه الدفاعي وهو متفاهم للغاية مع ماريو، عكس ثنائية شينيكوف وموسى الأولى بطيء بعض الشئ والثاني لا يقدم المساندة الدفاعية كما يجب، بينما عمق الوسط كل الخطورة تأتي إما من إيريمنكو أو الخطير ويرنبلوم تمريرات بينية سريعة ومساحات تسبب بها دومبيا وإما يتحصل الفريق على ركلة جزاء -وهم بارعون في ذلك- أو يسجلها توشيتش.
في النهاية، سيسكا خصم متماسك وذلك هو الوصف الأفضل، امام خصم يعيش في مآساته الخاصة التي صنعوها بأيديهم مع الإنغلاق الفكري التام لمدربهم فإما أن يتخلى عن عناده وإما أن يواجه ما قد يحدث، اليونايتد سيبحث عن الفوز وكذلك سيسكا لكن كلمة النهاية ستكون لمن لديه الرغبة الأكبر وأسلوبه الخاص في فرض شخصيته.